نظم المركز الثقافي المصري بالرباط يومه الأربعاء 25 فبراير 2015 ندوة علمية في موضوع " مصر والمغرب رؤى سردية متبادلة بمشاركة كل من الكاتبين المغربي والمصري : شعيب حليفي وأيمن عبد العزيز ؛وبحضور الناقدين بوشعيب الساوري و محمد أقضاض .
.افتتح الندوة المستشار الثقافي د.يحيى طه حسنين الذي قدم الكتابين موضوع الدراسة وهما : "عتبات الشوق من مشاهدات الرحالين المغاربة في القاهرة والإسكندرية" تأليف د. شعيب حليفي و كتاب : "المغرب في عيون مصرية أسطورة المكان والنساء والتاريخ الحي" تأليف الصحفي المصري أيمن عبد العزيز .
استهل د. يحيى طه حسنين حديثه بالتأكيد على أن الرحلة فعل إنساني تحمل معها التجارب والخبرات وهي قديمة جدا ،كما ذكر في القرآن الكريم أيما كانت الدوافع وفي الأدب العربي عرف رحالين عرب أمثال ابن جبير وابن بطوطة وابن فضلان .
الرحلة استكشاف لفضاءات الحيوي بالمتخيل والذاتي بالجمعي، إنها انفتاح على إشارات تساعد على فهم الهوية الثقافية للمجتمع وتؤسس لبنية سردية خاصة .
الورقة الأولى ، قراءة في كتاب " عتبات الشوق من مشاهدات الرحالين المغاربة في القاهرة والإسكندرية " من تقديم بوشعيب الساوري الذي ذكر أن الكتاب (طبعة كتاب الهلال ، عدد فبراير 2015) يندرج ضمن أشكال التثاقف بين الحضارتين المغربية والمصرية .وهو مقتطفات من أمكنة ومواطنين وساسة وأغلب هذه الرحلات ركزت على الجانب السياسي أو الجانب العلمي . جاءت هذه المختارات مصحوبة بنبذة من كل رحلة يروم الكتاب ترسيخ التلاقح بين الحضارتين ؛هذا التلاقح الذي يعتبر – حسب الكاتب – ليس وليد اللحظة الراهنة بل هو امتدادا لعلاقات الجغرافيا والتاريخ منذ أزل بعيد .ففكرة التلاقح من أجل ولادة جديدة تشكل تفاعلا روحيا بين زمانين ومكانين مختلفين ..إنها التاريخ الفعلي للصلات الوطيدة بينهما .
الورقة الثانية من تقديم محمد أقضاض الذي قارب كتاب " المغرب في عيون مصرية أسطورة المكان والنساء والتاريخ الحي" تأليف الصحفي المصري أيمن عبد العزيز " بدأه بالعنوان والغلاف اللذان يلمحان بمعان كثيرة ،وقد اعتمد فيه الكاتب على تنقلاته في المغرب وتسجيل ما شاهده في هذه الرحلات الأربع التي كانت المقصدية منها البحث عن زوجة مغربية .
الملاحظ أن الكاتب ركز في وصف المغرب على عدة مجالات منها :
الموقع الجغرافي وتنوع تضاريسه؛
المطار وما يميز موظفيه؛
المطار وسائقته ( شابة مغربية في مقصورة القطار بمفردها)؛
تشابه محطات القطار ونظافتها وأشجار البرتقال المحيطة بها؛
محطة القطار وصوت المرأة الذي يتكرر في كل المدن؛
مساحة المدن الشاسعة والمعمار المختلف الذي يميز كل مدينة عن الأخرى (مدن عتيقة تقليدية مدن عصرية حداثية )؛
وكخلاصة ، فإن الكتاب يتميز بأسلوب سلس سهل جامع بين السرد والوصف والتقريرية الصحفية ، غني بتوغله في تفاصيل المغرب .
وتناولت مداخلة شعيب حليفي الحديث عن صورة مصر كما تتمثلها الكتابات المغربية وخصوصا الرحلات باعتبارها نصا مرآويا يكتبه الفقيه والعالم والمؤرخ والجغرافي . وقبل ذلك لم يستبعد الكاتب أن تكون العلاقات أقدبم من تلك النصوص الشاهدة بكثير ، منذ آلاف السنين في علاقات ارتحال لم يُكتب لها أن تُدوّن .
واعتبر شعيب حليفي أن الثقافة هي الجسر الأمثل لكل العلاقات الإنسانية المتينة كما جسدتها عشرة قرون من الرحلات من المغرب إلى مصر ، منذ المعافري إلى اللحظة الراهنة ، في رحلات ومذكرات ويوميات وسرود مختلفة تعكس الوعي الثقافي والحضاري ، كما استطاعت أن تؤسس لتاريخين متوازيين في مصر عبر كل تلك المراحل ، التاريخ الثقافي والتاريخ الاجتماعي .
الورقة الأخيرة هي شهادة الصحفي المصري أيمن عبد العزيز الذي توقف طويلا عند فصول كتابه وما يعكسه من وعي جمعي وتعبير صادق عن الافتتان بأرض المغرب في تنوعها الثقافي والحضاري وفي بعديها الحداثي والتحديثي .
واختتم اللقاء بحوار مفتوح بين جمهور من المثقفين والأدباء والفنانين وبين الكاتبين المغربي والمصري .