حديث القدس
ما يحدث في القدس من تصدي الشبان لقوات الاحتلال الاسرائيلي دفاعا عن المسجد الاقصى المبارك وعن حي الشيخ جراح وتسجيل الانتصارات على شرطة الاحتلال التي سرعان ما تتراجع عن بعض اجراءاتها وانتهاكاتها امام ارادة المقدسيين الذين يتصدون للاحتلال المدجج بالسلاح بصدورهم العارية، يمكن ان يكون مقدمة لمرحلة جديدة تعيد الاعتبار للمقاومة الشعبية التي سجلت عدة انتصارات خلال انتفاضة الحجارة التي شاركت فيها جميع القطاعات والفئات من مختلف الاعمار، الامر الذي ادى الى اعتراف دولة الاحتلال في اعقابها بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيدا لشعبنا في كافة اماكن تواجده.
.فالمقدسيون بمواصلة تصديهم لشرطة الاحتلال وارغامها على التراجع كما حصل يوم امس عندما انتصر المقدسيون للأهل في الداخل الفلسطيني لدى منع قوات الاحتلال لهم من الدخول الى المسجد الاقصى لاحياء ليلة القدر التي هي خير من الف شهر، حيث توافدوا بسياراتهم ومركباتهم الى منطقة ابو غوش حيث الحاجز الشرطي الاحتلالي الذي طلب من فلسطينيي الداخل العودة من حيث اتوا، فقام المقدسيون بازالة الحاجز ونقلوا اهلنا الى المسجد الاقصى المبارك محققين انتصارا جديدا متحدين شرطة الاحتلال التي رضخت لارادتهم.
فالمقدسيون الذين يواجهون شرطة قوات الاحتلال منذ بداية الشهر الفضيل، انما يعيدون بذلك الاعتبار للمقاومة الشعبية التي تتغنى بها كافة الفصائل والقوى الفلسطينية، دون ان يتم تجسيد ذلك على ارض الواقع، فجاء المقدسيون ليقولوا كلمتهم بعد ان ملوا الانتظار من قياداتهم الذين لم يحركوا ساكنا ويتغنون بالاقوال وبيانات الشجب والاستنكار التي لا تنفع مع احتلال احلالي استيطاني غاشم.
والمطلوب حاليا بعد ما قدمه ويقدمه المقدسيون الذين توحدوا في ساحات المواجهة مع قوات الاحتلال تستفيد كافة القوى والفصائل وكذلك السلطة الفلسطينية من هذه التجربة عميقة الدلالات والعبر وتجاوز مرحلة الغاء الانتخابات، والعمل على وضع استراتيجية عمل موحدة عمادها المقاومة الشعبية التي هي السبيل المتاح حاليا لمواجهة غطرسة دولة الاحتلال وجرائمها بحق شعبنا وارضنا ومقدساتنا ومنازلنا.
فلتكن الوحدة الميدانية هي الاساس لمواصلة التصدي لقمع وانتهاكات الاحتلال ما دامت الوحدة الوطنية باتت بعيدة المنال في اعقاب الغاء الانتخابات التشريعية. فالوحدة الميدانية التي تنصب فيها كافة الطاقات كفيلة بتحقيق المزيد من الانتصارات والتراكمات لارغام الاحتلال مستقبلا للاعتراف بحقوق شعبنا الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فهل يتم الاخذ بعبر ودروس المقدسيين ام لا، والجواب برسم القيادة والفصائل والقوى جميعا.