إشيب ولد أباتي: من أجل انتصار المقاومة التي قادت معركة طوفان الأقصى حتى تحرير كل فلسطين

2024-09-21 11:56:52

فعلى جماهير الأمة العربية، أن تتحرك في كل  أقطارها، ومدنها، وقراها، لأن هذه حرب التحرير، ويجب المشاركة فيها بكل ما أوتيت  ، العربي، والمسلم، والتحرري الذي عبرت عنه مظاهرات الطلاب في العالم في الجامعات، وشوارع  المدن، والشوارع، وامام الشركات المتعاملة مع الكيانات الصهيونية في فلسطين المحتلة..

 إن التاريخ يسجل للمشاركين حضورهم المعبر عن قيمهم النبيلة في الدفاع عن العرض، والأرض، والأمة في  حرب التحرير جنبا إلى جنب مع وحدات المقاومة الباسلة في مدن فلسطين، وجنوب لبنان، واليمن، والعراق ،  وبينما أرادتها الأمة من قوى المقاومة  حرب تحرير، غير  أن الكيان الصهيوني، أرادها، أن تكون مبررا للقضاء على مليوني وثلاثمائة الف عربي في غزة هاشم، وإن يقوم  بترحيل من تبقى منهم عن ديارهم في فلسطين إلى صحراء سيناء .

لكن الحرب، دخلت  مرحلة فاصلة  حين وصلت الهزيمة بقيادة الكيان الإجرامية إلى درجة  الهلوسة، وهي نوع، كرقص الديك المذبوح، لذلك طوح بها – زمرة قيادة المحتل –  سوء تصرفها في المحاولة على اخفاء هزيمتها عن مجتمعها من شذاذ الآفاق، إلى تغطى على هزيمتها أمام فصائل المقاومة في غزة هاشم، ومدن الضفة، ومن هنا يظهر الهروب إلى الأمام  بالاعتداء الصهيوني على العاصمتين العربيتين، بيروت، ودمشق، علاوة على الأعتداء السابق على ” اليمن” العظيم، بالغارة التي قام بها طيران الكيان الصهيوني على مدينة” الحديدة”..

إن استهداف الكيان الصهيوني للمجتمعات العربية في خمسة اقطار: فلسطين، ولبنان، وسورية، واليمن، والعراق، يستدعي مشاركة مجتمعات العربية في هذه الحرب الكونية التي أظهر الغرب اكثر من أي وقت مضى تصميمه على العدوان الغاشم على امتنا، وذلك تواطؤا اجراميا  في الحرب التي لازال يساندها على الجانب الآخر، العملاء في أنظمة “الدويلات القطرية “، وقد  أصبح سدنة الغرب المتأمرك، سيوفا مرفوعة على رقاب أحرار الأمة العربية.

ومن هنا لم تبق ردة الفعل الهستيرية  على طوفان الاقصى في مجالها الجغرافي الفلسطيني، فحسب،  بل حربا عدوانية مفتوحة على مجتمعات اقطار الأمة، وذلك في سبيل نقل المعركة من فلسطين الى مجتمعاتنا، والهدف الأساسي من ذلك تأثير الحرب على المجتمعات المدنية، كمجزرتي يوم الثلاثاء، والاربعاء في لبنان وسورية، وذلك بانتهاج  سياسة الهجوم بدلا من الدفاع..

وتأتي هذه المحاولة البائسة من العدو الصهيوني  بعد أحد عشر شهرا من استفراد كتائب الإجرام الصهيوني بقوى المقاومة، ومجتمعها في “غزة”، و”جنين”، وغيرهما..

ولا شك ان التأخر في فتح جبهة على الكيان الصهيوني في الضفة، يعد واحدا من  المآخذ، حيث كان يتطلب الأمر، أخذ المبادرة بحرب على المستوطنين، والميلشيات العسكرية لجيش  الاحتلال، وشرطته، الأمر الذي كان سيحول دون اعطاء الفرصة  للكيان الصهيوني، لكن للأسف، غياب ذلك اتاح له القيام بالأعتقالات طيلة أحد عشر شهرا، حتى وصل تعداد المعتقلين إلى عشرة آلاف، وازداد عدد الشهداء الى حوالي خمسمائة، والجرحى الى حوالي خمسة آلاف .

ولا ينبغي، أن  في هذا تخوين، وإنما هو تفسير للأحداث، وليس الأمر من باب المعايرة على قوى المقاومة اطلاقا، ومن الأكيد أن لها  خططها الاستراتيجية في المشاركة الفعالة، وإن ظهرت للمراقب على أنها متساهلة،  ولعل ذلك بهدف تفويت الفرصة على الغرب الأمبريالي الذي، بدأ قادته يتقاطرون على الكيان الصهيوني، وكان هدفهم واضحا في الأستعداد للمشاركة في الحرب الإجرامية على المدنيين، وقد عززت زيارات مسؤولي الغرب الامبريالي  بارسال السفن الحربية، والسلاح بلا حساب إلى موانئ، ومطارات الكيان الصهيوني..!

