حرصا على المساهمة في اثراء التشاور الوطني الذي سينطلق  غدا بحول الله حول سبل اصلاح المنظومة التربوية الوطنية،سأحاول عبر حلقات تقديم  خلاصة لجملة من الاراء سبق وأن فصلتها في تدوينات سابقة على مدى السنوات الماضية،و سأسعى قدر المستطاع ان تكون الأفكار المقدمة متساوقة مع المحاور المقدمة للمنتديات الجهوية 

كيف يتم توحيد التعليم؟ ( ح1)

من المحاور المعروضة على التشاور الوطني حول اصلاح المنظومة التعليمية مسألة توحيد التعليم،بمعنى آخر  ما هي مظاهر التعدد التفريقي في واقع الممارسة التعليمية في بلادنا اليوم؟، و ماهي الغايات الكبرى التى يجب أن تحققها منظومة التعليم المنشودة الواحدة والموحدة ؟؛ وما هي السبل الكفيلة بتحقيق تلك الغايات؟

من المظاهر التي تؤكد حالة التمزق والتشتت التي تطبع العملية التعليمية في بلادنا اليوم ما يلي:

1-وجود مدارس أجنبية فرنسية وتركية تطبق رؤى ومناهج خاصة،غير منسجة في الأعم الأغلب مع الرؤى الوطنية في مجال التربية.

2-وجود مدارس تميز خاصة لا يستطيع ولوجها الا أبناء أغنياء البلد لارتفاع تكاليف رسومها 

3-وجود مدارس خاصة تحافظ على انتظام الدروس على الأقل بما أتيح من طواقم مهما كانت مستوياتهم العلمية والتربوية،وهذه هي الفرصة المتاحة لأبناء الموظفين وصغار الكسبة،الذين تشكل مصاريف دراسة أبنائهم  داخل هذه المؤسسات العبء الأكبر على مداخيلهم رغم عدم رضاهم عن مستوى ما تقدمه من خدمات،ولكن كما يقال ما باليد حيلة.

4-تبقى المدارس العمومية،بطواقهما المؤلفة في الغالب من معلمين وأساتذة أضطروا لاختيار المهنة بعد العجز عن الحصول على فرصة عمل أخرى،الفرصة الوحيدة المتوفرة  لأبناء الفقراء المعدمين.

5-يوجد التعليم الأصلي المحظري بمناهجه ورؤاه المختلفة اختلاف المدارس العقدية والفقهية والايديولوجية لشيوخ  المحاظر،في جزيرة منفصلة هو الآخر عن التعليم النظامي الحديث،في عملية تواصل غريبة لأهداف المستعمر الفرنسي من إدخال التعليم الحديث في بلادنا،ويتبع هذا الصنف من الناحية المبدئية لوصاية وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي

6-يتوزع التعليم المهني من حيث الحكامة والاشراف بين 7 وزارات هي التشغيل والتكوين المهني،الصحة،الأسرة والشؤون الاجتماعية،الصيد والاقتصاد البحري،المعادن،الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي،الدفاع .

كيف نتجاوز حالة الفوضى والتشتت السابقة؟

يتواصل في تدوينة لاحقة بحول الله وقوته

المفتش محمد سالم بمب