عيد ميلاد سعيد كورونا… ماذا بعد في جدول الهجمات الأمريكية؟/ خالد شحام

2023-04-04 10:14:50

في مثل هذه الأيام  وقبل سنوات ثلاث خداعات مرت بسرعة وألم ومكابدة كانت إجراءات ( التصدي ) لفيروس كورونا تجتاح العالم بأكمله حيث بدأت خطط العزل والحظر والإغلاق بالتنفيذ على نطاق واسع في حدث عالمي متآزر لم يسبق له مثيل .سنوات مضت وطوت  قسطا زمانيا مريرا كريها ويحمل من معالم الإنحطاط الإنساني ما لا يمكن تخيله ولا تصوره ، لم يكن أحد ليفهم أو يقرأ الحدث أو النتائج أو المستقبل أو الغايات بالدرجة الكافية  واختلط الحق بالباطل والوقاية بالاعتقال والحظر بالاستعباد والتجويع بالحماية والرأي الطبي بالمؤامرة ، تم إدخال المجتمعات البشرية بدرجات متفاوتة في معتقل كبير مظلم النهايات والغايات  ،  تحت ذريعة الحماية والوقاية صودرت الحريات وتم فرض قوانين مبهمة وعليها الكثير من علامات الغموص والتساؤل.في تلك الفترة وعقب الدخول في النفق المظلم من الإجراءات الحكومية والعالمية والتي كانت مقترحة من قبل ما يسمى ( منظمة الصحة العالمية ) والتي يفترض أن تحمل اسما خلاف ذلك ثارت حملة كبيرة من الشكوك والاتهامات والردود المضادة لكن الكل تم وضعه تحت وصاية قسرية تبدو في ظاهرها الحرص والسلامة والمصلحة ولكن تبين لاحقا أن التبعيات كانت كارثية بدرجة فادحة ثم تبين بعد الشوط الثالث أن الفيروس والقصة بأكملها لم تكن تستحق ولا هي بمستوى اتخاذ هذه الإجراءات والتي أصبحت الان تفسر على أنها الغايات المنشودة من خلال امتطاء الفيروس  للوصول إلى جملة أهداف سياسية كما يبدو .

في تلك الفترة يمكننا أن نستعيد شريط الذكريات الرمادي لنعيد تذكر فصول المسرحية الكبرى والتهليس على الشعوب باختلاق وتضخيم بعبع مجهري وتحويله إلى سيف مسلط على الرقاب أشد فتكا من السلاح الذي قبله والذي يسمى الإرهاب ، لقد كان الفيروس الوريث السريع والمؤقت مكان ظاهرة الارهاب التي استنفذت غاياتها واستهلكت كل مآلاتها ، نستطيع أن نعدد فصولا مسرحية كلها انطوت على استغفال الشعوب والعمل على تكبير معاملات الخوف والرعب فمثلا إذا تم اكتشاف بناية فيها مصاب تتم محاصرتها وإغلاق المنطقة من حولها ، تم قطع التنقل بين المدن وأغلقت كافة الأعمال وتم تعطيل البنوك ودورة الاقتصاد وتحريم العلاقات الاجتماعية والعبادات ووضعت البشرية تحت الرقابة ، من الفصول  الجميلة تلك البذلات الزرقاء وأقنعة الوقاية التي تذكرنا برعب الحرب الكيماوية والجرثومية ، تم فرض المعقمات والكمامات والاعلاف كجزء من ثقافة الرعب والتي تلاشت بسرعة اليوم ، تم وضع الناس في طوابير الإذلال والامتهان وإعادتهم قسرا إلى معيشة رجل الكهف بالبحث عن الطعام والشراب والملاذ فقط ، كل من توفي ( والله وحده يعلم السبب ) يتم تغليفه بكيس بلاستيكي سميك ويدفن في مكان منعزل بلا عزاء ولا أوفياء وكأنه تابع لجماعة الشيطان  ، تم فرص المطعوم وإقراره بقوانين أقرت على عجالة في ظروف عليها ألف علامة استفهام ، تم لاحقا انتاج جواز مرور وسفر وبطاقة تطعيم وباقة متكاملة من مستلزمات لا نعرف كيف ومن أين هبطت على البشرية وبرز العالم الرقمي كمنقذ للبشرية بحلول تبدو محضرة سلفا .