سؤالي لكِ يا هند ..
إن من قرأ التاريخ يدرك دون عناء كبير أن دول الساحل عموما و "مالي" خصوصا مهرات حرة سليلة أفراس أصيلة تحللها بغل من أبغال أوروبا منذ قرن من الزمن. على أديم أرضها أقام الملك "كانكا موسى" أنهارا من اللبن لاستحمام زوجاته، وقضى الفارس المغوار "سوندياتا كيتا" حياته فوق ظهر جواده وتحت بريق سيفه.. وقد تحدثتُ إلى بعض الأصدقاء - وزراء سابقين وأساتذة ودبلوماسيين- عن أوجه التشابه بين دول هذه المنطقة وبين هند بنت النعمان وقصتها الشهيرة مع الحجاج بن يوسف.
هند امرأة جميلة ذات حسب ونسب لم تكُن راغبة بالزواج من الطاغية الحجاج، إلا أنه فرض عليها نفسه وتزوجها بقوة السلطة والمال. مكثت معه كارهة فترة من الزمن، إلى أن دخل عليها خلسة في يوم من الأيام فوجدها تتأمل حسنها في المرآة وتقول:
وما هند إلا مهرة عربية ** سليلة أفراس تحللها بغل
فإن ولدت فحلاً فلله درها ** وإن ولدت بغلاً فجاء به البغل
ودول الساحل وخاصة "مالي" خيل حرائر تنتسب لحضارة عريقة تحللها بغل بقوة السلاح. مكثت معه كارهة لقرن من الزمن. وهي اليوم تستيقظ وتتأمل حسنها وجمال وجهها في المرآة وتحاول استرجاع خيراتها وأمجادها، فإن انتصرت واستقرت و ولدت حصانا فلله درها، وإن أخفقت و ولدت جحشا (انقلابا).. فجاء به البغل.
ولكن، يبقى سوال بلا جواب: إذا كانت "هند الشام" استطاعت التحرر من الحجاج بزواجها من أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان.. هل تتحرر "هند الساحل " من ربقة "البغل" إن تزوجها "الدّب"؟
من صفحة الوزير والسفير الأديب محمد فال ولد بلَّال