أخصص هذه الحلقة للأمثلة على الموضوع الثاني من المواضيع التي أشرت سابقا إلى أنها مطروقة بكثرة في أدب الطرافة السهل الممتنع.
.٢- التوجيه والنقد الاجتماعي:
من أمثلة هذا النوع قول الشيخ حمدا ولد التاه معرضا بتنامي ظاهرة التهتك والتعري:
ألم تر أن الجِبَّ قد صار أصفرا --وعما قليلِِ سوف يصبح أحمرا
ولا زالت الحسناء مَيٌّ حريصةً -- على رفعه شبرا ذراعا فأكثرا
ولا زال يعلو في القوائم صاعدا -- دُوَّيْنَ الصفا اللاَّئِى يلين المُشَقَّرا
ومنه قول محمد ولد بيدر ولد الأمام الجكني ينتقد تطويل الشارب العرف:
شكا شارب الإنسان من طول شاربه -- لشركته في أكله ومشاربه
وجبهته تشكو دواما لأنها -- تدلى عليها الرأس من فوق غاربه
ولم تبق إلا العين تطلب ربها -- سلامتها من طول ما في حواجبه
ولو أنه بالعين أبصر نفسه -- لأهدى إلى الحلاق معظم راتبه
وعن الراتب أيضا يقول الشاعر محمد فال ولد عبد اللطيف:
ﻳﺎ ﻧﻔﺲ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﺪﺭﻳﻨﺎ -- ﺷﺮﻳﺖ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺸﺮﻳﻨﺎ
ﻓﻘﺪ ﻏﺪﺍ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﺗﺬﻛﺮﺓ -- ﻟﻠﺴﺎﺋﻘﻴﻦ ﻣﻀﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺸﺮﻳﻨﺎ
ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺭﺍﺗﺒﻪ ﻗﺪ ﻓﺎﺕ ﻏﺎﻟﺒﻪ -- ﺳﻴﺮﺍ ﻭ ﺭﺍﺗﺐ ﺃﻳﻠﻮﻝ ﻭﺗﺸﺮﻳﻨﺎ
ويقول فيه أيضا:
ﻣﺎ ﺃﺻﻐﺮ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔِ -- ﺛﺎﻟﺚ ﺷﻮﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﺔِ
ﻛﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻐﺮ ﺇﺫ ﺑﺪﺍ -- ﺭﺍﺗﺐ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ للدولةِ
ومنه قول المختار بن حامدن:
ما كل مهديك رأيا رأيه جكني --والحق أبلج لا يخفى على فطن
لا تبتعن بسوى نقد فإن بني --- ذا الدهر بين كريم عاطل ودني
أما الكريم فعار أن تداينه -- والغير ليس على شيء بمؤتمن
والدين غايته استرقاق صاحبه -- والرق مذ زمن ألغته مورتني
وقوله معلقا على لبن البوش إبان ظهوره، ومفضلا عليه گلريا وسليا:
لتشترِ إن ترد لبنا گلريا -- وسليا إن ترد لبنا وزبده
ودعني والذي كتبت عليه -- حليب طازج وطويل مده
ومن أمثلة هذا النوع في "لغن" قول أحمد سالم ولد ببوط في استفتاء وي ونون:
وي ونون الا خيارات -- والمخير ماهو مغبون
وي امحاليه فالحسنات -- وامحاليه فالفظ نون
حرك كرعيك أكژ ايديك -- فوگ الرالة والعب مزيك
وابلژ فالشيبان عينيك -- لمهابة ماهي فالقانون
جاوب بالمنكب فرظ اعليك -- لا تمرگ فمك وي أنون
حسّن راصك يكون العرف -- واللحيه حسنها من هون
ذاك اللي جاري بيه العرف -- والتبيب إبان ألگرون.
باش اتعود اكبير أتنگاس -- كلّم رچو والعب مرياس
واختر من لحزاب اللي ساس -- واگبظ لخبار افتلفون
ولا تصحب كون ارذال الناس -- لوّل من لرذال الگرصون
وسأكتفي بهذه الأمثلة وأفسح المجال لمساهماتكم.
إلى اللقاء.