ألقت مساء أمس 20 يناير 2015 الدكتورة تربه منت عمار الاستاذة في جامعة انواكشوط والباحثة في تاريخ العلاقات الثقافية في منطقة المغرب العربي وشمال افريقيا محاضرة فكرية في قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي المغربي.
.الندوة حضرها لفيف من الباحثين والمختصين والطلاب والمهتمين وعقب عليها الدكتورالشيخ بشيري ولد إنديد رئيس شعبة الامامة والخطابة بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية في موريتانيا .
وفي بداية الندوة رحب الدكتور محمد القادري مدير المركز الثقافي بالحضور من أساتذة باحثين ومثقفين ورجال إعلام وطلبة وقال اتوجه اليكم جميعا "بخالص عبارات الشكر والتقدير والامتنان على ما عودتمونا عليه من حسن الاستجابة لدعوات المركز لحضور أنشطته والمشاركة فيها بآرائكم ومداخلاتكم القيمة التي تعتبر هامة بل وأساسية لنجاح هذه الملتقيات العلمية والفكرية، لا سيما وأنها تقدم من لدن صفوة الباحثين ورجال الفكر والثقافة ويحضرها ويشارك فيها كوكبة من حاملي مشعل المعرفة وسليلي أهل العلم والفقه والفكر في بلاد شنقيط المباركة".
الدكتورة منت عمار استعرضت في محاضرتها أوجه العلاقات الثقافية والروحية التي عرفتها مدن وحواضر الغرب الإسلامي فيما بينها إبان ازدهار القوافل الصحراوية، مما انعكس بجلاء على طابعها الحضاري وعلى نمطية الحياة الدينية والسلوكية لمجتمعات الصحراء الكبرى خلال العصر الوسيط، هذا العصر الذي شهدت فيه الرحلات العلمية والتجارية تألقا ودينامكية، أدى إلى نسج شبكة من الدعاة والتجار تجوب رحاب الغرب الإسلامي من جهة، وإفريقيا جنوب الصحراء من جهة أخرى، وهو ما تمخض عنه أثر إيجابي على امتزاج المكونات الثقافية والأجناس البشرية في حواضر وبوادي المغرب العربي الكبير.
تلك الحركية التي امتد إشعاعها إلى مناطق إفريقيا الغربية، لتتفتق عن مدينة "تنبكتو" كتجربة رائدة أينعت في ظل الحكم السياسي لدولة مالي السودانية الإسلامية كوريث سياسي لمملكة غانا الوثنية، بزعامة ملوك سونغاي الذين تأثروا بحركة الدعوة التي انسابت عبر مسالك الطرق التجارية التي عبدتها الرحلات العلمية والدعوية...
ونوهت الدكتور بالدور الذي لعبته بعض الحواضر في الغرب الاسلامي وتطرقت الى بعض بدايات الطرق الصوفية.
وخلال تعقيبه على المحاضرة نوه الدكتور بشيري ولد انديده بوحدة المذهب المالكي لهذا الفضاء الثقافي والاجتماعي والتاريخي وقال ان التجانس المذهبي في المنطقة ساعد في وحدة المنطقة وقلل من عوامل الفرقة والخلاف مستعرضا نماذج من اعلام المنطقة ومشايخها.
وحظيت المحاضرة بتعقيبات وتساؤلات هامة من طرف اساتذة وطلاب اجمعوا خلالها على ضرورة ان تستعيد هذه الحواضر دورها في توحيد المغرب العربي دولا وشعوبا وان يعكف الباحثون على العوامل التي تعزز وحدة هذه الاوطان بدل مشاريع التفتيت والتفكك التي تعانيها اليوم اقطار المغرب ومشاريع التشظي الاثني والعرقي التي تخيم على مجتمعات المنطقة.
ولم يخف جل المتدخلين شكرهم وتنويههم بالدور المميز للمركز الثقافي المغربي في نواكشوط بوصفه منارة اشعاع ثقافي ومعرفي تستقطب الباحثين والمفكرين وتستهويهم بانشطة واماسي غاية في الجودة والجدة والامتاع الروحي والمعرفي.