ردم آوليك .../ أحمدو ولد أبن.

2021-10-11 21:51:09

 

يالعكل  إلا   تم   الكوادْ*

إكودك،والصواك إصوكْ*

 إيل زُوكْ  إكِدْ أفطن زادْ*

إكودك   وإصوكك عن زوكْ.

 

زُوكْ  أرانك ما كنت اتجيهْ!

جيتُ..والدّوكجْ ما لك بيهْ*

لعد..ؤجيتُ...  وألا هنيهْ!

واصبرْ..ذا  ماهْ ابشِ ملحوكْ!

إيلا  تميت   انت   بَديهْ)

من   فكدك   لِاترابك محزوكْ*

ذاك..اشغادي للدوكج فيهْ*

أثْرُ؟!   واشغادي فيه الْ زوكْ؟!

 

هذه(الطلعه)هي إحدى روائع الأديب الراحل،أحمدُّ سالم ولد الداهي،تغمده الله برحمته،وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

(طلعه)تطفح بالمعاني الجميلة،تُثقل كاهلها وهي-لعمري- بحر زاخر،لا تكدره الدلاء،لكثرة ما احتوته،من أبعاد،وإحالات،ومضامين،مسكوتٍ عنها،تُقرأ بين السطور!

بدأت(الطلعه)كما سمعتم-بنداء الأديب نفسَه،في محل نكرة غير مقصودة،(يا العكل)وهذا نجده كثيرا في(لغن) دون إضافة إلى النفس،في حالات أخرى(يا عكلي).

 

ويقابله نداء يماثله في الشعر كثير هو الآخر،ومنه:

يا فؤادي لا تسل أين الهوى!

كان صرحا من خيال فهوى!!

ولكل من الخطابين،وقع خاص،وتعبير،تبعا لمقتضى الحال...

 

ولقد سيطر أحمدّسالم،وهذا مما يسمى عندهم ب(العتنه)أي التمكن من تسلسل الألفاظ والمعاني:

(الكواد-إكودك)و(الصواك-إصوكك)(إيل زوك)(عن زوك).

لاحظوا كذلك،هذا الجمال في سياق تتابع المكانين في النص،دون تنكيس،(زوك أرانك ما كنت اتجيه)(جيتُ)(والدوكج   مالك بيه...(ؤجيتو) أي ولو أنه من اللازم وجوبا،تأخير لفظ(زوك)-لحتمية الروي-لبقيت الأشياء مرتبة،كما بدأت دون تشويش!

 

أما من الناحية الموسيقية،فقد أحدث تكرار بعض الحروف،أجراسا موسيقية،أضفت على النص،جمالا داخليا وخارجيا،(أي على الشكل والمضمون)وكذا على نفسية الأديب،والمتلقي معا!!

من ذلك-مثالا لا حصرا-أنكم تسمعون الكاف معقودا،سبعَ عشْرةَ مرة،منها أربعٌ في الروي...

وتسمعون حرف الزاء مفخما، أربعَ مرات داخل النص.

ولو رسمنا هذه(الطلعه)بالألوان الزاهية،لشكلت لوحة فنية ساحرة أخاذة!

 

وللأمانة العلمية،فإن طريقة البدء ب(الكاف)ليست خاصة بأصحاب اتجاه معين،ولا بمنطقة معينة،بل نجدها عند هؤلاء وأولئك،ولا تعد سمة ذات خصوصية فنية!

أما النص مجملا،فيتحدث عن صاحبه تماما كما قال حافظ إبراهيم عن مصر،فهو يشي ب(اطْيَبْ) بمعنى الكلمة،و(اتشمشي).

ومع ذلك،يبقى الإنسان كتلا من المشاعر والأحاسيس،لا يملك تغييرا لمجراه!!

من زاوية ردم اوليك التي تصدر كل أربعاء على جريدة الشعب.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122