تعطيل الانتماء والولاء المُتحوِّل
كان في وقْفَتِنا السابقة من كشف أُسُس الولاء، ما يُنْبِئ بأن الانْتِماء ـ إِنْ كان له وُجُودٌ ـ فإن الهشاشة هي أغْلَبُ خصائصه؛ ومَردُّ ذلك الضَّعْف ـ فيما يبدو ـ أن هؤلاء القوم المؤمنين، أو الذين أَقْوَمُ في نفوسهم أن يُدعَوْا للإيمان ـ لم يَكَد كيانهم يتَمَثَّل في الوجود، إِلَّا والتَّحوُّل يتَخطَّفُهم من مَنْزِل لِآخَرَ؛ لتكون غاية المَأْوَى إلى الدار هي نهاية فَصْل في دورة حياتهم السنوية؛ فلا خريف يَعقُبُه الشتاء في المَحلِّ، ولا شتاء، يعقبه الربيع؛ وليس من مُستمِرٍّ ـ في دورة الحياة ـ إلا تيار الزمان بتعاقب أيامه ولياليه