أين جماهير الأمة مما يحاك ضد المقاومة منذ طوفان الأقصى..؟!/ إشيب أباتي

2024-09-14 14:18:09

   لقد أكدت المفارقات العجيبة في السلوك، والتوجيهات الخارجية المتحكمة في الشأن العام العربي، وقد ازدادت  تحديا لقيم الأمة العربية  يوما بعد يوم،  وتفرض إملاءاتها اللامشروطة  رغم ما تواضع عليه  المواطن العربي ، والمجتمع، والأمة من قيم الكرامة..  لذلك كان من غير المبالغ  فيه القول، إنه لا توجد منطقة وسطى ما بين دوائر الوعي الوطني، والقومي، والإسلامي من جهة، وبين  الوعي الثاوي الانتهازي، الخياني الموالي للأمبريالية الأمريكية، والغرب المتصهين، وللصهيونية المحشورة في الأفق الملتهب بمعركة التحرير منذ أحد عشر شهرا، فيما جماهير أمتنا، كمن حكم على نفسه بمشاهدة الأحداث عبر القنوات ،، فيما المؤمل، هو التآزر المعبر عن الاستجابة المساندة لصمود أبطال الأمة من أبناء غزة، وأهل الضفة، ولبنان، واليمن، والعراق، الأمر الذي من شأنه أن يزيل الألتباس، ويحدد  هوية الوعي المقاوم العربي  الذي كانت أطره السياسية غير قابلة لما دون  اجتثاث الوجود الاحتلالي لشذاذ الآفاق في فلسطين، بغض النظر عن تجاهلهم لمقتضيات التفكير السليم حين عميت بصائرهم عن  أن يستطلعوا مصيرهم، وما ينتظرهم في الأفق القريب، وهو من بديهات الوعي، علاوة على مطالعة حقائق التاريخ في استعادة الحقوق إلى أهلها خلال استدارة التاريخ العربي عبر تياراته التغييرية،، لكن شذاذ الآفاق في فلسطين، لا يجيدون قراءة النهايات التراجيدية  للحملات العسكرية على مجتمعات الوطن العربي، حتى في عصور الأنحطاط الحضاري..

والظاهر للعيان، أن الفهم المحدود  لشذاذ الآفاق، عززه الوعي الغريزي الذي مبتغاه إشباع  مطالب أجسامهم الحيوانية، ولعلهما  المحددين للمصير الصهيوني المجهول  منذ أن استجلبوا إلى الجحيم الموعود ليصبحوا طعما لشواظ  نار الصراع الحضاري الذي لا قبل لهم به، لأنهم ليسوا أمة، ذات رصيد حضاري، يستطيع مجتمعها  أن ينهزم، ويبقى يقاوم، لذلك فهو ليس ندا  حتى يتمكن من خوض الصراع الحضاري  مع الأمة العربية التي عانت من عملاء الداخل عبر تاريخها، أكثر من اعدائها في قوى الخارج مهما تعاظمت عددا، وعتادا…!

 بينما اقتصر وعي شذاذ الآفاق الصهاينة على الدور الوظيفي لحراسة القاعدة العسكرية  للاحتلال الامبريالي الأمريكي الزائل من فلسطين مهما طال ليل  الاحتلال، وهذا هو المصير المحتوم الذي أراده الغرب للصهاينة الأغبياء الذين كانوا، يتبجحون بالذكاء الخارق، والمؤامرات المحاكة، والأنقياد الأعمى لهم، لكن الحقيقة  التي لا مواربة فيها، أن العقل السياسي، والحضاري الألماني، والغربي عموما، استطلع الحاضر، والمستقبل الطاردين  للطوائف اليهودية بعد تجارب مؤلمة -  لكن مستحقة - لتهجيرالطوائف اليهودية  في معظم الأمم الأوروبية ، وكان  ذلك في انتظار أن "يتكيفوا" مع المجتمعات الغربية غير، أن  الغرب يئس من عدم قابلية اليهود للتفاعل الإيجابي مع بيئاتهم الاجتماعية  بما كان يحدده الوعي الحداثي، والمعاصر، وما بعد المعاصرالذي شكل وعي الطوائف الدينية في الغرب اللاديني،، وحتى لا يغيب عن الأذهان التذكير بأن غياب الوعي بضرورة اندماج الطوائف اليهودية  خلال تواجدهم في الأنظمة الاجتماعية، وتطور الأخيرة حضاريا بشكل متنام أفقيا، وعموديا  بما كان عصيا على توجيهه في اتجاه ارتدادي بالأساطير التلمودية..!

لذلك حفرت مجتمعات الغرب  ليهود  القرن العشرين، حفرتين، لا قرار للاخيرة منهما  خلال الصراع مع طوائف اليهود..

