يسرنا في "تفاصيل" أن نقدم لكم من حين لآخر -طيله شهر رمضان المبارك- مقتطفات من عمل ونهج وأدب السلف الصالح متعلقة بهذا الشهر المبارك؛ تكون نبراسا نستضيء به في عبادتنا.. في معاملاتنا.. في أخلاقنا وسيرنا.. في حياتنا اليومية، ولم لا؟! فقد كانوا القدوة الحسنة..كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون.. تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون..
.إنهم الصائمون القائمون, عرفتهم المساجد والخلوات., يطيلون القيام.. يتلون القرآن.. يكثرون الدعاء والإنابة,. يلتمسون ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
***
أخرج الحافظ المنذري في كتابه الترغيب والترهيب، برقم 1490 (وقال رواه الطبراني) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقول للصحابة: "أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله"
***
وقد باع قوم من السلف جارية، فلما قرب شهر رمضان رأت أسيادها الجدد يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها فسألتهم؛ فقالوا: 'نتهيأ لصيام رمضان'، فقالت: 'وأنتم لا تصومون إلا رمضان؟!! والله لقد جئت من عند قوم السنة عندهم كلها رمضان لا حاجة لي فيكم ردوني إليهم ثم رجعت إلى سيدها الأول.
***
كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إذا دخل شهر رمضان دخل المسجد ومكث فيه يستغفر ويسبح وكلما انتقض وضوءه عاد فجدد وضوءه فلا يعود لبيته إلا لأمر ضروري من أكل أو شرب أو نوم هكذا حتى ينسلخ شهر رمضان ثم يقول للناس• هذا هو الشهر المكفر فلا نريد أن نلحق به الأشهر الأخرى في المعاصي والخطايا والذنوب
***
وكان ابن عمر رضي لله عنهما يصوم ولا يفطر إلاَّ مع المساكين، فإذا منعهم أهله عنه لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجِفْنَةِ، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.
***
أخرج ابن أبي شيبة في كتاب الصيام، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء.
***
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: يا ابن آدم! إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك.. يا ابن آدم! نهارك ضيفك فأحسِن إليه، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك، الدنيا ثلاثة أيام: أما الأمس فقد ذهب بما فيه وأما غداً فلعلّك لا تدركه وأما اليوم فلك فاعمل فيه
***
وقال الشاعر:
إِذَا لَـم يَـكُـنْ فِي السَّـمْعِ مِـنِّي تَـصَامم = = وَفِي بَصَـرِي غَـضٌّ وَفِي مَنْـطِـقِي صَمْتُ
فَحَظِّي إِذَنْ مِنْ صَومِيَ الـجُوعُ وَ الظَّمـا = = فَـإِنْ قُـلْتُ إِنِّي صُمْتُ يَومِي فَمَـا صُمْتُ
وقد قال أحد العلماء:
لا تجعلن رمضان شهر فكاهة = = تلهيك فيه من القبيح فنونه
واعلم بأنك لن تنال قبوله = = حتى تكون تصومه وتصونه.