الجزيرة نت - تحت عنوان "الشباب المسلم.. صناعة الحياة وقيادة المجتمع"، عقد حزب جبهة التغيير الجزائري مؤتمره الثاني للشباب في ولاية بومرداس بمدينة زموري البحري (70 كيلومترا شرق الجزائر العاصمة) يومي الجمعة والسبت الماضيين،
.
لتبادل الخبرات مع منظمات شبابية لأحزاب إسلامية من تونس والمغرب وليبيا والعراق وفلسطين وموريتانيا.
وفي جلسة الافتتاح انتقد رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة حكومة بلاده "التي تعتبر الشباب عبئا عليها"، مؤكدا أهمية دور الشباب في بناء المجتمع.
وعلى هامش المؤتمر التقت الجزيرة نت بعض القيادات الشبابية الإسلامية للتعرف على رؤيتهم لأسباب تراجع الإسلاميين في دول الربيع العربي.
" أبو بكر محمد العربي:العامل الخارجي لم يكن فقط وراء خروج الإسلاميين من السلطة في ليبيا، بل كان سببا في تدهور الأوضاع الأمنية هناك"
إجبار
رئيس منظمة الشبيبة في حزب العدالة والتنمية النائب في البرلمان المغربي خالد البوقرعي قال إن الإسلاميين "أُجبروا" على التراجع.
واعتبر ما وقع في مصر "انقلابا على أول رئيس مدني منتخب، لأنه لم يرُق لجيوب مقاومة التغيير والإعلام، ورؤوس الأموال الفاسدة، والصهاينة، والغرب الذي يرفض حاكما يقلق صنيعته الكيان الصهيوني فانقلبوا عليه، وهو نفس السيناريو في تونس وليبيا بمعطيات مختلفة فأُرغم الإسلاميون على ترك السلطة".
ولم يخف البوقرعي ارتكاب الإسلاميين "أخطاء عجلت برحيلهم، لكنها أخطاء كان يُنتظر أن تُرتكب من أجل الإجهاز على التجربة في تونس، بينما كان العامل الخارجي وراء إجهاض تجربة الإسلاميين في الحكم في ليبيا".
ويرى مسؤول الشباب في حزب العدالة والبناء الليبي أبو بكر محمد العربي أن العامل الخارجي لم يكن فقط وراء خروج الإسلاميين من السلطة في ليبيا "بل كان سببا" في تدهور الأوضاع الأمنية هناك.
وأضاف "لقد اختلقوا صراعا بين الإسلاميين والليبراليين وهو غير موجود في الواقع، بل الصراع الحقيقي بين الثورة والثورة المضادة التي يقودها أباطرة النظام البائد، فشيطنوا الإسلاميين مستغلين الأمية السياسية للشعب الليبي، فانقلب أغلبه ضدنا".
وأشار إلى أن "موروث نظام القذافي ساهم في شيطنة التيارات الإسلامية التي وصمها في خطاباته بالإرهاب والزنادقة والسلفيين على مدى 42 عاما، وقد ساعد هذا في كراهية الناس للإسلاميين".
حدود التراجع
ومن واقع تجربة حركة النهضة في تونس، تحدث رئيس منظمة الشباب في الحركة كمال نابي قائلا "كنا ننتظر الانسحاق وليس التراجع نظرا لحجم الهجمة التي شنها أقطاب الثورة المضادة على النهضة، فكان لدينا 89 مقعدا، ورغم حجم الهجمة حصدنا 69 مقعدا في الانتخابات الثانية، وهذا يعد معجزة للنهضة".
وتابع "عندما نقارن ثورة تونس مع دول الربيع العربي فقد حققنا إنجازا سياسيا كبيرا، مهد الطريق لتثبيت الديمقراطية في تونس، لأن الأولوية في المرحلة الانتقالية هي الإنجاز السياسي، والنهضة قدّمت تضحيات لتؤسس الديمقراطية في تونس، وأصبح لدينا دستور توافقي يترجم مشروع المجتمع، ووصلنا للانتخابات وبناء المؤسسات".
وخلص إلى القول "أنْ تبقى تونس بمنأى عن الحرائق المشتعلة في الوطن العربي هذا وحده معجزة، فالإسلام السياسي لم يتراجع في تونس، بل لولا الإسلام السياسي الذي يقال إنه تراجع لما تحقق شيء في تونس".
وفي تقييمه لمجمل الحالة، قال أمين الشباب في جبهة التغيير الجزائرية مراد قرابة "إن تراجع الإسلاميين عن الحكم في المراحل الانتقالية بعد الثورات يُعدّ إيجابيا لأن تسيير البلاد بعد الثورة يكون صعبا نظرا لحجم المطالب الاجتماعية".
ونبه إلى أن "ما يؤمل من الثورة من تغيير لا يمكن تحقيقه بالسرعة التي يتوقعها الشعب التواق للتغيير، لذا الأفضل أن ينسحبوا من واجهة الحكم".
المصدر : الجزيرة