بُغرلِّي يقتل... / إكس إكرك

2022-12-24 06:13:38

بغرلي هو ثمر شجر (إيگنين)، ويقول المثل الحساني السائر: (بُغرلِّي يَقتِلُ).

ويروى أن رجلا تضلع ذات مسغبة من (بغرلّي) لكنه لم يحمد عاقبة ذلك التضلع، فكان ما لا يعلمه إلا الله والرجل.

وبعد فترة من الحادثة وذات أنس مع أصدقاء له، رأى طائرا على شجرة من إيگنين وقد أطال المُكث على الشجرة يأكل من (بغرلّي)، فلم يتمالك أن قال لأصحابه: دَوُّوا الطّيرْ لا إيموتْ !! 

وقال سيبويه شنقيط العلامة يحظيه (اباه) إن مضارع (قَتَلَ) لم يرد بكسر التاء إلا في قول البظان: (بُغرلِّي يَقتِلُ)، و إن التنوين والإضافة لم يجتمعا إلا في قول البظان: (عَلِيٍ آزوازيلْ) وهو اسم لأحد الرعاة.

وعلى ذكر الرعاة -والشيء بالشيء يذكر- التقى الشاعر الكبير امحمد ولد الطلبة اليعقوبي، الراعي عبد الودود ولد الدّخنَه ذات شوق  بين (آشليشِل) و(لَبّه) في إينشيري، وسأله عن حي كان يعهده في تلك الربوع فأخبره أنهم رحلوا، فهاج الشوق في قلب الشاعر الكبير وتقاطر الشعر سلسلا..

والتقى العلامة الشاعر مولود ولد أحمد الجواد اليعقوبي وهو إذاك شيخ كبير، العلامة الشاعر امحمد ولد الطلبة اليعقوبي، فقال مولود لامحمد: ما آخر ما قال أهل تيرس من الشعر؟

فأنشده امحمد ولد الطلبه قصيدته التى كانت وليدة حواره مع الراعي ولد الدخنَه:

أقولُ لِراعي الذودِ بَينَ شُلَيشِلٍ :: ولَبَّةَ والعَينانِ تنهمِلانِ

أيا راعيَ الذودِ الهجائِنِ قِف مَعي :: سقاكَ حَبِيٌّ ذو أجَشّ يمانِي

ولا زِلتَ في عرجٍ تُنَتِّجُ بُكرَهُ :: وجِلَّتَهُ ذي ثروَةٍ عكنانِ

أُسائِلكَ عن حَيِّ الشقيقَةِ إنَّني :: وإيّاكَ يا راعي لمُسَّئلانِ

فجعل مولود يكرر كلمة مسئلان وكأنه يستثقلها..

فلما وصل ولد الطلبة إلى قوله:

فَقالَ انتحوا للمَوجِ واحتَثَّ ظَعنَهُم :: غُدَيَّةَ حادٍ ليسَ بالمُتواني

وما شَعُرَ الراعي لما قد تضَمَّنَت :: ضُلوعِيَ من بَثّي وطولِ ضماني

أهيمُ بمَن ما إن يُبالي تَهَيُّمي :: ولَم يدرِ ما بثّي وما هيمائي

ومَن إن نآني لم تطِب ليَ لَذَّةٌ :: وينفُرُ من قُربي بحَيثُ يراني

فكَلَّفتُ هَمّي إثرَهُم ذا عُلالَةٍ :: تخَوَّفتهُ بالنصِّ والذملانِ

به ظَلَعانٌ مُستَبانٌ ومن يَجِدْ :: كوجدِيَّ لا يلوي على الظلعانِ

فقال مولود من شدة استحسانه للبيت الأخير: نعم مسئلان واللهِ مسئلان..

كامل الود

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122