مبادرة الرئيس مسعود ... وخطاب الرحيل ... / عبد الله الناجي

2013-02-21 08:14:00

لا شك ان لكل مجتمع ما يتميز به عن غيره من المجتمعات ، وما يصلح للشعب ما  ، قد لا يكون كذلك صالح لغيره . الجميع بارك ثورات الربيع العربي التي اسقطت عتاة انظمة جثمت علي صدور شعوبها عشرات السنين

.

وقد تم ترحيلها في ايام قليلة عبر احتجاجات  شبابية وشعبية عفوية ذابت فيها كل الحساسيات و الخطابات الحزبية والعرقية الضيقة وكل ما يدل علي مظاهر التفرقة والشقاق والتمزق . لكن وللأسف الشديد ماتزال دول الربيع العربي متعثرة في كل مساراتها الإصلاحية ، بل واصبحت بعض شعوب تلك البلاد تردد مقولة " رحم الله الحجاج ما اعد له " . 

وهنا ، في موريتانيا حاولت المعارضة استنساخ ظاهرة الربيع العربي علي علاتها والنزول للشارع مطالبة برحيل النظام ، وهو خطاب يبدو انها عجزت عن تسويقه للشعب حتي يواكبها في كل تحركاتها ونشاطاتها فقد مرت سنتين علي خطاب الرحيل والنظام مازال علي حاله فلا هي استطاعت ترحيله كما تريد ، ولا هو رحل بمحض إرادته . وكل ما طال الزمن عليه تناقصت قيمته وفقد بريقه وانتهت فترة صلاحيته ، وهذا ما يدعوهم  إلي وقفة مع الذات وتقويم ما سبق من الزمن ومعرفة اسباب الفشل في  عدم نجاح خطابهم ، أهي اسباب بينية ؟ أم أن الامر يعود إلي تنافر القوم فيما بينهم ؟ . فكلما اجتمعوا اختلفوا إما لتباعد الاهداف والمصالح فكل قوم بما لديهم وما عندهم  هم يفتخرون . 
إذا ، في هذه الظروف وهذه الاوضاع كانت رؤية الرئيس مسعود هي دعوة للحوار  وان مشاكل البلد وأموره لا سبيل إلي حلها إلا بالحوار ، وبالحوار فقط ، يمكن حل كل الأمور العالقة ، وفي هذا الإطار جاءت مبادرة الرئيس التي مازال حبرها لم يجف بعد وقد لاقت دعما من  مختلف اطياف المجتمع سواء الطيف السياسي أو المجتمع المدني و بعض الشخصيات الوطنية المستقلة . وقد اجمع الجميع علي انها صالحة وقابلة للتطبيق ، وأنها تشكل مخرجا ومنفذا يمكن من خلاله اخراج سفينة البلاد الي بر الأمان ، وهي مبادرة متكاملة بكل المقاييس والمقادير اذا ما طبقت علي ارض الواقع ، وهي صالحة زمانا ومكانا . 
لكن ، تبقي الكرة الآن في مرمي المنسقية التي يبدوا أنها مازالت لم تعطي ردا ايجابيا وواضحا من المبادرة ، وفي المقابل  تحدثت بعض المصادر الإعلامية عن أن المعارضة باركت مبادرة تقدم بها ولد سيدي باب وهو ما يمكن فهمه  او اعتباره عند البعض محاولة  من المنسقية للفت الانظار عن مبادرة  الرئيس مسعود ، وهو ما يجعل ردها لن يكون ايجابيا اتجاهها . 
وفي انتظار كيف سيتعامل الرئيس ولد عبد العزيز مع مبادرة الرئيس مسعود ، وكيف سيكون رد منسقية المعارضة عليها  ،
 يبقي المواطنون البسطاء تتوق اعناقهم وتشرئب الي ماذا  ستصير إليه  الأمور في البلد ، هل إلي تطبيق مبادرة الرئيس مسعود وانهاء الازمة السياسية وحلحلت كل المشاكل العالقة والمتراكمة ؟ أم أن خطاب الرحيل سيكون هو سيد الموقف ويفرض نفسه ويتم فرضه علي النظام رغم أنه خطاب اصبح متجاوزا ومنتهي الصلاحية ؟ .
المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122