تم يوم الأربعاء 25 فبراير 2015 السادسة و النصف مساء بدار اليونسكو في باريس، بمبادرة من مشروع علاء الدين بالتنسيق مع اليونسكو تنظيم محاضرة مشفوعة بنقاش حول "مستقبل التعايش في وجه تنامي التطرف العنيف".
.وضم المدعوون للحضور عددا من أصدقاء إسرائيل أمثال آندريه أزلاي مستشار ملك المغرب و العضو المؤسس لمشروع علاء الدين، و أريك روتشيلد رئيس تذكار إبادة اليهود وموشي لوين مدير مؤتمر الحاخامات الأوروبيين و أعل ولد محمد فال عضو لجنة تبني مشروع علاء الدين. نعم ليس هذا خطأ مطبعيا.
أجل إن المدير العام للأمن تحت حكم معاوية ولد الطايع والرئيس المجلس العسكري للعدالة و الديمقراطية و الصديق الوفي لإسرائيل كان من بين المدعوين لهذا الحدث. و ليست هي المرة الأولى التي يحضر فيها هذا النوع من المناسبات التي لا تعني الجمهورية الإسلامية الموريتانية لا من قريب و لا من بعيد. ويجدر التنبيه هنا إلي أن موريتانيا هي البلد العربي و الإفريقي الوحيد الذي لم يعرف طيلة تاريخه وجود مجموعة يهودية ضمن مواطنيه ولا مغتربين يهود علي أراضيه. كما أن موريتانيا ليست لديها أية مسؤولية في الإبادة التي قام بها الألمان لليهود في أوروبا.
وبما أنه لا مكان لأي موريتاني في صفوف النازية الجديدة فإنه من غير المنطقي تماما بل من السخافة بمكان أن يكون موريتانيا عضوا في لجنة تبني مشروع حول المحرقة تقوده أسرة روتشيلد!
ذلك أن الملياردير أريك روتشيلد وريث إحدى أكبر الثروات في العالم هو رئيس تذكار هيئة المحرقة بما له من شبكات سياسية و مالية مؤثرة. وهو بهذه الصفة يتحكم في خزينة ضخمة ويوزع هباته و دعمه المالي علي أشخاص مختارين بعناية في مختلف أنحاء العالم علي أساس إذعانهم و ارتباطهم باللوبي اليهودي. وأريك روتشيلد معروف في الأوساط الصهيونية بوقوفه الدائم إلي جنب إسرائيل وهو الذي كان وراء تدريس المحرقة في المدارس الفرنسية.
وهو وظف ثروته و ثروة أسر نافذة أخرى و بدعم من منظمات دولية عديدة من بينها اليونسكو علي وجه الخصوص من أجل تطوير برامج و تنظيم تظاهرات تروج للصهيونية تحت غطاء الكفاح من أجل إحياء ذاكرة المحرقة النازية و ضد معاداة السامية. وفي هذا الإطار ومنذ سنة 2005 والمنظمة التي يتولى رئاستها لديها مساعدون و عملاء في مختلف أنحاء المعمورة بما في ذلك في إفريقيا. وهي تكتتب منذ سنوات في الأوساط الجامعية والسياسية والإعلامية المسلمة من أجل تمرير رسالتها وخدمة الأجندة الإسرائيلية.
ومن بين أعضاء هذه الشبكة توجد شخصيات مثل إرينا بوكوفا المدير ة العامة الحالية لليونسكو التي ساعدتها الشبكة في انتخابها في منصبها هذا في أكتوبر 2009 ضد المرشح العربي وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني الذي أعتبر مواليا لفلسطين. وقد ردت إرينا بوكوفا الجميل لأولياء نعمتها من خلال تنظيم معارض في مقر اليونسكو تبرز الروابط القديمة بين الشعب اليهودي و الأراضي الفلسطينية لأكثر من 3500 سنة. وقد تم إلغاء آخر هذه المعارض قبيل افتتاحه في يناير 2014 إثر ضغوط مارستها الدول العربية.
ويشمل اللوبي كذلك صحفيين عربا ميمين في لندن و باريس و تونس و مديري فضائيات عربية، كما يضم منتخبين أوروبيين مثل عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي ذات الأصول الجزائرية باريزا أخياري التي هي مديرة مشروع علاء الدين. كما ينتمي له وزراء سابقون ومستشارو ملوك مثل الإسرائيلي- الفرنسي- المغربي آندريه أزولاي.
إلا أن الرئيس الأسبق الوحيد الذي يوجد اسمه علي قائمة هذا اللوبي هو مع الأسف مواطننا العقيد أعل ولد محمد فال الإنقلابي رغم أنفه الذي أقحم في الإنقلاب الذي أطاح عام 2005 بالرئيس الأسبق ولد الطايع الذي كان مع ذلك صديق إسرائيل الذي سمح لها بفتح سفارة في انواكشوط وجعل العلم الموريتاني يرفرف في سماء تل آبيب. ومع ذلك فليس وولد الطايع هو العضو في مشروع علاء الدين بل مدير أمنه المنقلب عليه.
إن وجود هذا السيد في مثل هذه التظاهرات وعلاقاته المشبوهة مع هذه الأوساط التي هي أبعد ما يكون لمصالح بلاده هو حضور يزعج الأغلبية العظمى من الموريتانيين الذين لا يمكنهم أن يفهموه أو يقبلوه.
وعليه فإنه من المهم أن يدرك منظمو هذا النوع من الأنشطة أن أعل ولد محمد فال بحضوره لهذه التظاهرات لا يمثل إلا نفسه ولا يمثل بأي حال من الأحوال الشعب الموريتاني الذي لم يعينه و لم يفوضه ولم يأذن له باستخدام صفته كرئيس سابق لموريتانيا للترويج للمصالح اليهودية حيث يأتي مهرولا كلما استدعوه لذلك.
إن الشئ الأكيد هو أن موريتانيا لا صلة لها بتاتا بالدين الذي تستحقه إسرائيل علي أعل ولد محمد فال الذي زارها مرتين في عامي 1999 و 2001 و الذي أستقبل عملائها في موريتانيا عندما كان هؤلاء يؤجرون البيوت لمصالحهم في انواكشوط قبل أن يتم طرد سفارتها عام 2009.
إنه من غير المقبول أن يستغل أعل ولد محمد فال إسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية لخدمة اللوبي الصهيوني.
محمد فال ولد السالك