بدأت البذور الأولى للاختراق التنصيري في سيلبابي تتشكل مع عودة اللاجئين الموريتانيين من جمهوريتي مالي والسنغال، خاصة خلال فترة الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، حين فتحت الحكومة باب العودة المنظمة للمبعدين. لكن تلك العودة لم تكن فقط استرجاعاً بشرياً، بل كانت محملة بأثر ثقافي وديني شديد التعقيد.
فالسنوات التي قضاها هؤلاء تحت رعاية منظمات دولية لدعم اللاجئين تعرضوا لحملات تنصيرية مقنّعة تحت غطاء العمل الإنساني. وعندما عادوا، حمل بعضهم بذور تلك التأثيرات، سواء على شكل مفاهيم مائعة للهوية الدينية، أو قناعات مكتسبة من تعاملهم مع منظمات إغاثة تنصيرية قوية.
في هذه الأثناء، كانت منظمات دولية كـ SIL وغيرها ممن يُعرف بانخراطهم في العمل التنصيري اللغوي والثقافي، تجد موطئ قدم في المنطقة تحت شعار "دعم اللغات الهامشية" أو "تمكين المجتمعات المهمشة"، بينما تحمل في باطنها مشاريع اختراق ناعمة تسعى لإعادة صياغة الذهنية المحلية بشكل تدريجي.
بوبكر سيلا//باحث وناشط حقوقي