يا صبح أقبلْ فهذا الليل ليلاه -- غابت فمن لرفيق السهد لولاه
.طالت مُساءلة الشعر القديم له -- عن قرطها :هل بعيداً كان مهواه
عن عطرها، عن بقايا كحلها،ويدٍ -- مُدّتْ لتحضنها كالطفل يُمْناهُ
لا شيء، يا صبح، أدهَى من تقلبنا --على فراشٍ غريب ما ألِفناهُ
لا شيء ،يا ليل، أغبى من تعلقنا --- بالعابرين على درب سلكناهُ
يا صبح أبْعِدْ بقايا القول عن شفتي --- و اسحبْ صُبابة شجوكان غنَّاه
إني لأهرب من ميناء أرصفتي -- كي لا أودعَ رُكنا كنت أغشاهُ
وأتقي هصرعُنَّابٍ روتْه يدي -- كيْ لا أعيد به سكراً سكرناهُ
عذبُ المراشف ممزوج بعلقمها -- ما كان أحمضه طورا وأحلاهُ
حتى العتابُ مضتْ رعشات نشوته --- كأننا لم نكن يوماً عتبناهُ
والدهرُـ ليلاته الحُبلى ببهجته ـ --- ما كان أغدرهُ فيها و أغباه
والوصلُ كالهجر في إدبار مقبله -- ماكان أبعده مناو أدناهُ.