أش حالكم ؟!
مراجعة ذاتية :
بدافع من خلفيتي العروبية( الناصرية ) التحقنا في مطلع التسعينات ( شباب في الجامعة ) بحزب التحالف الشعبي التقدمي في فورة المد القومي ، و قد عمل نظام ول الطايع على تفكيك الحزب و إضعافه باصطفاء القادة ( اكطع الكفه الفوكانيه ) ..
بعدها اقتنعت بأن الديمقراطية ( المهزلة ) إنما جاءت من أجل القضاء على التيارات و الأفكار التقدمية التي تناضل من أجل تحرير الوطن من تغول الدولة العميقة و اللوبيات ، و أن ديمقراطية القبائل و المشيخات هي نظرية خامسة و بئة خاصة لا تصلح لنمو الأحزاب الجادة التي تحمل مشروعا مجتمعيا لتغيير الواقع المر ، و إنما تنمو فيها الحشائش و الخشائش و الطفيليات : و هو ما تجسد في عشرات الأحزاب التي تكاثرت تكاثر البكتيريا في قطعة اللحم المنتنة ..
و لكي لا أطيل :
شكل انقلاب 2008 ارتدادا عنيفا و قتلا للأمل الذي ترقبناه بعد زوال نظام ول الطايع ، فرجعنا إلى " التصفاك " - و لم نكن نسيناه بعد - و أبدع الجميع انطلاقا من الكتيبة البرلمانية إلى القبائل إلى المشيخات إلى رجال الأعمال إلى الأحزاب ( و للأسف حتى فرسان التغيير و فرسان الكلمة و فرسان العلم و فرسان الثقافة ... ) و انطلقت الحناجر و المنابر و مكبرات الصوت بالأغاني الممجدة للقائد الفذ الحكيم الأوحد :
عزيز لا تمشي عنا ...
عزيز هو اللي أخرجنا من الظلمات ...
عزيز هو الذي أطعمنا من جوع ...
و مع أن ما سمعه ول الطايع من التمجاد و التهيدين و " لشوار " و " النحايا " و الشعر ( لم يبق شاعر كبير يشار إليه ) و لغن ( لم يبق امغني يشار إليه ) و التصفاك :
هناك 10 تصفيكات خالدة :
- هدية المصحف
- انترنت الفرنان
- امجيبت السحاب
- لو لم تترشح لحاكمناك
- لو لم نجدك لاخترعناك
- كنت قلقا على مستقبل البلاد حتى رأيت ابنكم ما شاء الله ( الوريث ) فاطمأننت إلى أنها بعدكم - بعد طووووول عمر - ستكون في يد أمينة .. !
لكن عزيز عاشت وذنو أيضا و بلغ مبلغا كبيرا من الأبهة و الملك و الانفراد بالحكم و المهابة في قلوب الرجال حتى صار الكل مستعدا لكل ما يأمر به بل و يتسابقون إلى ما فيه مرضاته حتى ول كان على حساب المصلحة أو الدستور ( فتح المنضات الذي تورط فيه مجموعة كان من المفترض أن تحاكم لا أن يتبناها النظام الحالي : يغير هي ألا مورتني ..! ) ..
في عهد ول الطايع كانت الموضة استقبال القبايل في تنافس محموم في زيارات التفقد و الاطلاع ( الزيارات الكرنفالية : تخصار النحاير و لفراش الغالي الثمن و مئات الملايين و امتهان الشعر و " لغن " ....)
و في عهد عزيز أصبحت الموضة المبادرات الداعمة ( تحت غطاء القبائل و المشيخات ) و بعضها ظل يدعم و يضغط من أجل ترشح عزيز لمأمورية ثالثة و لو ترشح لما تأخر عنه أحد من الذين يصطفون الآن و يتشدقون : يحرك بي أم السبع فاكفاه..!
الخطورة في ظاهرة " التصفاك " أنها لعبة مكشوفة :
الرئيس يعلم علم اليقين أن " الصفاكه " يلعبون عليه
و " الصفاكه " يعلمون علم اليقين أنهم يلعبون على الرئيس
الرئيس كاسب من لعبهم عليه - فلا يهمه - و الصفاكه كاسبون من لعبهم على الرئيس - فلا يهمهم - :
و الخاسر من لعب الصفاكه على الرئيس و لعب الرئيس مع الصفاكه هو : الوطن و " انضك " ..!
وافر اللعب على الوطن ...