ما الذي جرى وما الذي تعلمناه  من خلال تجربة كورونا وما الذي نسيه الكل في غمرة الإطفاء السريع لهذه التجربة ؟من الواضح أن المرحلة الأولى من خطة كورونا كانت تقضي برفع متغير الخوف والرعب إلى أقصى الدرجات على مستوى العالم ولهذه الغاية تم وضع عداد ثابت على كل شاشة وصحيفة ووسيلة إخبارية حول أعداد الإصابات والوفيات لتبقى مثل الكابوس أمام أعين المرعوبين ، تم الإعلان عن وفيات وإصابات بالألوف داخل ايطاليا واسبانيا والهند وبريطانيا وغيرها ونقلت أخبار وصور وتقارير إخبارية من داخل غرف المشافي وممراتها حول اكتظاظ الضحايا وسقوط الناس في الشوارع  وعدم وجود  أسرة كافية وأجهزة أكسجين ، قفز مسؤولون كثر للإعلان عن احتمالية فقدان الحياة وخسارة الأقارب والأحبة وكان بوريس جونسون رئيس وزراء  بريطانيا مثالا على ذلك ، تم استنفار القطاع الطبي وتعبئته لمزيد من الإثارة والتلويح بأعراض مستدامة وقاتلة ، واحدة من الأسلحة الارهابية الأساسية كان ما يسمى ( المتحورات ) من الافريقي والبريطاني و ميكرون ودلتا وغيرها والتي اختفت بين ليلة وضحاها كما اختفى اسامة بن لادن،   كل ذلك كان ضروريا لقطاف المشهد التابع .لقد كانت أجندات كورونا تتضمن في داخلها باقة واسعة من الأهداف والغايات المدروسة جيدا ، الغاية الأولى هي اقتصادية بحتة لأن لغة الأرقام حول عائدات الولايات المتحدة من مبيعات مباشرة وغير مباشرة ذات العلاقة تحكي كل القصة ، لقد كانت الغاية الأولى استعادة الريادة الاقتصادية والعلمية والقيادية للعالم من خلال طرح المطعوم وإدارة العالم وتطبيق أنواع من الاختبارات كبيرة المقياس حتى على الشعب الأمريكي نفسه وفرضية المليار الذهبي ربما ليست ضربا من الخيال أو هوس التعلق بالمؤامرة  ، الندرة والغلاء ومتعلقات تضخم الأسعار ليست إلا الجزء الثاني التابع من هذه الرحلة ، تحقيق فكرة الصدمة للأعداء والحلفاء جزء من استراتيجيات الولايات المتحدة  وبلك تم ضرب الانظمة العالمية بكاملها وارباك منظومات القوى الكبرى مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل .إن كان هنالك من تخطيط أساسي لخديعة كورونا فإن الشركاء الأساسيين المفترضين فيه هم حلقة متضافرة من صهاينة العالم الجديد أو ما نسميهم النظام العالمي الجديد والمؤلفين بشكل اساسي من طبقات رفيعة من الشركات الطبية والعلمية وشركات الإعلام والاتصالات وشركات بيع الوهم ( جوجل – فيسبوك – تويتر – …..) مع قيادات سياسية  عالمية على مستوى العالم تمتلك العقيدة ذات المؤهلات الإجرامية الرأسمالية المناسبة ، هذه العصابة وما تمتلكه هي النظام العالمي الجديد والأدوات المسيطرة هي الأدوات الرقمية التي تتفجر كل يوم أكثر وخاصة الذكاء الصناعي وشبكات الانترنت والعملة الوهمية الرقمية والاقتصاد