أعلن السيد محمد مولود ولد محمد فال، عضو مجلس شورى حزب التجمع الوطني (تواصل) استقالته أمس من الحزب، متهما إياه بعدم الجدية فى التعامل مع القضايا الوطنية، والتذبذب فى المواقف، وسيطرة الانتهازيين والنفعيين .
.وقال ولد محمد فال إنه كاان يعلق أملا كبيرا على مشروع الحزب " لكنه أمل تحطّم لاحقا بفعل الممارسات السياسية لبعض الإخوة والذين كنت أحسبهم دعاة أوّلا وسياسيين ثانيا,واتضح ليّ العكس و كنت أظنهم إسلاميين أكثر من كونهم قوميين وبدا ليّ غير ذاك , واليوم وبعد ترقب طويل وخيبة أمل من التغيير , ها أنا أنسحب من الحزب لأسباب أذكر بعضها فقط , لأنه يمثل الجزء الظاهر من جبل الجليد.
لقد اكتشفت شيئا فشيئا أنّ جلّ الإخوة يعانون من نقص في الروحانيات في مقابل التهافت على الكسب المادي, فلقد انشغل القوم بجمع المال وتفتيته بينهم وسعوا سعيا أعمى للوصول إلى الأهداف ولو على حساب المبادئ والأخلاق ومن أمثلة ذلك لا للحصر ما حصل في الانتخابات البلدية والتشريعية الماضية من طعن في ظهر منسقيه المعارضة وشق صفها"،
وانتقد ولد محمد فال فى بيان استقالته ما أسماه بــ"عدم الجدّية في تعاطي الحزب مع القضايا العادلة,مثل مكافحة العنصرية والعبودية وهي أمراض تنخر جسم مجتمعنا مختل البناء أصلا, ومن أمثلة ذلك إنشاء جهاز لمكافحة الرق دون خطّة عمل و لا ميزانية ولا أعضاء يهمّمهم الأمر".
وهذا بيان استقالة ولد محمد فال:
السيد الرئيس, لقد التحقت مبكرا بمبادرة الإصلاحيين الوسطيين , ثم انتسبت لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) فور إنشاءه وخدمته كرئيس لقسم الرياض سابقا ونائب اتحادي العاصمة وعضو في مجلس الشورى حاليا , كلّ ذلك أملا في الإسهام في بناء مجتمع إسلامي يسوده العدل ويتحقق فيه التكافل الاجتماعي و تتجسد الأخوة المنشودة بين أفراده وفئاته, لكنه أمل تحطّم لاحقا بفعل الممارسات السياسية لبعض الإخوة والذين كنت أحسبهم دعاة أوّلا وسياسيين ثانيا,واتضح ليّ العكس و كنت أظنهم إسلاميين أكثر من كونهم قوميين وبدا ليّ غير ذاك , واليوم وبعد ترقب طويل وخيبة أمل من التغيير , ها أنا أنسحب من الحزب لأسباب أذكر بعضها فقط , لأنه يمثل الجزء الظاهر من جبل الجليد.
لقد اكتشفت شيئا فشيئا أنّ جلّ الإخوة يعانون من نقص في الروحانيات في مقابل التهافت على الكسب المادي, فلقد انشغل القوم بجمع المال وتفتيته بينهم وسعوا سعيا أعمى للوصول إلى الأهداف ولو على حساب المبادئ والأخلاق ومن أمثلة ذلك لا للحصر ما حصل في الانتخابات البلدية والتشريعية الماضية من طعن في ظهر منسقيه المعارضة وشق صفها، و من ذلك أيضا التهميش والإقصاء في حق المناضلين المنحدرين من فئات المستضعفين، وتجلّى ذلك من خلال اعتماد معايير الجاه والمال في الترشيحات على حساب الكفاءة والالتزام والتمثيل، اللهمّ إلا إذا كان بهدف ذر الرماد في العيون والاستهلاك الاعلامي .
