حريق مؤسسة أهل السالك والشيء بالشيء يذكر.. إكس ول إكرك (سيدى محمد)

2024-11-14 08:08:03

كامل المواساة للشرفاء أهل السالك بعد الحريق المهول الذي أتى على مؤسستهم التجارية وعوضهم عنها خيرا.

في سنة 1956 احترقت دار رجل الأعمال محمد فال ولد الشيباني السمسدي في روصو وكانت تضم دكانًا وغرفة كبيرة ملحقة بالدكان تستقبل الضيوف وعابري السبيل من وإلى السنغال، وكانت دارًا عامرة لرجل منفق كريم نعمت بساحتها الوفود.

وحين سمع الناس بذلك الحريق المهول انثالوا على صاحب الدار مواسين جماعات ووحدانا من كل حدب ينسلون.

حدّث صاحب الدار محمد فال ولد الشيباني، رحمه الله، قال: من ضمن من جاءني مواسيًا الزعيم الوطني الرمز أحمدو ولد حرمة، رحمه الله، وتزامن مجيئه مع ورود قطعة شعرية بعث بها المؤرخ الأديب المختار ولد حامد، رحمه الله، مواسيًا، قرأتها على الزعيم أحمدو ولد حرمة فأعجبته أيّما إعجاب وقال لي: هذه القطعة من أجمل ما قيل في المواساة، بل ومن أجمل ما سمعت من الشعر.

فقال محمد فال مداعبًا: الحق ما شهدت به الأعداء.

كان محمد فال نفسه من حزب "الوفاق الموريتاني" مع ولد حرمة وكان ولد حامد من حزب "الاتحاد التقدمي الموريتاني" المناوئ للوفاق... لكن الاختلاف يومها لم يكن يفسد للود قضية، "فقد كانت النفوس كِبارًا".

والقطعة هي:

إن تأكل النارُ تلك الدارَ فالعارُ :: لم يأكل الدارَ لا شطت بها الدارُ

لم يَحْمِ سورُك ذاك العَرضَ  منفتحا :: والعِرضُ منكسرًا تحميه أسوار

وليس في أكْل قربانٍ تقبله :: ربُّ الورى من تقيٍ منفقٍ عارُ

لم تأكلي عُشرَ ما قد كان يأكله :: في الدار جارٌ ومسكين وزُوّارُ

دارٌ بها المجدُ مرفوعٌ منائره :: كأنها علمٌ في رأسه نارُ

يا نارُ كوني على دارٍ نزلتِ بها :: بردًا، وكوني سلامًا أيّها النارُ.

يقول العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو حين علم باحتراق منزل الأديب التاه ول ابتّ:

دار الأديب الكريم التاه ما احترقت :: كلا و لا لحقتها الدهرَ أضرار

في الدار ما ليس يفنى ليس تأكله :: نار  هنالك  أسرار  و أنوار

في الدار مجد تليد خالد أبدا :: و ثم علم و آداب و أشعار

في الدار يصدق ما المختار أنشأه ::  إذ خُلّدت لبني الشيبان أخبار 

( إن تأكل النارُ تلك الدار فالعار :: لم يأكل الدار لا شطت بها الدار)

ويقول الإداري الأديب محمدن ولد سيدي (بَدّنَ) في الحريق الذي شبَّ في الاستديو الرئيسي لقناة "المرابطون":

أقول إذْ نزلتْ في الدَّارِ ذِي النَّارُ :: وخِيفَ من حرّها بأسٌ و إضرارُ

كوني سلاما و بردًا إذْ نزلتِ أَمَا :: سمعتِ بيتًا به الركبانُ قدْ سَارُوا :

(يا نارُ كوني على دارٍ نزلتِ بهَا :: برْدًا وكوني سلاما أيُّها النارُ)

وحين احترقت شاحنة الرجل الجواد الكريم تياه ولد أحمدو رحمه الله، وكانت ملأي بالبضائع، قال الشاعر:

لعادت كالت بعد النار :: كبيونْ لْـتَـيّاهْ ؤمحشي

يَسْوَ ما كالو بعد العار :: ِؤلا لِحفيْ ؤلا عزتْ شِي

كامل المواساة

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122