الرقمي القائم على أسس الوهم المؤقت ، نحن نقترب من استهلاك خدعة الورق المطبوع ( الدولار )  الذي يمكنك ان تشتري به من خلال تماسك الأكذوبة الأمريكية  التاريخية الكبرى ، لذلك فالتحضير للبديل هو ما يحدث والذي يحمل اسم الاقتصاد الرقمي والعملة الرقمية ، ويعد هذا من أهم غايات خديعة كورونا ، أمام هذه العصابة الجديدة وقفت شركات الجيل الاول من الهيمنة  النفط والطاقة والمعادن وأشباه الموصلات في منطقة التبعية للفريق الأول بمثابة الحرس القديم الذي يرغب في حصة من العالم الجديد محاولا إثبات قوته وأهميته التي هبطت أسهمها ، لقد حققت هذه العصابة الرقمية ثروة لا تنفذ من خلال خدع مختنوعة وضرورية في ظل العزل والحبس من مثل المنصات و التعليم عن بعد والضغط على شبكات الاتصال والتواصل والبيع عن بعد تحت فيلم اسمه ( الحماية والوقاية من الاصابة ) والتي تبين أنها مجرد رشح موسمي فقد قوته بسرعة كما يحدث مع كل الفيروسات .إن تعقيدات الحالة العالمية التي لم يعد من الممكن تفكيكها  من خلال كميات واسعة من الاشتباكات والمعارك  للولايات المتحدة وحلفائها مع الأعداء الدائمين والمؤقتين فرض استخدام كورونا لتوفير بيئة شبه عسكرية في كل دول العالم التابعة  لمنح حلفائها متنفسا في إحكام قبضتهم على الأمور التي أفلتت من أيديهم وإعادة ترتيب البيت الداخلي وقد لاحظنا جيدا كيف أن فترات الحظر والحبس المنزلي استخدمت كأدوات قمع وتصفية حسابات في العالم الثالث ومشرق ومغرب العالم العربي بالذات .فيما يتعلق بالصين فقد كانت محورا رئيسيا في الهجمة حيث مَثَّل تجميد العالم وايقاف عجلته الاقتصادية ما يشابه عملية التجويع الاقتصادي والتجاري للصين لشل نشاطها الاقتصادي وضرب معدلات وخطط النمو في الصميم أما فعالية الفيروس داخل الصين فقد انهارت بسرعة وتحول إلى رشح موسمي ولكن الصين استمرت في الترويج للإصابات والحجز والحظر لكي تضمن تحميل الولايات المتحدة سوء عواقبها وتوفر لها الإدانة الكافية خاصة بعد محاولات ترامب البرتقالي نقل المسؤولية إلى الصين .حققت المطاعيم ثروة لا يمكن تصورها للشركات المتواطئة وتحولت إلى باب الثروة السريع والفوري ، تم دفع الشعوب في كل العالم لتلقي جرعة أولى وثانية وثالثة ورابعة والله وحده يعلم ما هي تبعيات هذه اللقاحات التي بدأت بعض آثارها ترصد على صعيد عالمي مع محاولات التكتيم على ذلك ويمكنكم مثلا متابعة ملف هذا الموضوع في بلد مثل ألمانيا .إن الخراب الاقتصادي والمعيشي والانحرافات الأسرية والاجتماعية والفردية التي ولدتها تجربة الحظر والحبس وتعطيل الدورة الاقتصادية عامدا ومتعمدا تركت بصمات دائمة على المجتمعات العربية خاصة من الفقر والتفكك والانحراف والتشوهات النفسية والكآبة والعزلة و على الأغلب ان قسطا كبيرا ممن رحلوا خلال فترة الأزمة توفوا بسبب الصدمات النفسية وتوابعها قبل أي شيء آخر وهذا البند بالتحديد يدفعنا بالتوجه مرة أخرى نحو خطة مفترضة عنوانها المليار الذهبي .