أكدت المقاتلة الفلسيطينية ليلى خالد التي اعتقلت عام سبعين عند محاولتها اختطاف طائرة إسرائيلية في لندن أنها لن تختار بديلا عما فعلته لو تعود عقارب الساعة إلى الوراء

وقالت ليلى خالد لبي بي سي: لم أعتقد أنني أختلف أبدا عن أي فلسطيني آخر، ولم أر أي بطولة فيما فعلت

ومضت ليلى تقول : لقد كنا وما نزال نحارب من أجل قضية عادلة، كلما كنا نتحدث عن قضيتنا كانوا يتحدثون عنا كمجرد لاجئين ويبعثون لنا المؤن والخيام. نحن لم نكن نرغب في الطعام والمأوى، بل كنا نريد وطنا نعيش فيه بكرامة

وكانت ليلى خالد محور أزمة دولية أحاطت بحكومة رئيس الوزراء البريطاني إدوارد هيث فى سبتمبر أيلول عام سبعين بعد إقدام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على اختطاف خمس طائرات مدنية

وقد فاوضت الجبهة على إطلاق سراح سبعة سجناء فلسطينيين بينهم ليلى التي سلمتها أجهزة الأمن الاسرائيلية للسلطات البريطانية فى مطار هيثرو في لندن بعد فشل محاولتها لاختطاف إحدى طائرات شركة العال الاسرائيلية

ولم تكن ليلى خالد التى بدأت العمل السياسي وهى بعد في الثانية عشرة من عمرها تتوقع أن تصبح يوما من الأيام رمزا لنضال المرأة الفلسطينية

وقالت: عندما طلبوا مني اختطاف طائرة ضحكت فقد تخيلت أنني سأحمل طائرة فوق ظهري. وعندما لاحقتني عدسات المصورين والمراسلين كنت أهرب منهم، لكنهم قالوا لي وقتها أنني أصبحت رمزا للقضية الفلسطينية ويجب أن أكون لسان كل فلسطينية في بلادي

وتزور ليلى خالد حاليا بريطانيا من أجل توضيح قضية شعبها داخل مجلس العموم البريطاني

وقالت ليلى عن اللحظات التي سبقت محاولة خطف الطائرة: لقد كانت لحظات صعبة، لكني بقيت متماسكة حتى آخر لحظة، ولم أكترث كثيرا لما قد يحدث لي لأنني تأهبت نفسيا للسير على طريق الأشواك، فالموت أصبح وقتها أمنية عزيزة المنال

إضراب عن الطعام

وروت أنها أضربت لمدة خمسة أيام عن الطعام لأن رفيقها في عملية الاختطاف كان يحدثها قبل دقائق من إلقاء القبض عليه عن رغبته في تناول الطعام

وقالت: لم أتخيل وقتها أن أضع طعاما فى فمي وباتريك الذي لفظ أنفاسه الأخيرة أمام عيني استشهد وفي نفسه أن يأكل، كان يجب أن أكون أنا مكانه وأموت فداء لوطني

وذكرت ليلى أن أقسى ما واجهته أثناء ثمانية وعشرين يوما قضتها في مخفر بريطاني هو سماع نبإ وفاة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر

وقالت: لم أتخيل أن عبد الناصر مات الى أن أسمعوني جهاز الراديو من الغرفة المجاورة، فبكيت وقلت لقد فقدت الثورة الفلسطينية أحد آبائها.

بى بى سى