احتضن (مقهى الادب) التابع ل( اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين ) ضمن نشاطه الاسبوعي ( شاي الأربعاء ) فعاليات ندوة علمية ناقشت ثلاثة من مؤلفات الدكتور الاديب والكاتب الشيخ معاذ سيدي عبد الله وهي :
* الشعر والفقه ( الابداع والنسق في الثقافة الشنقيطية)
هذا الكتاب قدم عنه الدكتور احمد ولد حبيب الله ورقة بحث ناقشت جوهر وفكرة الكتاب فى المسافة بين الشعر والفقه أو بين الشاعر والفقيه ضمن نسق عام للعلاقة ضمن الثقافة الشنقيطية
وتطرق الباحث إلى العلاقة بين الشعرو الفقه ونسقهما الابداعي فى الثقافة الشنقيطية
فإذا كان الشناقطة أصلا أهل عربية وشعر فإنهم ايضا أهل دين وفقه
وقد تعايش الفقه والشعر تحت خيام المحظرة الموريتانية حتى أنه من النادر أن تجد فقيها لا يقرض الشعر أو شاعرا ليس له نصيب من الفقه حتى ارتبط التعريفان بالذهنية الاجتماعية ثنائية مهيبة الفقيه الشاعر والشاعر الفقيه
* رمزية الحيوان في الحكاية الشعبية
هذا الكتاب كان موضوعا لورقة قدمها الدكتور محمدو احظانا استعرض فيها علاقة المخيلة الشعبية بالحيوانات من حيث تسخيرها لإسقاط حكاياتها على السياقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية
ولعل المجتمع الموريتاني أن لايكون بدعا فى استخدام الحيوانات واسقاط حكاياتها ورمزيتها على شؤونه العامة فسبق لابن المقفع ولاحقا احمدشوقى وغيرهما أن استخدما الحيوانات ورمزية حكاياتها وعلاقاتها داخل الغابة وعلى الطبيعة فى نقد الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي
فرأينا الأسد رمزا للقوة والذئب رمزا للدهاء والسنجاب رمزا للحكمة وعندنا هنا (كابون) رمزا للغباء أو(ازروكيه) وهكذا ظلت رمزية الحيوان حاضرة فى المخيال الشعبي الموريتاني يختفى خلفها المجتمع لينتقد متصدريه ومسلكياته دون أن يظهر ( بل التركيبه)
* العجائبي في الكرامات
الموريتانية ( النص والاشتغال)
ثالث الكتب التى تم نقاشها حيث قدم الدكتور محمد الامين محمد المصطفى
قراءة مقتضبة لكنها مكتنزة لموضوع الكتاب
تعرض الدكتور محمد الأمين ل" الكرامات " كمصطلح على خوارق مرتبطة غالبا باصناف من الناس وصلوا مراحل متقدمة من العلاقة مع الله وتجاوزت خوارقهم مستويات الفهم الطبيعي لدى العامة وهنا لابد من أن تظهر "العجائبية" فى النقطة الفاصلة بين قدرات خارقة لبعض البشر على الفعل أو على التخيل وعجز العامة عن المسايرة العقلية المنطقية لتلك القدرات الخارقة
وابحر الدكتور محمد الأمين إبحارا ماتعا بين "النصوص" المرتبطة بالكرامات ومستوى " الاشتغال" بها متعرضا لنماذج من التحليلات التى قدمها الكاتب مشيدا بمستوى الكتاب وفكرته وطريقة الكاتب فى بسطها وشرحها تأصيلا وتفصيلا
شهدت الندوة تعقيبات متميزة لكوكبة من الأدباء والشعراء والباحثين منهم
الأستاذ عبدالله السالم ولد المعلى
والأستاذ محمد الأمين ولد منى
الأستاذ محمد ولد اصوينع
الأستاذ الولي سيدى هيبه
الاستاذ الشاعر احمدو ولد احمذي
الكاتبة حياتى جبريل فال
وآخرون
غصت قاعة الندوة وجنباتها بجمهور نوعي من الأدباء والكتاب والنقاد والشعراء والباحثين
أدار الندوة باقتدار الاستاذ عبدالباقى ولد محمد
///
أعيد القول إن الاتحاد مطالب بالبحث عن قاعة او" خيمة" اوحتى فضاء مفتوح لإقامة مثل هذه الأنشطة التى أصبحت تستقبطب جمهورا ضاربا لا تسعه القاعة الحالية وهي قاعة ضيقة مقطعة بفواصل وأعمدة اسمنتية تجعلها اقرب ل" ارخبيل جزر" اسمنتية تضيق بالضيوف وتعبت بالتنظيم