لاسلامة من الخلق ولانجاة من الموت,,, لكن لندع علامة دهره ولغوي زمانه: محمد بن دريد الأدي صاحب المقصورة التي سارت على ألسنة أهل الأدب وإن كانت المقصورة تلك ليست موضوع حديثنا لأن موضوعنا هو:السلامة من الناس وصعوببها فلنترك الشاعر يفسرلنا ويحدثنا بأبيات وقصيدة في نفس الموضوع حيث قال :
.
وَمَا أَحَدٌ مِنْ أَلْسُنِ النِّاسِ سَالِما-ً== وَلَوْ أنَّهُ ذَاكَ النَّبِيُّ المُطَهَّرُ
فإنْ كانَ مقداماً يقولونَ أهوجُ-وَإِنْ كَانَ مِفْضَالاً يَقُولُونَ مُبْذِرُ
وإنْ كانَ سكيتاً يقولونَ أبكمُ- وَإِنْ كَانَ مِنْطِقياً يَقُولُونَ مِهْذَرُ
وإنْ كانَ صواماً وبالليلِ قائماً- يَقُولُونَ زَرَّافٌ يُرَائِي وَيَمْكُرُ
فَلاَ تَحْتَفِلْ بِالنَّاسِ فِي الذَمِّ وَالثَّنَا-وَلاَ تَخْشَ غَيْرَ اللَّهِ فَاللَّهُ أَكْبَرُ_
2 القصيدة هي:
أَرَى النَّاسَ قَدْ أَغْرُوا بِبَغْيٍ وَرِيَبة -ٍ وَغَيٍّ إِذَا مَا مَيَّزَ النَّاسَ عَاقِل ُ
وقدْ لزموا معنى الخلافِ فكلهم-ْ إِلى نَحْوِ ما عَابَ الخليقَة َ مَاِئل
إما رأوا خيراً رموهُ بظنة ٍ- وإنْ عاينوا شراً فكلٌّ مناضلُ
وليسَ امرؤٌ منهمْ بناجٍ منَ الأذى- وَلاَ فِيهِمُ عَنْ زَلَّة ٍ مُتَغَافِلُ
وإنْ عاينوا حبراً أديباً مهذباً- حسيباً يقولوا إنهُ لمخاتلُ
وإنْ كانَ ذا ذهنٍ رموهُ ببدعة ٍ- وسموهُ زنديقاً وفيهِ يجادل ُ
وإنْ كانَ ذا دينٍ يسموهُ نعجة- ً وليسَ لهُ عقلٌ ولا فيهِ طائلُ
وإنْ كانَ ذا صمتٍ يقولونَ صورة-مَمَثَّلَة ٌ بِالعِيّ بَلْ هُوَ جَاهِلُ
وإنْ كانَ ذا شرٍّ فويلٌ لأمهِ -لِمَا عَنْهُ يَحْكِيَ مَنْ تَضُمُّ المَحَافِلُ
وإنْ كانَ ذا أصلٍ يقولونَ إنما- يفاخرُ بالموتى وما هوَ زائل ُ
وَإِنْ كَان مَجْهُولاً فَذَلِكَ عِنْدَهُمْ-كبيضِ رمالٍ ليسَ يعرفُ عاملُ
وإنْ كانَ ذا مالٍ يقولونَ مالهُ- منَ الســـ حْتِ قَدْ رَابَى وَبِئْسَ المَآكِلُ
وإنْ كانَ ذا فقرٍ فقدْ ذلَّ بينهمْ حقيراً مهيناً تزدريهِ الأراذل-ُ
وإنْ قنعَ المسكينُ قالوا لقلة ٍ- وشحة ِ نفسٍ قدْ حوتها الأناملُ
وإنْ يكتسبْ مالاً يقولوا بهيمة ٌ -أَتَاهَا مِنَ المَقْدُورِ حَظٌ وَنَائِل ُ
وَإِنْ جَادَ قَالُوا مُسْرِفٌ وَمُبَذِّرٌ- وإنْ لمْ يجدْ قالوا شحيحٌ وباخل
و إنْ صاحبَ الغلمانَ قالوا لريبة ٍ -وإنْ أجملوا في اللفظِ قالوا مباذل
وإِنْ هَوِيَ النِّسْوَانَ سَمَّوهُ فَاجِراً- وَإِنْ عَفَّ قَالُوا ذَاكَ خُنْثَى وَبَاطِل ُ
وَإِنْ تَابَ قَالُوا لَمْ يَتُبْ مِنْهُ عَادَة ٌ-ولكنْ لإفلاسٍ وما ثمَّ حاصل ُ
وإنْ حجَّ قالوا ليسَ للهِ حجهُ- وَذَاكَ رَيَاءُ أَنْتَجَتْهُ المَحَافِلُ
وإِنْ كَانَ بِالشِّطْرَنْجِ وَالنَّرْدِ لاَعِباً-ولاعبَ ذا الآدابِ قالوا مداخلُ
وإنْ كانَ في كلِّ المذاهبِ نابزاً -وَكَانَ خَفِيفَ الرُّوحِ قَالُوا مُثَاقِل ُ
وَإِنْ كَانَ مِغْرَاماً يَقُولُونَ أَهْوَج-ُ وإنْ كانَ ذا ثبتٍ يقولونَ باطل ُ
وإنْ يعتللْ يوماً يقولوا عقوبة ٌ- لشرِّ الذي يأتي وما هوَ فاعل ُ
وَإِنْ مَاتَ قَالُوا لَمْ يَمُتْ حَتْفَ أَنْفِهِ -لما هوَ منْ شرِّ المآكلِ آكل ُ
وما الناسُ إلاَّ جاحدٌ ومعاندٌ- وذو حسدٍ قدْ بانَ فيهِ التخاتلُ
فلا تتركنْ حقاً لخيفة ِ قائلٍ- فإنَّ الذي تخشى وتحذرُ حاصلُ".
من صفحة الأستاذ: محمد سيدى على الفيس