ذكرتني سنوات الطفولة وأيام ناصر.../ الدكتور عصام العمري

2021-10-01 09:31:57

السلام عليكم أخي إشيب، أحسنت وأصاب قلمك، ما كتبته عاد بذاكرتي عندما رأيت دموع والدي وجارٌ لنا من أهل مصرَ الكرام، رحمهما  الله، يوم وفاة زعيم الأمة جمال عبد الناصر.

عدت بي طفلا حاول اختراق صفوف المستقبلين في طرابلس في أول زيارة لجمال بعد سقوط الملكية في ليبيا، عدت بي لتلك الايام عندما كنت أسير على الأقدام في منتصف الظهيرة وفي الحر الشديد قاصدا مدرسة تعليم الطباعة بالعربية والإنجليزية، كان الدرس يبدأ الثالثة بعد الظهر، وفي كل مرة اصل متأخرا اكثر من عشرة دقائق، يؤنبني بسببها المدرس، إذ كان في الطريق متجرٌ  صغير يملكه شيخ يحتسي الشاي الليبي(المركز اللذيذ) وبستمع لصوت عبد الناصر، لم أستطع الا ان اجلس معه واستمع لبضعة دقائق،،،، كان الصوت الصادق الحر الذي نقل مشاعر كل عربي حر إلى كلمات مسموعة ومرئية للملأ...

نعم حق لك ولنا أن نحزن، انه الحزن الحق وانها دموع الشرفاء، وليست دموع التماسيح التي نراها اليوم على وجوه الخونة وعشّاق سموم القراءات الطائفية، الذين افتعلوا الفتن وشقوا الأمة وطعنوا دين الله بفرقهم وتفريقهم، فكانوا مطيا لمشروع أكبر من أن تستوعبه عقولهم المتحجرة، فساهموا وتسببوا في دمار الإنسان قبل الحجر، قتلوا الوطن وتباكوا نحيبا عليه، تسببت سموم احقادهم الطائفية والحان التخوين في تشريدٍ وقتل،ومشوا في جنازات القتلى! شاركوا وباركوا حصار التجويع للتركيع، ووجهوا سهامهم الخبيثة لرافضي التركيع،،لم نسمع منهم عن زعيم الأمة الا هزيمة ٦٧ وحرب اليمن! هزمت مصر عسكريا ولم تهزم ارادتها ولم يُستدرج الجندي والمواطن  العربي لا للاعتراف بالصهاينة ولا لقبول تزوير التاريخ لتصبح فلسطين ملكا لصهاينة اليهود،،،أُرسل الجيش المصري لليمن لمساعدة من يقاتل اعوان الإنجليز، بينما لم نسمع اي من أولئك الأفاقين، حتى ممن غضب عليهم النظام السعودي، يدينون حربه على فقراء اليمن بدعم غربي موالي لإسرائيل! بل لم نر دموعهم لا على أطفال اليمن ولا على قتلى الجند السعودي في حرب ظالمة غبية لا منتصر فيها، إنما تحركهم مضخة الجهل والحقد الطائفي المقيت ،عميت بصائرُهم فلا يستطيعون رؤيتها الا من خلال ذلك الثقب المظلم...

تحية لك واحبتنا في موريتانيا 🌷🌷🤲👍

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122