الفنانة ديمى :غابت الشمس وبقي ضوؤها .../ أحمدو ولد ميح

2022-03-05 07:29:34

كتبت الاسبوع الماضى تدوينة بعنوان : سدوم سيد الغناء الموريتانى حظيت بما لا يتصور من التعليقات التى أجمعت كلهاعلى أن سدوم فعلا هو سيد الغناء الموريتانى بدون منازع وبما أن المرحومة ديمى توأم سدوم فى التربع على عرش الغناء الموريتانى كما ذكرت فى تلك التدوينة  وأن إبداعهما لا يتأتى الا اذا اجتمعا وأن اجمل أشرطة الغناء الموريتانى هى ما اشترك فيها سدرم وديمى وأن الموريتانيين لم يتفقوا  على شىء مثل اتفاقهم على أن سدوم وديمى هما أفضل المغنين صوتا وعزفا وانتقاء للشعر و" لغنه " وأنهماكما علق احد متابعى صفحتى عندما قال :  الشمس والقمر لايجتمعان فى فلك إلا حدث كسوف إلا فى شمس الغناء الموريتانى ديمي وقمره سدوم وبما انه فى الغالب لا يكاد يذكر أحدهما إلا وذكر الاخر فيقال سدوم وديمى وبالنظر لعلاقتى الخاصة بديمى رحمها الله فقد قررت أن اخص كل واحدمنهما بتدوينة منفردة

  لقد ارتبطت بعلاقةصداقة مع ديمى  وهى ما زالت متزوجة من صديقى وزميلى فى الدراسة فى العراق الفنان القدير سيمالى رحمه الله وظلت هذه العلاقة تكبر وتتوطدوتقوى معناإلى ان توفاها الله وقبل سفرها الأخير هاتفتنى وانا خارج انواكشوط وأخبرتنى انها ستسافر وكأنها تودعنى ولقد صدمت بموتهاكما لم اصدم بأحد وكأنها من عائلتى واحسست بقيمتها وجمال صوتها أكثر ولمت نفسى على اننى كمثل الكثيرين لم اعطها حقها فنحن شعب لا نتحدث عن عظمائنا إلا بعد موتهم  

لا تتجلى عبقرية ديمى فى الغناء والعزف فقط بل حباها الله بعقل وافر وأخلاق قل نظيرهاوقناعة راسخة وكرم يفوق الوصف وتواضع رفعها الله به واحترام فى السلوك والتعامل مع الناس بحيث أن كل واحد مهما كان كبيرا اوعاديا تخصه بتعامل يجعله  يعتقد انه الوحيد الذى تهتم به وكانت شديدة التعلق بوطنها حريصة على سمعته و تمثيله  احسن تمثيل وقد غضبت غضبا شديدا فى برنامج  المقالب" حكمت الشركه  " عندما اراها الصحفى كتابة مزيفة فى صحيفة باسمها تمس فيها من الوطن  وكادت تضربه 

وسمعت شقيقها أحمد يقول انها أفاقت فى الطائرة الى نقلتها للعلاج من لعيون الى الرباط  بعد ان اشتد بها المرض إفاقة قصيرة فطلبت من مرافقيها ان يبلغوا الموريتانيين سلامهاويسامحوها ويدعون لها بالمغفرة 

اللهم اغفر لهاوارحمها وتجاوز عنها وكما قال العالم الجليل حمدا ول التاه لما طلب منه أحد أن يترحم عليها  :  " ديمى رحمها الله كافيه حوظ النبى " فى إشارة لاغنيتها المديحيةالرائعة حوظ النبى   لقد ادخلت السرور والبهجة الى قلوب الكثيرين من المومنين وأنستهم همومهم ومعلوم ما فى ذالك من أجر

من الامور التى لم افصح عنها ابدااننى نظمت حفلا فى أواخر الثمانينات على طريق لكوارب  ستين كلم  دعوت له المرحومة ديمى وكان الزمن خريفا واقمت الحفل على قارعة الطريق وكانت مجموعة خيام مقرونة يحيط بأكثر مساحتها الماء ومضاءة إضاءة جميلة وبها مكبر صوت جيد  وكل ذالك من زميلى فى الأذاعة  بلال ول يمر رحمه الله المعروف بالكفاءة فى هذا المجال ووافق ذالك ليلة عطلة  وكان هذا المشهد كفيلا بإغراء مستخدمى الطريق والمارة والفضوليين فى لإقبال على الخيام  وزاد من ذالك مجموعة من الشباب تطلق العيارات النارية المضيئة والملونةفلا حظت ديمى  ضخامة الحشد وكثرة الحضور  فطلبت منى ان نخرج  من الخيام لأن لديها حاجة ملحة ورغم انشغالى فقد خرجت معها فقالت لدي حاجة فيك ولكنى لن اذكرها حتى تعدنى بانك ستلبيها فأجبت بكل سرورفقالت قبل مغادرتى انوكشوط ارسل الى اصدقاء فى لعيون بالصحراء مبلغ 300 ألف اوقية و كانت وقتها مبلغا ضخما اريدك أن تقبلها منى كهدية فقد لا حظت كثرة االضيوف واعاهدك ان احدا لن يسمع بهذا الامر وكما تعلم انا وأنت سيان لا تحفظ بيننا وعندما احتاجها ساستردها منك مضاعفة قالت ذالك وهى تضحك  ولا انكركم أن الأمر فاجأنى فانا اعلم ان ديمى كريمة وقنوعة ولا تسأل الناس إلحافاوولا تلميحا ولا تصريحا  ولكنى لم أتصورابدا 

أنها بهذا المستوى من النبل والكرم والشهامة 

اجبتها ديمى جزاك الله خيرا لدى ما يكفينى من المال واكثر ومعى اصدقاء رائعون ولديهم المال الوفير  لقد حصلت  " المكره  "  : العرفان بالجميل وعندما احتاج اليه سابلغك فعلقت كنت اعرف انك لن تقبل وليس هذا ما عاهدتنى عليه !لله در تكانت التى ينتمى إليها سدوم وديمى فقد انجبت أحسن الاصوات الموريتانية فى مجال الغناء ولعل مرد ذالك الى جمال المناظر فى انبيكه والرشيد وتامورت انعاج و تكانت بصفة عامة اوبحكم ان تكانت التى تتوسط البلاد اخذت من محاسن كل ولاية 

أنا أعلم ان لكل ذوقه وفنانه المفضل والاذواق كما يقال لا تناقش ولكنى ما زلت مقتنعا كا لكثير من الموريتانيين بأن الساحة الفنية لم تنجب فى العقود الاخيرة فنانا بمستوى ديمى رحمها الله  ولا بمستوى سدوم حفظه الله كما أعلم أن الساحة الفنية زاخرة بعشرات الشباب والشابا ت الموهوبين فعسى ولعل أن يكونوا خير خلف لخير سلف  

 أحمدو ول ميح

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122