لم يكفهم أنهم ادَّعَوا جزءا من النبوءة.. نعم، جزءًا من 46 ستة وأربعين جزءا من النبوءة يتمثل في البشارات، حتى ادَّعوا النبوة كاملة مناصفة بينهما! فبشَّر واصلُ بنُ عطاءٍ وأَنْذَرَ أَحْمَرُ عادٍ أو ثمودَ لا فرق.. المهم أننا أصبحنا بين بشير لا يبشِّر بالخير ونذير هو كالأفعى المجلجلة في حمَّارة قَيْظِ يونيو.
.وذلك على حين أمسكت الأقلام وطويت صحف الانتخابات، فأصيب" البشير غير المبشِّر" و"النذير غير المنذِر" بالإسهال، لأنهما ببساطة فقدا ماء وجهيهما حين قال الشعب كلمته في اقتراع الحادي والعشرين يونيو.
طفق" البشير المزعوم" يتصيَّد في تصريحات المرشحين ما عساه يضيفه إلى" بشاراته" فلم يحصل على طائل، فانبرى" النذير المتفيهق" يتلمَّس في كلام رئيس الجمهورية ما لعل وعسى أن يكون مأخذا حين صَفِرَ وِطابُ المقاطَعة المقاطِعة، وبعد أن حاولت الأذرع الإعلامية لحزب تواصل أن تجد عبثًا ما قد يكون" اختلالات في الأرقام" فلم تُفْلِح؛ لأن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات قطعت سريعا الشك باليقين كما قطعه السيد عبد الرحمن ولد لكور الذي أثبت زيف وتزوير وكذب تلك الأذرع مجتمعة.
أنذر" أُحَيْمِرُ عادٍ" المعارضة من خلال" إنذاراته المجلجلة" بأن " أوار المعركة يجب أن يشتعل" تماما كما أشعل فتيل فتنة" تمزيق المصحف المزعومة" وكان يَقْدُم قومَهُ في تلك الليلة المشؤومة فأورد فتى بريئا على أعتاب التخرج حياضَ الموتِ وبقي هو حيا فمشى في جنازته واستورد من قاموسه ثقافة الشهادة ليُعَفِّيَ على الأثر وليحاول من جديد إشعال فتنة شعواء يصطلي بنارها بعض المغرَّر بهم من شباب تواصل وقودًا كالفحم الحجري لحمّالة الحطب التواصلية الغريبة على هذا المجتمع وعلى هذا الدِّين لا غرابة الدِّين وإنما غرابة النشاز.
ولو تحدَّث لنا بشيء من التفصيل أو أوضح لنا في إنذاراته أو أعطانا دليلا واحدا على ما قال لَكُنَّا أوَّل المؤمنين بنصف نبوءته- في انتظار أن يستكمل الشطر الثاني الذي لن يستكمله حتما- وزميله يحوز هذا الشطر، لا عن جدارة مثله.
ولكن بدا واضحًا في غياب قدرته على ذكر مثال واحد لتخلف الشباب عن الاقتراع وفي ضبابية ما ذكره عن جيوب للمعارضة جديدة في داخل البلاد لم يتحفنا باسم واحد منها أن الهدف من كل ذلك كما يقول المثل الحساني- امخيلت لخبار- هو السؤال الأخير الذي وجّهته الصحافيتان الفرنسيتان لرئيس الجمهورية حول ترشحه من عدمه لمأمورية ثالثة إن طالبه الشعب بذلك.
وأخذ أُحيمِرُ عادٍ يُرْعد ويزبد ويدعو إلى" المعركة" ويرى" نهاية النفق" في انتهاء السنوات الخمس القادمة، ويضع البلاد والعباد على كف عفريت، متحدثا عن الخسارة التي لا يمكن أن تحدث هذه المرة، وهذا وحده يرد عليه، لأنه وقومه ما يزالون يتجرعون مرارة الخسارة؛ فقد ألقمهم الشعب حجرا بل اثنين بل سبعمائة ألف حجر وتسعة وأربعين ألف حجر ونيفا من الأحجار بنسبة 64 في المائة من الأحجار التي لا تُبْقِي ولا تذر في يوم نحس مستمر على المقاطِع ويوم سَعْدٍ مسْبَطِرٍّ على الناخب المقترع يوم حدا الحادي والعشرون حِداءَ النصر.
متى لا يحاكمون على النوايا ومتى لا يشخصنون الأمور ومتى لا يصعِّدون ومتى لا يكذبون ولا يحلفون ويحنثون، بل متى يدَّعون الألوهية، وقد ادّعوا النبوءة؟؟..
يحيى ولد سيدي أحمد