كما لاحظت عدم الجدّية في تعاطي الحزب مع القضايا العادلة ,مثل مكافحة العنصرية والعبودية وهي أمراض تنخر جسم مجتمعنا مختل البناء أصلا , ومن أمثلة ذلك إنشاء جهاز لمكافحة الرق دون خطّة عمل و لا ميزانية ولا أعضاء يهمّمهم الأمر .كان ذلك في بداية المأمورية الأولى للسيد الرئيس , الذي أكنّ له احتراما خاصا ولكنني في نفس الوقت أراه مرؤوسا ومأمورا من طرف التنظيم السرّي للإخوان المسلمين في نسخته المحلية والتي يسيطر عليها أبناء القبائل المحافظون ممن نصّبوا أنفسهم حماة للدين في وجه الآخرين واتخذوا من العلم و التديّن بقرة حلوبا , ولا أراه رئيسا ذا صلاحيات تمكّنه من تنفيذ مشروع لا يرى هؤلاء جدوائيته.
لقد كنت أنا و العديد ممن انخدعوا بالشعارات نعلّق آمالا جساما على انشاء ذلك الجهاز لأنه قد يمكننا من إنقاذ أهلنا فهم الأكثر حرمانا، كما يمكننا من دعوتهم فهم الأكثر جهلا في هذا البلد .لأنه ـ وهذه قناعتنا ـ لا أمل إلاّ في المشروع الإسلامي. ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن , فخابت الآمال وتبددت الأحلام , وكانت انجازات الجهاز طيلة المأمورية الأولى لا تعدو محاضرة واحدة ألقاها السيد الرئيس أمام بعض الحقوقيين دفعا للتهم , وبعض شباب الحراطين الحزبين تثبيتاً لهم، وآخرين فضولاً. وفي خطوة عدّت آنذاك جريئة , شكك المحاضر في شرعية بعض ما حصل من استرقاق في بلادنا و حثّ على التورّع عنه ,حسب ما فهمت , ولكن_ ولا أنساها له _كان أحمد وديعة ؛ الإعلامي المشهور بجرأته في مثل هذه القضايا , أكثر وضوحا وإنصافا . والغريب في الأمر أن السيد الرئيس ألقى نفس المحاضرة بعد ذلك في منبر في تن اسويلم وكأنه يريد تسويقها داخليا .
وفي تراجع واضح في القضية خلال المأمورية ألثانية تم العدول عن الجهاز المذكور واستبداله بلجنة تم تعيين الأمين العام الحالي للحزب رئيسا لها, لكنه سرعان ما تنصّل منها بعد ما لم يتمكّن من جمع أعضائها وذلك بسبب انعدام القناعة لديهم بنبل المهمة وعدالة القضية.
لكن الإخوة في الحزب بارعون في رفع الشعارات الجوفاء و الخداعة التي استهوت العديد من الزملاء الذين سيعلنون انسحابهم بإذن الله حين تحصل لديهم القناعة بأنّها مجرّد شعارات وأن الأخوّة التي تجمعهم بهؤلاء ليست أخوة في الله بقدر ما هي زمالة في السياسة تنفرط بمجرّد اختلاف في الرؤى، بل قد تنتهي إلى عداء وشتائم في حق المنسحبين والمخالفين وأعوذ بالله من ذلك.
إن عدم النأي بالعمل الخيري والدعوي التربوي عن العمل السياسي النقابي والإعلامي خطأ تنظيمي حاصل في التيار الإسلامي عموما وفي الحزب خصوصا والذي يفتقر للمؤسساتية، حيث يمكن اختزاله في أمانة التنظيم تلك الشجرة التي تغطي الغابة.ومن سلبيات عدم النأي هذا أنه يمنح الأنظمة الاستبدادية فرصة الانقضاض على المؤسسات الخيرية والثقافية والدعوية، وبالتالي منع المسلمين من الاستفادة من خدماتها ,وذلك كلّما ضيّق عليه السياسيون اوالنقابيون وعرّاه الإعلاميون .و حسب رأيي المتواضع فإنه من الأولى تأمين العمل الخيري والدعوي والمؤسسات التربوية وذلك بإبعادها كليا عن الحزب الذي يطالب في النهاية بالتصويت له مقابل خدمات من المفترض أن تكون خالصة لوجه الله ويستفيد منها الجميع- أقول الجميع- وحسب معايير واضحة ودون مقابل واللبيب تكفيه الإشارة .
وفي الأخير أحبكم في الله حبا لا أنكره، وأرجو من الله العلي القدير أن يجمعنا في الفردوس الأعلى من الجنة. اللهم سدد القائمين على المشروع الإسلامي وألهمهم رشدهم.
آمـــــــــــــــــــــــــــــــــــين.
أخوكم في الله
محمد مولود ولد محمد فال