وقد كانت المؤامرة الأولى في الإبادة الجماعية - حسب الدعاية الصهيونية - لأبرياء اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية علما، أن الوثائق أظهرت أن قادة اليهود تآمروا مع نظام الحكم النازي على الطوائف اليهودية، وذلك في سبيل أن يذعنوا للهجرة  إلى فلسطين..

بينما المؤامرة الثانية، بدأت بتشجيع الهجرة الطوعية للمتصهينين  من الغرب إلى فلسطين،  قلب الوطن العربي  الذي سيشهد المحرقة الأخيرة على غرار الإبادات الجماعية  التي قام بها  الصهاينة خلال قرن  للأجيال العربية في فلسطين، ولا بد من الإبادة الجماعية للصهاينة، وذلك في سبيل تحرير فلسطين منهم، ولم يكن متاحا للعرب بعد هذه الإبادة الاجتماعية الجارية من سبيل لإجتراح حلول تتماشى مع القيم العربية الحضارية ..

 وما بعد الإبادة الجماعية لليهود التي فرضوها على أمتنا، كخيار وحيد، لكن سيرافقه معطى جديد، هو أنه  لن يتاح للصهاينة في الهجرة العكسية من فلسطين التي،  بدأت، السيطرة مرة أخرى  على مؤسسات المال عالميا، لئلا تتكرر تجربتهم السابقة مع  الألمان حين قاموا بتهريب  رأس المال اليهودي إلى بريطانيا في ثلاثينيات القرن العشرين التي كانت "السبب الكافي" لغضبة ألمانيا "الهتلرية" التي افلس مؤسساتها المالية  اليهود  التآمرين الذين مارسوا الأبتزاز على الأمم منذ القرن الماضي..!

 ولعل توسيع حجم الإبادة الجماعية التالية التي سيحرق فيها الغرب الأمبريالي، والأمة العربية معا، الصهاينة في فلسطين، وإن كان الظاهر في تعاطف الأنظمة الغربية هو الدفاع  عن الصهاينة، ولكن إلى متى ستبقى تلك الانظمة بمثابة شرطي حراسة لحماية الصهاينة ..؟

 فقد بدأ يرتفع لهيب حرب التحرير فيما ترابط  أساطيل أمريكا، وحلف الأطلسي في الأبيض المتوسط، اللذين استأنفا  توظيفه، كما حصل في العصور القديمة، و الوسطى، وحتى أسمائه السابقة، استحضرت، كبحيرة إغريقية، وبحيرة  رومانية على عهد الإسكندر المقدوني، وحيرة إيطالية على عهد موسوليني..

 والآن، البحر الأبيض المتوسط، هو  بحيرة للحروب الأمريكية  على مجتمعات الأمة العربية في الضفة  الجنوبية للمتوسط، وكأن التاريخ الإغريقي، والروماني،  يبعثان لتفعيل الهيمنة الأمبريالية، أكثر من أي وقت مضى منذ ثلاثة قرون..! 

والجدير بالذكر أن هذا الحضور الأمبريالي، يشكل أسنادا إضافيا، يشجع قصيري النظر لأنظمة التبعية (العربية) المتصهينة في الانفصال عن الواقع، والقطيعة مع مجتمعات الأمة، باعتبارهم يعبرون عن خيارسياسي مناهض لحاضر ومستقبل الأمة العربية الذي تمثله قوى المقاومة، ومع ظهور الأخيرة ،أظهرت أنظمة التبعية المتصهينة  جملة من المواقف غير المترددة خلاف للسابق  قبل "طوفان الأقصى" ، وحيث أن قوى المقاومة مسنودة في الوطن العربي من الرأي العام العربي من المحيط إلى الخليج، ومن هنا يكون المطلوب الملح، هو  مواجهة الأمة العربية لهذه الجبهات الثلاث المتحالفة: الأنظمة المتصهينة، والكيان الصهيوني، والأمبريالية الأمريكية، وليس من سبيل لعدم تصنيف الأنظمة المتصهينة، كعدو للأمة العربية، لأن ذلك لن يحول دون  توظيفها الراهن سرا، وعلانية، لهذا يتحتم قطع  أيادي اخطبوطها العديدة  التي تنال من فاعلية الوعي العربي العام، ومحاربته حهارا نهارا، ولذلك يجب نزع التوكيل منهم، كوسيط  منحاز لأمريكا، والصهاينة رغم " هويته" (العربية)، غير أنه أثبت خلال أحد عشر شهرا، أنه وسيط، يسعى لتمديد فترة التفاوض، وذلك لإعطاء الكيان، وحكومة" نتنياه" الإرهابية فرصة للإبادة الجماعية في غزة، وجنين، وغيرها من مدن الضفة الغربية..! 