وهذا يوضح العلاقة الجدلية بين الصهينة،وبين مشروع الغرب في الوطن العربي منذ القرن الثامن عشرن، الذي كان عسكريا، ولا زال كذلك، ومن لا يرى ذلك، فلعله  حصريا من “نخبة” المستغربين من مثقفي الأمة، وحكامها الذين انفصلوا عن واقع الأمة، وحاضرها المرتهن  بالحسم في هذه الحرب التحريرية التي جعلوها حربا ظالمة، يشنها الكيان الصهيوني باعتباره القاعدة الأمامية للأمبريالية الأمريكية التي قال عنها المجرم ” بايدن” : ” لو لم تكن إسرائيل موجدة، لأوجدناها”، وهذا يؤكد الدور الوظيفي للكيان الصهيوني، وقيادته  للمشروع الاحتلالي الأمريكي الذي أقصى – إلى الأبد – الواجهات التي طالما تستر بها: ثقافيا، وحضاريا، وسياسيا، وليبراليا،، لكنها تمزت حبائلها بأساطيل الحلف الأطلسي الذي تفرغ لفرض هيمنة المحتلين، وتقاسمه معهم السادية، والجرائم المرتكبة التي يتبادل فيها الأدوار  كل امريكا، وفرنسا، والمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا..

وهذه من مظاهر، وابعاد  البربرية، والهمجية بلا رتوش في فرض المشروع اللاحضاري للغرب الذي لم يتراجع عن نواياه، وغاياته منذ الحروب الصليبية في القرون الوسطى حيث احتل مدن فلسطين، وهي  ذات الأهداف الحالية للسيطرة على الوطن العربي موقعا استراتيجيات بتوسطه بين ثلاث قارات، وتحكمه بالممرات البحرية  في التجارة الدولية منذ فجر التاريخ، وحصل  التواصل بين الجماعات، والمجتمعات، والأمم شرقا، وغربا، وجنوبا، وشمالا علاوة على كون الأمة العربية  ذات المراكز الحضارية  الضاربة في جذور التاريخ البشري، وقد أسست مراكزها الحضارية، وايقظت أمم  الغرب، وقاد فكرها النهضوي الأوروبيين حين استولوا على مراكزها الطرفية  في إيطاليا واسبانيا، وهما المؤسسان للنهضة الأوروبية، والحداثة المعاصرة…

 أخيرا:

إن القوى الحية في مجتمعات أمتنا العربية مطالبة اليوم بالقيام بالدور المساند لقوى المقاومة في حرب التحرير المصيرية، وذلك بهدف أن تتحول المساندة  إلى المشاركة العملية في مختلف ميادين التحرير، كما على المتطوعين الذين ان يأتوا مسارعين  من كل الأقطار العربية، ويتوجهوا إلى لبنان، وسورية، ويدخلوا فرادى، وجمعات  إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن،  ويشتبكوا مع قوات العدو الصهيوني على الحدود، وداخل فلسطين…لعل هذا يشكل جانبا مساندا في حرب التحرير…

كما أن من الواجب على أهلنا في  فلسطين المشاركة بالمسرات السلمية التي تضعف جبهة  العدو في الداخل في مدن فلسطين التاريخية، لتصبح الأخيرة عاملا مزعزعا للامن بين للمدنيين، والعسكريين على حد سواء، إن لم يتحول عرب فلسطين التاريخية  إلى جبهة لاستئناف الحرب الأهلية في الداخل الفلسطيني…ولم لا؟!

وهذا من شأنه، أن يسرع بالهجرة العكسية للهيود الذين غرر بهم، فهجروا من اوطانهم بالدعاية الكاذبة…

وبالمقابل على جماهير أمتنا في كل قطر عربي، أن تحول العواصم، والمدن العربية إلى مظاهرات مليونية في مختلف الميادين العامة، و أمام السفارات، ومقار السفراء،،، وضرب المصالح الغربية في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج..

وهذا النشاط، هو مسنود للقوى الحزبية بمختلف مشاربها السياسية، لان تحرير فلسطين، هو المحك للوعي، وللوطنية، والقومية، والدين، والاخلاق، والإنسانية،، لذلك على  جميع  الحراكات السياسية، والمدنية، أن تقوم بالواجب بالمساندة، وذلك من أجل المشاركة في حرب الأمة التي تخوضها فصائل المقاومة العظيمة، وقد دخلت التاريخ  العربي، والعالمي من ابوابها الأمامية، ويشاركها في ذلك كل حر في هذه الأمة، وفي غيرها في هذا العصر، وهي مقاومات عربية، واسلامية، وعالمية، و من اشرب قوى الثورة العربية التي أنتشلت الأمة من مجرمي العصر، وسفلته بهذه التي أرادوها حربا ظالمة كونية…

ولعمري، إن الجهاد فيها، لهو عند الله تعالى من  أعظم التضحيات، وأكثرها أصالة لمبادئ الدعوة الربانية، والشرف، والكرامة الإنسانية، ومن لم  يشارك في صد العدوان الصهيوني،، هو من ” خوالف” هذا العصر، وهو ملعون، وفاقد للوعي المتنور، لأنه من اتباع المغضوب عليهم، والضالين من صهاينة اليهود…

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122