وسط توقعات بانقلاب موازين القوة نحو الاعتدال داخل الحركات الأزوادية رحب مسؤول كبير في"الحركة الوطنية لتحرير أزواد" في تصريح لـ"مورينيوز" بانشقاق الغباس آغ انتالا وعدد من القادة الكبار في جماعة "أنصار الدين"
.معتبرا أن العقلاء استعادوا زمام المبادرة.
وحسب معلومات دقيقة حصلت عليها "مورينيوز" من الداخل بدا زعيم "أنصار الدين" إياد آغ غالي شبه معزول بعد تشكيل الغباس تنظيما يرفض التطرف والعلاقات مع القاعدة ويدعو إلى الحوار.
ومرد تلك العزلة أن الغباس هو ابن شيخ عموم "إفوغاس" الشيخ انتالا الذي ظل في القيادة منذ كانت فرنسا تحكم المنطقة إلى الآن.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها "مورينيوز" انشق مع الغباس عدد من القادة الرئيسيين في التنظيم من بينهم الشيخ آغ آوسه ، وأحمد آغ بيبي ، ومحمد آغ أخريب ، والعقيد أبه أق موسى، وأدايا ولد سيديا ( عربي من آل الشيخ )، وأحمد ولد الشيخ (عربي من أهل الازرق ) ....
وكان الغباس عضوا في البرلمان المالي قبل أن ينضم إلى "أنصار الدين"، وهو كبير المفاوضين خلال الوساطة البوركينابية بين الحكومة المالية والحركات المسلحة.
وقال لـ" مورينيوز" مصدر عارف بأمور الرجلين إن "إياد كان يستمد من الغباس ثقله القبلي، ويوظف علاقاته بالقبائل الأخرى التي تحترم العباس كابن لشيخ قبيلة إفوغاس كبرى قبائل منطقة آضاغ ( كيدال ) لكسب أكبر قدر من الأتباع في محيط القبائل ذات العلاقة بإفوغاس".
وزاد المصدر أن "الغباس في الحقيقة لمن يعرفه لا يحمل الأفكار المتطرفة، والجميع يستغرب كيف استطاع إياد أن يقنعه بالإنضمام إليه، وتقاسم أفكاره وأهدافه غير المقبولة في المنطقة ..." حسب تعبيره.
ورحب مسؤول كبير في "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" في تصريح إلى "مورينيوز" بالانشقاق، وقال:"نثمنه عاليا ونعتبره مؤشرا إلى أن العقلاء من أنصار إياد بدؤا يدركون أن الطريق الذي كانت تدفعهم إليه الحركات الإرهابية المتطرفة طريق مسدود ولن يؤدي إلى نتيجة في صالح أزواد وأهله".
وزاد: نرحب بفك الغباس ومن معه أرتباطهم بالتنظيمات الإرهابية التي لا تسعى لمصلحة الوطن وتعيث في الأرض فسادا".
وقال : "ننتظر منهم عمليا ما يثبت انفصالهم الكلي عن هؤلاء الأجانب على أرض الواقع ".
ويعتبر متابعون للشأن الأزوادي أن الموازين ستنقلب باتجاه التمكين للإعتدال في ضوء تحالف متوقع بين "حركة أزواد الإسلامية" الجديدة و"الحركة الوطنية لتحرير أزواد" خصوصا أن الغباس ليس إلا الابن الأوسط للشيخ انتالا آغ الطاهر الذي هو الداعم "لأساسي والأقوى للحركة الوطنية لتحرير أزواد" حسب تعبير مسؤول في الحركة.
وقال محلل سياسي لـ "مورينيوز" إن التطورات الأخيرة "ستعري نيات الفرنسيين والغربيين الذين يتخذون من سيطرة الجماعات المتشددة على إقليم "أزواد" ذريعة للتدخل" في حال استمروا في القتال "رغم النداء الذي وجهته الحركة الوطنية لتحرير أزواد من أجل الحوار ويصدر الآن عن هذا الفصيل الجديد".
ويتوقع مراقبون أن تواصل القوات الفرنسية القصف وسيلة للضغط على الحركات الأزوادية المعتدلة من أجل تقديم كل التنازلات الممكنة.
ووأعلن الغباس آغ انتالا الانشقاق عن "أنصار الدين" أمس مؤسسا تنظيما جديدا باسم "حركة أزواد الإسلامية"
وجاء في بيان أصدره التأكيد أن حركته تبتعد كليا عن أي مجموعة إسلامية وتدين أي شكل من أشكال التطرف والإرهاب وتتعهد بمكافحته مؤكدة عزمها على المضي نحو حل سلمي" للأزمة في مالي .
وتقول الحركة الجديدة إنها "تحتل" منطقة كيدال على مسافة اكثر من 1500 كلم شمال شرق باماكو قرب حدود النيجر.
وقال أغ انتالا متحدثا من بلدة كيدال:"لابد أن يكون هناك وقف لإطلاق النار حتى تجرى محادثات"
وقال إنه يوجه "نداء إلى السلطات المالية وفرنسا لوقف الأعمال الحربية من أجل خلق جو سلام سيتيح المضي نحو إجراء حوار سياسي شامل".