من الناس من لا تدرك قيمته وحاجتك إليه إلا عندما يرحل.. من هؤلاء صديق طفولتي وكهولتي اسماعيل ولد القاظي رحمه الله وجعل الجنة مستقره..
لا أذكر متى أصبحنا أصدقاء.. كل ما أذكره أنه كان الطفل الباسم الذي يتصنع الشجاعة ويتكلم مثل الكبار فيكبر في عيني وأنبهر به..
دارت الأيام وفرقتنا الدروب، وظل الصديق الوفي البشوش، الذي يسأل عني ويبادر دوما بالاتصال..
حين زرت الإمارات عام 2017 وجدته يهاتفني معاتبا: كيف تأتي لمكان أنا فيه دون أن تتصل بي وتقيم معي؟
حينها لم يكن لديه عمل ثابت، لكنه الكرم الأصيل..
كان يزورني باستمرار وياخذني في جولات في أبوظبي.. وذات مساء كنا في مسرح شاطئ الراحة لدعم الشاعر شيخنا عمر ..
وبعد العودة للوطن ظل كما هو دائما.. البادئ بالاتصال والسؤال عن الحال.. وكان آخر حوار بيننا في إبريل الماضي، وكنت في تونس أُمارض أخي الراحل أحمد رحمه الله، فلما علم بمرضه دعا له بالشفاء، ولم يخبرني بالمرض الذي يبدو أنه عانى منه قبل ذلك..
رحم الله الصديق الشهم الطيب اسماعيل القاضي القاضي ورفع درجته في المهديين وجمعنا به في عليين على سرر متقابلين.
نقلا عن صفحة الإعلامي سيدى محمد تتاه