عندما تصاب القلوب بجرثومة الفرح الخبيث : الشماتة/ إسماعيل محمد يحظيه
الشماتة مرآة صدئة لا تعكس إلا ما في القلب من عطب وغل، هي تلك البهجة الآثمة التي تعتري النفس حين يسقط الآخر، أو حين تذبل زهرة في يد غيرنا، هي خيط خفي من الظلام ينسرب بين الضلوع ليهمس للنفس بأن العالم قد أنصفها، لا بما كسبت هي، بل بما خسر غيرها، الشماتة ليست قوة بل ضعفا مقَنّعا، ليست عدلا، بل نشوة زائفة قصيرة العمر، سرعان ما يخبو وهجها، وتترك صاحبها في عراء ضميره، فما أسهل أن يشمت الإنسان، وما أصعب أن يترفع، لأن في الترفع شهادة الروح، وفي الشماتة جبنها، ومن يشمت يكشف عري نفسه أمام مرآة الزمن، فكل شامت اليوم مشموت به غدا، والأيام دول، والقدر دوار