يلاحظ المتأمل في سورة "الرعد" ظاهرة عجيبة وملفتة للانتباه، هي كثرة ورود الألفاظ المتضادة والعبارات المتقابلة في هذه السورة ، حيث ذكر فيها حوالي 30 زوجا من الأضداد والمتقابلات بالرغم من أن عدد آياتها لا يتجاوز 43 آية ، كما يتضح من الأمثلة التالية والتي تم ترتيبها حسب ورودها في السورة :
- "يغشي الليل النهار" !!
- "ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة" !!
- "وإن ربك لذو (مغفرة) للناس -على ظلمهم- ،وإن ربك لشديد (العقاب)" !!
- "وما (تغيض) الأرحام وما (تزداد)" !!
- "عالم الغيب والشهادة" !!
- "سواء منكم من (أسر) القول ومن (جهر) به" !!
- "ومن هو (مستخف بالليل) و (سارب بالنهار)" !!
- "له معقبات من (بين يديه) ومن (خلفه)"
- "هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا" !!
- "ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها" !!
- "قل من رب (السماوات) و(الأرض)، قل الله، قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم (نفعا) ولا (ضرا)، قل هل يستوي (الاعمى) و(البصير)، أم هل تستوي (الظلمات) و(النور)" !!
- "فأما الزبد (فيذهب) جفاء ،وأما ما ينفع الناس (فيمكث) في الأرض" !!
- "كذلك يضرب الله الحق والباطل" !!
- "للذين (استجابوا) لربهم الحسنى، والذين (لم يستجيبوا) له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به" !!
- "الذين (يوفون) بعهد الله ولا (ينقضون) الميثاق" !!
- "يصلون ما أمر الله به أن يوصل"... ..."ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل" !!
- "وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية" !!
- "ويدرؤون بالحسنة السيئة" !!
- "إن الله (يضل) من يشاء و(يهدي) إليه من أناب" !!
- "الله (يبسط) الرزق لمن يشاء و(يقدر)" !!
- "لهم عذاب في الحياة (الدنيا) ولعذاب (الآخرة) أشق" !!
- "مثل (الجنة) التي وعد (المتقون) تجري من تحتها الانهار أكلها دائم وظلها، تلك عقبى الذين اتقوا، وعقبى (الكافرين) (النار)" !
- "(يمحو) الله ما يشاء و(يثبت)" .... !!!
ويمكن التماس وجه مناسبة اسم السورة لمضمونها من خلال ظاهرة الأضداد والمتقابلات هذه، فالرعد منبع للمشاعر المتضادة والمعاني المتقابلة، فهو مثير للخوف والطمع، مؤذن بالنماء والدمار، ظاهره مرعب وباطنه مسبح، كما قال تعالى: "هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا، وينشأ السحاب الثقال, ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء" !!
منقول