نظم المركز الثقافي المغربي مساء أمس أمسية ثقافية تضمنت إلقاء محاضرة تحت عنوان ""شخصيات من القرنين 19 و 20 كونت عامل تلاقح وتبادل علمي وثقافي بين مناطق المغرب العربي: القاضي محمد آب بن حبيب نموذجا " ألقاها الأستاذ الباحث الشيخ ولد أحمدو .
.الندوة حضرها جمهور غفير من كبار المثقفين والباحثين، وافتتحها الدكتور محمد القادري مدير المركز بكلمة قيمة تضمنت تلخيصا لأهم محاور المحاضرة هذا نصها:
"اسمحوا لي بأن أتوجه إليكم جميعا كل واحد باسمه وبصفته، بخالص عبارات الشكر والتقدير والامتنان على تلبيتكم دعوة الحضور معنا لنتشارك جميعا هذه الأمسية الثقافية التي تندرج ضمن فقرة البرنامج الثقافي والعلمي الذي ينظمه المركز بالتعاون والتنسيق مع نادي القصة الموريتاني. فليجد كل أعضاء النادي وفي مقدمتهم رئيسه الجديد الأستاذ محمد ابراهيم ولد محمدنا خالص عبارات الشكر والامتنان على هذا التعاون المثمر.
كما أتوجه بشكري أيضا إلى السيد الشيخ ولد أحمدو، الأستاذ والباحث والأديب والبرلماني السابق على تفضله بتقديم هذه المحاضرة التي تتناول شخصية تاريخية موريتانية، تتعلق بالقاضي العلامة محمد آب بن حبيب، وذلك تحت عنوان:
"شخصيات من القرنين 19 و 20 كونت عامل تلاقح وتبادل علمي وثقافي بين مناطق المغرب العربي: القاضي محمد آب بن حبيب نموذجا "
نتلمس في التلخيص الموجز الذي أعده الأستاذ الشيخ ولد أحمدو لمحات سريعة عن محطات حياة هذه الشخصية التاريخية، حيث ولد في إقليم الساحل وانتقل بعد دراسته في محاظر محيطه ومحاظر أهل سالم، إلى العلامة الشيخ ماء العينين في جنوب المغرب الذي درس على يديه، ثم قاد بعد ذلك مع آخرين طلائع المقاومة في موريتانيا، كما اشترك في معارك في المغرب. ومع بداية السيطرة الاستعمارية، تقلد وظائف إدارية وقضائية وكون محضرة وزاوية صوفية حتى وفاته سنة 1942 بمدينة الداخلة. وتخرج على يديه العديد من العلماء والمشايخ الصوفية وترك آثارا علمية متعددة.
وقد استرعت انتباهي هذه الشخصية التي لم يكن لي سابق معرفة بها، فحاولت على سبيل فضولي العلمي، أن أستقصي عنها على صفحات الإنترنيت غير أن ذلك لم يسعفني، فلجأت إلى المراجع الورقية، ومن خلال بحث سريع عثرت على إشارة هامة حول هذه الشخصية في الجزء الأول الصفحة 379 من كتاب الطالب أخيار بن الشيخ مامينا، بعنوان الشيخ ماء العينين : علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوربي.
يشير المؤلف إلى هذه الشخصية: محمد آبه بن الحبيب بن أبو بكر بن حميدن بن حبيب الله بن محمذ بن بوحبيني التندغي. ويقول فيه أنه كان من العلماء الفقهاء الثقاة الأثبات كثير العبادة وتلاوة القرآن، هاجر من بلاده إبان الاحتلال الفرنسي لمنطقة الترارزة، وتوجه نحو الشيخ ماء العينين ومعه ما يزيد على أربعين أسرة من قبيلته. ومكث عند الشيخ ماء العينين مدة، وأخذ العلم والطريقة، وبعد وفاة الشيخ ماء العينين انتقل إلى الشيخ أحمد الهيبة، وخاض معه الجهاد في أحواز مراكش، وفي جبل أكردوس ثم قربه الشيخ مربيه ربه في خلافته وأسند له مهمة القضاء بقرية طرفاية.
توفي سنة 1945 وعمره 90 سنة ودفن عند موضع النخيلة 40 كلم جنوب قرية العرقوب ولاية واد الذهب.
بعد هذ التقديم الذي أرجو أن لا أكون قد أطلت فيه، أعطي الكلمة للأستاذ الفاضل الشيخ ولد أحمدو لإعطاء صورة أعمق عن هذه الشخصية التاريخية.
شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أشكركم مجددا والسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته"