أبو رغال: الخيانات العربية على أرض أحفاد ''المرابطين'' فما هي أوجه الشبه والمآلات..؟!

2025-04-29 19:07:15

د. إشيب ولد أباتي:

نعم، تتوالى موجات الغزو  من الجهتين الغربية، والإفريقية لأسباب تتكرر  عبر التاريخ العربي، ومنها دور الخيانات، والضعف  الذي  نخر، وينخر مجتمعات الأمة في وطننا العربي، وليس  في ذلك  غرابة على أمتنا  لأنها في أوقات الاسترخاء، والضعف الجسمي، والعقلي، فالأمة، يصيبها ما يصيب الإنسان في حالة الغفوة، أو النوم العميق، وهذا حال أمتنا، فلنستيقظ  بالوعي العروبي الوطني والقومي،  ولنحرك وجدان جحافل القوة الحية في هذه الأمة العربية التي لن تنام، كما لن تركع لغير الله الواحد الأحد،  وإن نجحنا في إيقاظ الجسم الاجتماعي من أجيال الشبيبة العربية، حينها لا نحتاج للتركيز كثيرا على من تظاهروا بالاستغفاء من اصحاب الشهادات العالية،، وهم بكامل وعيهم، ولكنهم  ربما  يتحينون الفرصة، بغض النظر عمن تأتي على أيديهم، وهذه هي الأنتهازية بقضها، وقضيضها..!!

 و" أبو  رغال"المعروف بلعنة التاريخ، المرتبطة باسمه، كان العربي الوحيد الذي ارتضى العطايا من ابرهة الحبشي،  فهزم ضميره الحي بإرشاد  جيش" ابرهة الحبشي" المتجه نحو الكعبة لتدمير قبلة العرب قبل ان تحوز على القداسة، والتحريم  بعد  فرضها محجة للمسلمين..

 لكن ما علاقة الحدث التاريخي الاستثنائي بهذا المقال، وموضوعه ..؟

ألم يقل من قبل، أن الفواجع تستدعي بعضها، فعلى الأقل تكون بمثابة منبه لنا من أعداء الأمة في  الحاضر، كما كانت درسا  في التاريخ؟!

ومن قراءته  الأولى لمقال الدكتور محمد ولد الراظي،، تقززت من لغته المغايرة لكتابته  التي قرأناها في المواقع العربية الدولية، وفي وسائل التواصل الاجتماعي المحلي على حد سواء، وصار القارئ يعرف لغة الدكتور، بما فيها من المماحكة السياسية تارة، والتعبير عن التحليل الواعي حين يتعلق الأمر بأحداث دولية كالحرب الأوكرانية، والعلاقات الصينية الامريكية، هنا يظهر النضج  الفكري في المسائل غير الجوهرية، والتي افتقدها القارئ في المقال الذي اختار  له الدكتور  عنوانا غامقا، مطموسا  بالرمادية المعمية، والمميتة : " إلى السيد الرئيس بيرام.."، وهو اختيار للكاتب، والكتابة  بالسقوط  " كمن حطه السيل من عل"، فتذكرت والدي رحمه الله، و تكراره،  ل " ومن عجائب الجباري، أن يجبر العبد بالإختياري" حيث افتقد الوعي   توازنه خلافا لكتاباته ذات الخصائص  المذكورة  اعلاه.

 ففي بناء المقال كان  غير  متوقع من دكتور ذي الخلفية القومية، وهذه الأخيرة صارت  بمثابة " الخالفة" الأمامية للخيمة العربية   في بلاد شنقيط التي يستند إليها  القوميون بظهورهم، ويضعون عليها ثقلا على اثقالها التي لا تتحمله قوة الأوتاد في الأرض الرخوة، ولا حتى الحبال التي تشد " لخوالف"،،، ولكن فلنتجاوز ذلك إلى وقته،،  

ولنصدم  وعي القارئ الكريم الموتور الوعي سلفا بقضايا مجتمعه، لنرى وإياه  -  وليتنا لم نر -  في مقدمة المقال حيث، حرص الدكتور على أن تكون مقدمة المقال  على النهج الأرسطي في التسلسل المنطقي،  والنتيجة المتضمنين في المقدمة الكبرى،،

 ولكن لماذا هذا  المقال في توقيته؟ومن أجل من؟ و ماهو الغرض المتوخى منه؟ ومن يغضب رسميا، وسيبحث عن استرجاع الدكتور الى وكناته في رواحه، كما في غدوه..؟!

وفي انتظار الاسباب الخافية عنا، سيبقى العجب المستغرب، أن الدكتور استهل الموضوع بتأكيد،  كونه  السابق  الأول قبل " بيرام"، و قبل الكتابة في الإعلام الافتراضي الذي جند الأقلام العديدة للقضية، وهذا خلط للأوراق،  وعدم التفريق بين الكتابة عن الموضوع من اجل البحث عن حلول عامة، وبين الدعاية  الزائفية في وسائل التواصل التي رصدت أخيرا نشاط بيرام، للوقوف على ما يقوم به ضد وطننا الغالي...

 وبينما الدكتور يروي بعظمة لسان أصابعه على آلة الطباعة على أنه  تبنى  قضية " بيرام "  في الكتابة على الورق، وكأن الورق محصن من الكتابة التي قد تحول الصفحات البيضاء إلى اللون الأصفر، فتوصف ب"الصحافة  الصفراء"  بسبب رداءة ما كتب عليها من مقالات لا قيمة لها، وهذا ما توقعته، ويتوقعه كل مواطن تجاه كل  من  يحاول إعطاء شرعية سياسية ل" بيرام"  ما دام مضمون الكتابة، هو أحياء قضة التفاوت الاجتماعي بين فئات المجتمع الموريتاني،،  ولم تكن هذه وحدها  قضية القضايا، لمجتمع يعاني من الكثير في مرحلة الانتقال من التخلف، إلى التطور، فالتقدم،  ومنها ما يتعلق بالموضوع غياب العدالة الاجتماعية لتذويب التفاوت الاجتماعي بين الفئات الاجتماعية قبل أن يتطور المجتمع، وتصبح فيه طبقة عمالية كالتي يخمن الافتراضيون في أحاديثهم   السياسية استرضاء للانتفاعيين  عن الحقوق التي لا زالت في حالة " الكمون" قبل الظهور الفعلي لمجتمع الطبقات، وظهور الصراع المسيس من طرف  النخبة المثقفة..

ولا زال  غياب الوعي طاغيا لدى  منظريها  نظرا لتصورهم للحلول  في إطار فئوي، بدلا  من  الدفاع عن الحقوق المدنية لجميع ابناء الوطن، بينما الفيئويون " بيرام"  يسعى لشيء آخر هو  توظيف الحقوق لغاية براغماتية  لنخبة لحراطين، ومن يتبنى تصورهم الخاطئ، هو مثلهم  في استبعاد القضية الاجتماعية، ووضع  مكانها " الاسترقاء" في ثلاجة الموت، والحرص على ابقائه، حتى تدفع الدية "التركة" على أساس سياسي، لا عينيا، ولا نقديا.. !!

 هنا  تظهر رداءة ما كتب سابقا، وحاضرا ، ومن ضمنه ما كتبه الدكتور، وهذا  هو الراجح لكل قارئ ذي تفكير سليم فيما قرأ  على الصفحات الزرقاء في الفضاء الافتراضي التي  استحالت إلى رمادية اللون، وليس الى اللون الأصفر الرامز احيانا إلى الحرية، والصفاء، وجمال الصحراء الذهبي...!

فكان مضمون المكتوب في الأوراق الرمادية ، هو محاولة للألتحاق بموجة النخبة في للفئة الاجتماعية  "لحراطين "، والذي سكت عنه الدكتور، أن السابقين على بيرام، كمسعود ولد بلخير، واصغير ولد بارك - وغيرهما - لم يسمعاه، ولم يلقيا بالا لمحاولته السابقة، لأنهما يبحثان عن اللون الأسمر لتسويق دعايتهما، وليس اللون الأبيض إلا الذي يمكنهما من توظيف الدعاية لنيل التعيين الحكومي على رأس هرم سياسي تواضع على طابور المهرجين، والطبالين، والرموز القبلية، دون كفاية، ولا توزيع للعدل بين أبناء الوطن من خريجي الجامعات الذين فاض سيلهم العلمي في كل اتجاه..

بينما الدكتور  لا في النفير،  من هؤلاء، لانه ليس في الحكومة التي يتودد لها قادة لحراطين، ولا هو  ملون بالسمرة، للطلب منه الاحتجاج في مناسبات سياسية مؤقتة..

 والغريب أنه لم يسأل نفسه، ككاتب عن مضمون الإرث الإنساني، ولم يحدد المطلوب منه، ما دام  سلم بمشروعية مطالب " بيرام" في استبعاث  الاسترقاق الميت  وحجزه في ثلاجة الأموات، كما الأموات في المستشفيات  بدون رحمة، أو شفقة، لأن  الوعي الاستفاعي لدى بيرام، يعتاش  منه، ويكاد يحلق عاليا من  مكانته الأجتماعية بالدعاية له من اصحاب الفكر الساقط الذي لا يختلف أهله عن الأميين، والجهلة المغرر بهم، وإن توقعنا الاختلاف بين الجميع، فهو في درجة الوعي بالاستنفاع، وليس في  الاختلاف بنوع الوعي لدى الجميع ما دام الكل يحملون ابواقهم،  ويدندنون  خلف حشود  طلعة " بيرام" بعد أن انتفخت أو داجه، و اشداقه، وغيرت المساحيق لون ارنبة أنفه، واسدلت الدهون الهندية شعر رأسه الأجعد..

فهل طوابيره للفرح  في ليال السمر، والطرب، والبذخ، أو هي حشود  لإخراج" الاسترقاق = الإرث الإنساني"، ودفنه، والتفرق لقضاء شؤون المعاش اليومي؟ وهل يستطيع الدكتور، إن سمح له " بيرام بذلك  لتحديد " دية" الاسترقاق  القتيل؟ ومن هو القاتل؟ هل هي ذات الأسر التي استعبدت " بيرام"، وغيره  في فترة ما،، أو الذين باعوا الرقيق، واخذوا الثمن من العربي في بلادنا قبل قيام الدولة الحديثة، كما قبضوا الثمن  لبيعهم  ابنائهم، واتباعهم، للأوروبيين لترحل أمام مجتمعهم  الى موانئ السنغال، ليتكفل  القراصنة الهولنديين لبيع الضحايا فى امريكا الشمالية، على غرار رواج تجارة بيع العبيد من الشرق والغرب، كما نقلهم الإنجليز  من ميناء " بور سعيد" إلى غاية سنة ١٩١١م حينها توقفت المملكة عن هذه النجارة الأمر الذي يشير الى التشريع الرسمي عالميا للتجارة الدولية المذكورة ،،؟

ولماذا لا يطالب  " رئيس الدكتور"  مقابلا الاسترقاق  بغير  تحديدها  ب" الدية السياسية" -  إذا جاز التعبير -،  ودون تقويمها عدا، ونقدا ، أو عينا، ومن  أصحاب اللون العربي في موريتانيا..؟

هل ذلك لضعف حجة في عدم رفع القضايا إلى المحاكم الدولية ضد سادة العبيد في افريقيا، ولا زالوا معروفين بممارسة العزل بين الاموات، واستحضار الهرم الاجتماعي في المقابر، فلا يقبر  الوضيع مع السيد مع التحفظ  على الألقاب؟

 ولماذ العجز عن تقديم شكوى ضد القراصنة الهولنديين، والإنجليز،،؟

  وقبل الاجابة من " بيرام"، واتباعه من اشباه الأميين في الفكر، والوعي، والسياسة، فليدركوا أن اللعبة أكبر منهم، و أن الطريق شائك لمثل هذه المطالب غير  الواعية، وستبقى  فاقدة لكل مصداقية سياسية ، للمدعو" بيرام"، ومن يشاركه في التمسك باطراف  جثة الاسترقاق سواء، أكان الممسك بها الدكتور، أو من على شاكلته...؟!

لأن ثبات الدعوى يستدي تحديد الجريمة،الأسترقاء، الإرث الإنساني، فليسم كما يراد به،   لكن هل في موريتانيا استرقاق في الحاضر؟

لا، طبعا.

هناك توظيف سياسي، للحقوق المدنية للمجتمع ككل،، 

واختزال هذه الحقوق العامة في الحقوق السياسية لرموز  دفعت بهم قوى خارجية لتوريطهم، وتوريط البلاد في متاهات سيكونون أولى ضحياها، وأقصد الناطقين باسم لحراطين، وابواق الجهل، والبراغماتية من العرب، ويبدو أن الدكتور أعلن  في مقاله، أنه شريك من اجل تناول مكسرات " الكعكة" على جثة الاستقاق قبل الزفة...!!

....

أما اسلوب التهديد،  لييرام"، والأدعاء بأنه رئيس، فهذا تودد، واستعطاف، وخيانة للضمير الوطني، لأنه يتضمن القول بتزوير الانتخابات، وان الرئيس المعتمد شرعيا، جاء غصبا على حساب الشرعية المستحقة، ل" بيرام"،، وهذا كذب، وتضليل، وخيانة عظمى...لأنه ينقض - على الأقل -  حكم المحكمة العليا التي اقرت بنتائج الانتخابات الرئاسية..

....

أما التأكيد على مشروعية الأدعاء بعدم تسجيل اسماء بعض الناخبين، والتسليم بأنهم بالضرورة، كانوا سيصوتون لصالح رئيس الدكتور في عنوان المقال، فهذه مصادرة، ومهاترة سياسية اشترك فيها كل منهما،، وهي دجل لا يسمعه، او يلتفت إليه العقلاء،، ويتساوى المصدقون له في الجهل السياسي.

 وقد أظهر الدكتور،  أنه واحد منهم لله الحمد، وهذا  يسقط عن لقبله نياشين الاحترام، وتقدير العلم الذي كان له في تقدير  اهل العلم، والمعرفة...!!

.........

 ويبقى السؤال المحوري، هو : لماذا غاب الوعي السياسي عند الدكتور محمد ولد الراظي في عدم استحضار، ومقارنة دور المنظمات الصهيونية التي قامت بالمجازر ضد اليهود في المجتمعات الأوروبية، وذلك بهدف اقتلاع اليهود إلى فلسطين،، وهذه الحالة الراهنة  للأقليات البولارية في الاقطار الإفريقية..

ألا يتكرر ذلك في مالي، والنيجر، والسنغال للفئات الاجتماعية من العرقية" البولارية"..؟

ومن هو القومي العربي الذي لم يقرأ عن التحالف بين رؤساء المنظمات اليهودية، والنظام النازي، وذلك بهدف التهجير القسري، وبعد قيام الكيان الصهيوني، جاء طور آخر من الإجرام السياسي ، تمثل في التكفير عن الجرائم  ضد اليهود بالاعتراف بهم في الوطن الذي اغتصبوه من أهله، ولتغييب تلك الجرائم  بالتعاطف مع أحفاد ضحايا  الافران الغازية، والمجازر النازية... وثبت أنها دعاية سوداء...

وهذا الذي يقابله إظهار الضحية والترويج للشائعات عن المجازر في مالي، وبركينافاسو،،والسنغال،، وفي نفس الوقت، نجد أن  النظم السياسية فيها، تدخلت في الشأن الداخلي لموريتانيا لتطالبها بقبول المهاجرين،، لكن على أي اساس؟ ولأي هدف؟

ولماذا  المدعو " .. جالو"، يذهب إلى أوروبا، ويعلن في البرلمان الأوروبي، أن سكان البلاد السمر ٧٥ % ، وأن الحاكمين من الأقلية البيضاء العربية..؟

ويتلاعب  في قناة ٢٤،  على الرأي الوطن العام، في الاعتراف بهذا القول، وأن النظام مبني على التمييز العنصري، وإن اختلف في الأسلوب عما كان في جنوب افريقيا قبل استقلالها؟

أخيرا:

ظهر في مقال الدكتور، أن" أبو رغال" في مجتمعنا، هو  بلا منازع المسمى" بيرام"، وكل من يسانده من الوجوه الصفيقة: السمراء، و القمحية اللون،  وهم  في علاقة التبعية استنساخ  وظيفي ل " أبو رغال"  في الوطن العربي، وفي كل فترة، تظهر هجمة حبشية، يلوح موسمها الناري،  تظهر فئات أبو رغال،  كأدلاء، مستعدين لبيع المقدسات الوطنية، ولكن لماذا نستبعد دور البيئة السياسية  التي  تفرخهم، فأصلحوا منها للحد من هذه التحديات الداخلية،، وليفقد الأرضية الاجتماعية  " أبو رغال = بيرام "، و اتباعه، فمنهم من يستهجي - وليس يتهجى فحسب -  الصينية، لإرضاء" البولار" على حساب اللغة العربية،، والدين، باعتبار الأخير ، ينقسم إلى دينين في تقديره الخاطئ، دين  يرضي نزق  " بيرام"، والتبشيريين...

و"دين" لعلماء الشرع،  وعامة الجمهور، والأخير مرفوض، ومطروح،،، ولكن " ذيل " بيرام، يختلف عن الدكتور محمد  ولد الراظي  بثقافة العصر، و الشهادة علمية عند الأخير، بينما" الذيل" أسس هرولته  على ما كان قد دخل به في بورصة الاستثمار السياسي بابداعه "  الكاف" و" الطلعة"، ولعل في  الأخيرة، كان حمارها الواقف ضالا السبيل على ضفاف  نهر صنهاجة  ليشهق، وينهق للصينية استرضاء للأقلية " البولارية" وهو لا يعرف، ولن يعرف، هل الصينية اصوات، أو حروف، أو رسوم، ولا يهمه إلا  البصبصة خلف مؤخرة  " أبو رغال"..! 

و في مقال الدكتور، تنازع في الإرشادات مع بيرام الذي يقوم بذات الدور ، وإن باعطائه  اللقب الرئاسي المجاني، وليس باستحقاق، إلا في نظر مرءوسه الدكتور محمد ولد الراظي.

وإن كنا استغربنا، أن  يرضى ذلك لنفسه  وفي كل الأحوال،  فشتان بين أن "يرظى" نفسه، وبين أن يغضب المجتمع العربي في موريتانيا، وغيرها من اقطار الأمة العربية،، وقد يقول قائل:

 ألا  فانصفوا الرجل، وقدروا مكانته العلمية، وارحموه، فهو  ربما، كمن صادف حفلة أمامه، ودخل  فجأة ورقص مع الراقصين، وفي انتظار ما سيناله من الولائم المسيلة للعاب " بافلوف"؟

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122