احتضن المركز الثقافي المغربي مساء اليوم الأربعاء ندوة ثقافية تحت عنوان: ''مخاطر اللحن ومزالق التصحيف'' تضمنت محاضرة قيمة ألقتها الدكتورة خديجة بنت الشاه وسط حضور ثقافي وأدبي كبير 

الندوة افتتحها مدير المركز حسن الزهيري مرحبا بالحضور ومنوها بأهمية موضوع المحاضرة قبل أن يحيل الكلمة إلى الدكتورة المحاضِرة لتقديم عرضها  

وقد تناولت المحاضرة الموضوع من خلال المنهجية التالية : 

_ تمهيد تناولت فيه أهمية تصحيح الألفاظ ، وتقويم الألسنة ، حرصا على الدقة والتحري ، وحفظا للقرآن والحديث ، وصيانة للشعر واللغة عموما ، منبهة إلى دور إعراب القول وتفصيح البيان في الإنسجام اللغوي بين المتحدثين من أبناء الأمة وأفراد المجتمع. 

وقسمت الموضوع إلى محاور ثلاثة ، تناولت في أولها الدلالات المعجمية لمفردات ( اللحن والتصحيف والتحريف  ) ، فيما عرضت في ثانيها لأسباب ظهور هذه التجاوزات اللغوية الطارئة على لغة العرب ، أما ثالث هذه المحاور فقد خصصته لمظاهر تلك الأخطاء اللغوية، من خلال نماذج من الإنحرافات اللفظية التي وردت على ألسنة القراء ، والمحدثين ، وكذا الرواة والشعراء .

كما سجلت الملاحظات والتوصيات التالية  كخاتمة للموضوع : 

1- أن جهود علماء القرنين الأول والثاني الهجريين كانت عملية ، حيث استحدثوا شكل الحروف بداية ظهور اللحن ، ثم استحدثوا إعجامها حين أحسوا بخطر التصحيف . اماعلماء القرنين الثاني والثالث الهجريين فقد اكتفو ا بإحصاء النصوص التي تعرضت للتصحيف والتحريف ، منبهين إلى خطرهما 2- أن اللحن بدأ قليلا نادرا ، ثم أخذ يتفاقم ، في حين بدأ التصحيف كثيرا ، ثم بدأ يتراجع حتى كاد يختفي ، وما ذالك إلا لكون أسباب اللحن آخذة في التفشي ، أما مشكل الكتابة فلم يعد مطروحا بعد أن تطور الخط العربي وأجريت عليه بعض التعديلات .

وقد ختمت المحاضرة عرضها بجملة من التوصيات التي تراها ضرورية لصيانة لغة الضاد ، بوصفها الرباط الوثيق بين العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة ، فضلا عن كونها وعاء كتاب الله المحفوظ الذي " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "

وقد علقت على المحاضرة نخبة من كبار المثقفين والأدباء من بينهم الدكاترة: أبوه بلبلاه، باته البراء، التقي الشيخ، محمذن المحبوبي وغيرهم حيث أشادوا جميعا بالمحاضرة وبأهمية موضوعها وأثروا الموضوع بمداخلات شيقة وممتعة.