إن النقطة الأكثر أهمية والتي يجب استعيابها من خلال النقاط المفترضة السابقة هي أن تفسير الفيروس في مثل هذه الحالات لا علاقة له بالتفسير العلمي وخدعة نقل الفيروس من خلال الحيوانات والثقافة الغذائية الصينية ، إنه ليس علميا في هذه الحالة ولكنه تفسير سياسي بالدرجة الأولى ضحكا على ذقن العلم ،  ومن الضرورة بمكان بأن نفهم بأن إطلاق سلاح فيروسي شمولي هو حدث شبه مستحيل تماما مثل إطلاق سلاح كيمياوي أو نووي شمولي حيث يعاني كل واحد من هذه من نقاط ضعفه الخاصة ومحدودية التأثير ولكن النقطة الأهم هي أن مثل هذه الأسلحة لا يمكن لأي عاقل أن يطلقها إلا إذا ضمن مغادرة الكوكب والعيش في موقع آخر من المجموعة الشمسية  أو قرر الانتحار بصحبة العالم بأكمله  ، ولهذا السبب لم يكن إطلاق الفيروس إلا خدعة تخويفية محدودة الإمكانات ولكن الاجراءات المصاحبة كانت هي الفيروس الحقيقي .تثبت هذه التجربة بأن البشرية تعاني من مأزق أخلاقي حقيقي قبل أن يكون مأزقا في التعرض لكارثة أو مأساة طبيعية من خلق الله كالزلزال أو الفيضان أو البراكين ، لقد كانت تجربة كورونا برهانا حقيقيا على انحدار قيمة الإنسان العالمي والعربي تحديدا الذي فُعِلت به العجائب من الترويع والتخويف والإفقار والانسياق كالماشية دون أدنى احترام او حقوق او دعم أو مؤازرة ، لقد تُرِك الناس ليواجهوا مصيرهم وكان الأمر بمثابة هجمة من الأنظمة العربية على شعوبها لتحجيم وتقليص حضورها وأستغلت موضة الحجز والحبس لتنفيذ أجندات سياسية كان على رأسها التطبيع وتكريس الحضور الصهيوني في منطقتنا وقص أجنحة الشعوب ووضعها في  ثلاثية  الفقر- الفوضى  – الفساد  إلى الأبد .10-لقد استنفذت فعالية فيروس كورونا بعد قطاف غاياته وبرز القسم التالي من المخطط الأمريكي المتمثل في تحريض الحرب الروسية – الأوكرانية وإشعال النار في هذه المنطقة من العالم  ، تم خلق أزمة الغذاء والحبوب والطاقة والشرائح شبه الموصلة وتضاعفت كلف الحياة مرتين أو أكثر مما رفع من وتيرة الضغوط المعيشية والنفسية على جميع شعوب العالم ، المفاجأة التي لم يحتسب حسابها في خطط الإدراة الأمريكية والدولة العميقة السرية في داخلها أن هذه الخطط استنفذت أرصدة طاحنة أكلت الأخضر واليابس واليوم ترتد كل هذه الأفعال على الشر الأمريكي بسلسلة الانهيارات في البنوك الأمريكية والتي سيعقبها إنهيار مالي عالمي والذي نتوقع أن يكون الضربة التالية في متتالية الحرب على الصين وروسيا والعالم ، إن المواطن الأمريكي يئن ويتألم من كلف الغلاء والتوتر الدائم الذي تصنعه بلاده  والاضطراب الداخلي الذي يؤكد أعراض التعب والإنهاك والمرض الأمريكي الكبيرالمزمن  ، هذا الثمن سيتضاعف جدا خلال الفترة القادمة وسنشهد متغيرات لا سابق لها ، العالم يتغير ولدينا قطبان صاعدان متضامنان جمعهما الظلم الأمريكي الذي بقي وحيدا ، وحيدا لأنه يريد من حوله العبيد فقط ولا يرى غير ذلك !

كاتب عربي

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122