والأنظمة المتصهينة مشاركة في الجريمة،  وصرحت بها في ظاهر أقوال مسؤوليها، وفي تناظم سياستها المتصهينة، مع الأمريكان، كما لا توجد لغة مغايرة للأنظمة المتصهينة في القمم السياسية البائسة ذات المنهاج المحفوظ عن ظهر قلب منذ أسس له عبد الله بن سلول بن أبي، وهؤلاء السبئيون - نسبة لعبد الله بن سبإ-  يتوقعون، أن ينفد  سلاح المقاومة في غزة، ليقضي الصهاينة بالسلاح الأمريكي المحرم دوليا على أهل غزة باعتبارهم حاضنة للمقاومة..

 وسوف تجري - لا قدر الله -  مذابح على غرار مذابح  "بيروت" بعد احتلالها ٨٢ حين اخرج المقاومون من لبنان،، وعلى غيارها سيقوم الصهاينة بالمذابح المتوفعة، إذا تم القضاء على قوى المقاومة في غزة…

إن هذا الإجرام المساند من طرف الأنظمة المتصهينة لم يبق يستدعي العجب، والاستغراب من سلوك المتصهينين في الدويلات القطرية، لأن الصراع فرض الأصطفاف، وبالتالي لم يكن في مقدورهم أخفاء الحقائق المكشوفة التي تدينهم على لسان كل عربي غيور، ومسلم غير مخادع لا، كخداع القائد العثماني الإسلامي" أردوغان"، لحركة حماس التي كان يتبناها  قبل  مواجهتها لأحلافه الصهاينة، والغرب الأطلسي.

 أما اليوم، فهو واحد من المتآمرين على مجتمع غزة، وعلى حركة حماس، وأهل فلسطين، والأمة العربية من المحيط إلى الخليج، وذلك  باستدعائه، لمأمور بلدية " رام الله"،  ومساندته له، وتشجيعه إياه  للذهاب إلى "غزة " ليشارك في احتلالها مع الصهاينة..!

 بينما على العكس منه  رئيس الحكومة الإسلامية الجديدة  في السنغال الذي، كان آخر تصريح له، وهو يلف الكوفية الفلسطينية على عنقه، قوله :" إن الأنظمة العربية، هي التي خانت "غزة "، وأهلها.. !!

 إن  الجامعة (العربية) العبرية التي اجتمعت مرتين: وكانت الأولى  بعد ثلاثة أشهر من احتلال غزة، وتدميرها، والعالم شاهد عل ما عبر عنه ذلك الأجتماع التافه الذي حصل بعد  المماطلة، والتلكؤ، وعبر عن التآمر المتصهين باستدعاء قادة الدول الإسلامية السبع والخمسين، والهدف الاساسي، كان  تدجين الوعي لدى الرأي العام العربي، وإطفاء العاطفة الملتهبة للأخوة الإسلامية لدى الشعوب الإسلامية، التي كانت السند الداعم لقضايا العرب المصيرية،، كما لم يختلف الأجتماع الأخير للجامعة (العربية) العبرية عن تأكيد المؤكد، أن " أبو الغيط"، هو ذاته أبو الغيط، بلحمه وشحمه، ومواقفه العدائية لعرب فلسطين التي أعلنها في مواقفه السياسية المتصهينة التي لم تختلف عن تكسيرعظام الفلسطينيين من طرف نظيره الصهيوني" يهود براك" حين كان عسكريا، بينما المتصهين في الجامعة العبرية، وقبلها  وزيرا لخارجة نظام  " المتغطي بأمريكا عريان " على حد تعبير "مبارك"، فكيف يترأس واحد من رموز حكم " كامب ديفيد"  اجتماعا للجامعة العبرية، وعن يمينه ممثلو المحمدين، ونظام البحرين،،، وألا يوالي  الصهاينة، ويساعدهم على حرق أطفال، ونساء، وأبرياء العرب في فلسطين، أحرى ألا يكون أولى أهدافه الخيانية، التآمر الإجرامي على ثوار العرب في غزة هاشم، ومدن الضفة الغربية، وهو-  أبو الغيط -  الذي لم  يتردد عن أن يلف خيوط مؤامراته الفاشلة على أعناق قوى المقاومة في لبنان، وقد شرفها الله، بأن وضعها " أبو الغيط"على قائمة النضال بتوصيفه إياها ب(الإرهاب)، فما باله بعد أن قامت  قوى المقاومة اللبنانية بتوحيد ساحات المقاومين  لمواجهة العدو للصهيوني..

لهذا علينا إسناد ثوار الأمة العربية في فلسطين، وهم يقاتلون على جبهتين: جبهة الصهاينة، وجبهة سياسة الخداع، والتآمر لأنظمة الدويلات القطرية المحكومة بحثالات الطوابير الخماسية ؟

 إشيب ولد أباتي

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122