إيجاز - احتضنت قرية ام القرى التابعة لبلدية انتيكان في الجنوب الموريتاني مساء أمس الأربعاء، حفل تخرج لأزيد من مائتي شخص شاركوا في دورات في القرآن والفقه والسيرة النبوية، منظمة من طرف معهد الشيخ الهادي سيدي مولود فال للدراسات الإسلامية والتكوين المهني.

استهل الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم رتلها أحد المستفيدين من الدورة التعليمية هذه.

تلتها كلمات لوجهاء وأعيان القرية؛ نوهوا فيها بجهود الشيخ التجاني الشيخ الهادي السيد في اعتنائه بالتعليم والتعلم، شاكرين له اهتمامه بمشروع قديم متجدد هو السير بخطى الشيخ الهادي سيدي مولود فال، ومواصلة تحمل أعباء الخلافة القائمة على العلم والعمل، مذكرين بمتانة الروابط بين الأسرة المولودفالية وأولاد عائد.

بعد ذلك جاء دور الأستاذ محمد سعيد ولد اتاه رئيس الفريق العلمي الذي تولى الإشراف على الدورة، فنوه بتعاون رجال القرية واستعدادهم، معربا عن شكره العميق للمشاركين وذويهم، وقال ولد التاه إن الدورة استمرت على مدى شهرين ونصف تقريبا، وقد شارك فيها 50 شابا، و180 امرأة، إضافة إلى 30 طفلا في مرحلة التهجي عبر منهم 21 إلى قراءة القرآن الكريم.

وفي سرده للمحصلة العامة قال ولد اتاه إن جميع المشاركين حفظوا الفاتحة مع اتقان صفات ومخارج حروفها وتجويدها وفق قراءة الإمام ورش اضافة الى تفسير الفاتحة.
وأضاف ان المشاركين منهم من حفظ حزبا ومنهم من حفظ 4 أحزاب حسب القدرة الاستيعابية.

وذكر ولد التاه أنهم قاموا بموازاة ذلك بتقسيم الطهارة والصلاة من متن ابن عاشر على المشمولين في الدورة، فكانت الطهارة من نصيب جماعة، وفرائض الصلاة وسننها ومندوباتها لجماعة ثانية، والسهو والمبطلات لمجموعة أخرى، وهو أمر انتهجه المكونون والمؤطرون من أجل أن تتولى -لاحقا- كل مجموعة تعليم المجموعات الأخرى.
وفي نهاية العرض طلب من الحضور اختبار المشاركين، فكانت بداية الاختبارات مع القرآن الكريم وكانت النتائج مذهلة حيث لم تسجل أي أخطاء على المشاركين.
لتبدأ اختبارات المشاركين في الفقه وكانت في حفظ النص وشرح بعض الأبيات وقد شاركت فيها كل المجموعات، وأبانت فعلا عن عمل جبار وجهود مضنية قام بها المشرفون والمكونون.

بعد ذلك استدعي الشاب السيد: نذير أحمدو بابا امسيعيد وهو شاب في مقتبل العمر، وقد حصل على الإجازة من معهد الشيخ الهادي بتمبيعلي فقدم تلاوة أمام الحضور تنم عن تعمقه في علوم القرآن وهو ما أثار إعجاب الحاضرين؛ حيث اعتبروا أنه نوع آخر من العناية بالقرية وساكنتها.
ولم يفوت السكان فرصة إجازة ولد امسيعيد ليعبروا للشيخ التجاني الشيخ الهادي السيد عن عرفانهم بالجميل، منوهين بابنهم نذير الذي اعتبروه المؤسس الأول لمحظرتهم التي أطلقوا عليها اسم "محظرة الشيخ الهادي في أم القرى".

بعد ذلك ألقى الدكتور البشير الشيخ الهادي كلمة حول أهمية التعليم والتعلم مبرزا مدى أهمية هذا النوع من النشاطات في تكوين الأجيال وربط الحاضر بالماضي المشرق.
الختام المسك كان مع الشيخ التجاني الشيخ الهادي سيدي مولود فال الذي شكر الحضور وفي مقدمتهم الطاقم العلمي لمعهد الشيخ الهادي الذي أشرف على إعداد وتنفيذ الدورة العلمية الحالية، كما أشرف على دراسة القارئ نذير.

وذكـًـر ساكنة أم القرى بمقولته الشهيرة عند ما جاءهم بداية سبعينيات القرن الماضي فعرضوا عليه أرضا للزراعة "أنا أريد أن أزرع في القلوب.. لا أريد زراعة الأرض" اليوم زراعتي أمامكم منها حافظ لكتاب الله، اليوم أقمنا دورات في القرآن والفقه والتوحيد..
وسأواصل بحول الله تعالى كلما سنحت الفرصة.. هذا واجبي ولا أريد جزاء ولا شكورا.

يذكر أن الشيخ التجاني الشيخ الهادي سيدي مولود فال قامة علمية صوفية سامقة، وزاهد من الطراز الأول.. زاوج بين العلم والتعلم وإصلاح القلوب.. له أتباع وتلاميذ ومريدون ومحبون في نيجيريا والنيجر والسودان والسنغال والمغرب ومصر وباقي دول العالم.