في ذكرى مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة / الحلقة الثالثة
في مستهل الحلقة الأولى من هذه السلسلة، التي بدأناها بمناسبة الذكرى التاسعة والتسعين لميلاد مؤسس دولة ا لإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه؛ قلنا: "إن واجب رد الجميل يقتضي منا نحن الموريتانيين؛ أن نستذكر ونذكر مواطنينا ببعض الأدوار البارزة التي لعبها هذا القائد العظيم في خدمة شعبه وأمته، والمكانة السامقة التي أصبحت دولة الإمارات تتبوأها تحت قيادته، وما قام به خليفته الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله وإخوتُه الأمراء من بعده، من متابعة للمسيرة التي بدأها هو وإخوته مؤسسو دولة الإمارات العربية المتحدة الميامين".
.وطلبنا من ذوي الأقلام في بلدنا أن يسلطوا الأضواء على تلك الأدوار المتميزة، من أجل تثمينها، وإطلاع رأينا العام الوطني عليها، وأن نفتح الباب على مصراعيه، لترسيخ وتعزيز روابط الأخوة والصداقة، والرفع أكثر فأكثر من "مستوى العلاقات الثنائية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الموريتانية، والتي قامت على مبادئ التعاون والاحترام المتبادل، ووصلت في السنوات الأخيرة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في العديد من المجالات" وفق تعبير سعادة السفير عيسى عبد الله مسعود الكلباني في خطابه إلى الشعب الموريتاني يوم 2 ديسمبر 2016 بمناسبة اليوم الوطني الخامس والأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة.
لكن.. وقبل أن نسترسل في هذه الحلقات، التي يراد لها أن تكون مسردا أمينا لتاريخ العلاقات بين القطرين الشقيقين، واستعراضا للإنجازات التي تحققت بفضل التعاون والتنسيق بين قيادتي البلدين؛ رأينا من المناسب أن نبادر بتذكير رأينا العام الوطني بقضية الإمارات الكبرى المتمثلة في استعادة سيادتها على جزرها الثلاث: طنب الصغرى وطنب الكبرى وجزيرة أبي موسى، التي احتلتها إيران عشية إعلان قيام الدولة سنة 1971م.
إن واجب التضامن الأخوي، وما تقتضيه العلاقة المتميزة بين الدلتين والشعبين؛ يفرض على كل موريتاني وموريتانية ـ وانسجاما مع الموقف الرسمي لبلادنا في التمسك بحق دولة الإمارات في استعادة جزرها ـ ؛ يفرض على الجميع الوقوف إلى جانب هذه الدولة الشقيقة، حتى تستعيد سيادتها على جزرها، وأن ندعم المسار المرن الذي تتبعه دولة الإمارات في هذا السبيل، وطبقا للنظم والقوانين المتعارف عليها دوليا.
ونحن في الرابطة الموريتانية لحقوق الإنسان والتنمية من جانبنا؛ لن نالو جهدا في سبيل إثارة هذه القضية، وإنارة الرأي العام حولها بكل الطرق والوسائل المتاحة. وسنعمل في هذا السياق، وفي وقت غير بعيد ـ إن شاء الله ـ على إقامة يوم إعلامي للتضامن مع الإمارات، ودعم حقها في استعادة سيادتها الكاملة على هذه الجزر. ونوجه الدعوة بهذه المناسبة لرجال الفكر والحقوقيين وخبراء القانون الدولي في بلدنا لمد الرابطة بآرائهم ومقترحاتهم ومقارباتهم القانونية حول هذه القضية الجوهرية بالنسبة لنا جميعا.
وما ضاع حق وراءه طالب.
أحمد فال بن أحمد الخديم
رئيس الرابطة الموريتانية لحقوق الإنسان والتنمية