حظيت اليوم بجلسة علمية راقية مع استاذي العلامة محمد المختار ولد اباه فقد دعاني مشكورا الى مكتبه في جامعة شنقيط العصرية وأفاض علي من علمه الموسوعي المغري بأسلوب انساني متواضع ,,

تحدثنا في الأدب الشنقيطي والشعر منه أساسا، وكان كتابه (الشعر والشعراء) هو باكورة حديثنا كما هو باكوة نتاجه الأدبي ...
قال لي أطال الله بقاءه :

ان هذا الكتاب هو عصارة اطروحتي للدكتوراه من جامعة السوربون، وخلال عملي على الاطروحة كنت مديرا لمدرسة تكوين الاساتذة واستغرب ان عماد الضجة التي أثارتها الاطروحة يومها هو اتهامي بالتحيز الجهوي ويعلم الله انني ارسلت يومها للمفتشين في كل جهات موريتانيا ألتمس منهم مدّي بما تيسر من شعر المناطق التي يوجدون بها ولم يجبني منهم غير ثلاثة او اربعة (ذكر أسماءهم) ...

والحق انني لا أميل للأدب اكثر من ميلي لعلوم القرآن فلو كنت منحازا لما جعلت منطقتي منطقة ادب وبعض المناطق مناطق قرآن وشريعة ... مع ان هذا الحكم لا ينفي الادب عن تلك المناطق ولا علوم القرآن عن منطقتي .. والحق انني حاولت ان اعثر على اكبر كم من الشعر الموريتاني .. وما لم ينشر في الشعر والشعراء من المؤكد انني لم اعثر عليه يومها .. فأنا مثلا لم اتعرف على شعر ولد امبوجة التيشيتي الا حين عثر المرحوم جمال ولد الحسن على ضالة الاديب وحققه .
ثم عرج بي على كتابه الأخير : نماذج من فنون الشعر الشنقيطي القديم
وقد أكد لي انه ذو نزعة بيداغوجية وانه ينزع الى ان يقرب النص الشعري من الذوق وان يستميل الذائقة لاستكناه النص الشعري ... انه يتسقط (مائية الشعر) وهو مصطلح من انتاجه وقد أفاض في شرحه ..

وخلص الى ان الضجة التي اثارتها اطروحته في السبعينات كان باعثا على ان تهتم كل منطقة وكل قبيلة او اسرة بجمع شعرها ونشره الشيء الذي اثرى المكتبة الشنقيطية ..