ماذا يقبل من مداخلات الدكتور حماه الله؟٨
ربما يوافقني البعض على القول، إن هذا التوصيف الوارد في خطابه عن المرحلة الاستعمارية، كان صائبا جدا... ولعله احسن ما قاله الدكتورحماه الله في فهمه لتاريخ الاحتلال الفرنسي المباشر لبلادنا منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى الاستقلال..
و الظواهر التي عرضها الدكتور عن دور المحتل التخريبي في تفكيك العلاقات الاجتماعية، وتهميش دور الفرد، وتوظيف وحدة المجتمع، والذهاب بها جميعا في اتجاه تغييبي عن الحضور الفاعل للمشاركة في التحديث، للانتقال من التخلف الى التقدم...
وبعد اكثر من ستين عاما، فلا زال كل من الخطاب السياسي، والخطاب العلمي، والخطاب الديني الوعظي .. يراوح في المرحلة الصفرية، مرحلة الاحتلال المباشر، و"التكيف "معها..!
فماذا عن مرحلة" الاستعمار الجديد" ، كما اسماها " جان بول سارتر" في ستينيات القرن الماضي ؟
إن اختزال المرحلة الثانيةللأستعمار ،
وتضمينها في الأولى، إنما يلجأ - يلجؤ - إليه الكثير من الكتاب، ومن المتثاقفين، و الأكاديميين، عن قصد، ونية مخادعة، وذلك للهروب من مواجهة قوى المرحلة السديمية، وذلك دفاعا عن مصالحها في الفساد العام في الواقع المعيش..!
إن عهد الاستعمار الجديد، بنظمه السياسية - السابقة، والحالية، وربما اللاحقة - تداهن من طرف الألسنيين، لذلك لا حديث عن ملابسات " الملتبسة" في العلاقات القائمة بين النظم ، وبين " رؤوس شياطين القبيلة"، المستنسخة وظيفيا من البنين والبنات والأحفاد من الموالين للأنظمة السياسية في كل عهد في المرحلة الحالية، وتوظيف النظم لهم بالإخضاع، ترغيبا بالرشى، وتخويفا بقطع الأرزاق، غير أن هذا الواقع بما عليه، يستوجب الحديث عنه نظرا لتأثيره الاستلابي على قيم المجتمع، وحياة الفرد، والأسرة، والجماعات، وكذلك في مسيرة التحولات الاجتماعية.. وبذات الجرأة في الحديث عن الاحتلال الفرنسي قبل تسليمه إدارة البلاد لقادة المترجمين ...!
لعل الاسقاط، أو التعميم، والبحث عن المفاهيم في التراث السياسي - ابن خلدون - وفي الفكر السياسي المعاصر - مشيل فوكو - ، لهي من المحاولات الأولية في التعبير النخبوي عن فكر السياسي الباحث عن التحور إن امكنه ذلك، وعند الباحث الأكاديمي في مؤسساتنا العلمية في التوصيف، والاستقراء الناقص في التحليلات التي لا يستند فيها إلى رؤى ناقدة، لتؤطر الوعي من أجل التطلع للتغيير المحتوم الذي لا بد منه في مجتمعات اليوم التي تقودها القوى الحية - لا شيوخ القبائل - المتفاعلة مع الحاضر من اجل المستقبل المنشود، وتفعيل الوعي لأجيال المجتمع راهنا... وخلاف ذلك موجود باضعاف ما كنا نتوقع لمن ينبش في اوجاع الماضي، وارتدادات أمراضه الاجتماعية على الواقع، كما يفهم من خطاب الدكتور حماه الله الذي يشكر على فهمه القيم في خطابه المقيد - افتراضا - بالوظيفة في المؤسسات التعليمية تحت الرقابة الأمنية...
لكن أليس الوعي الجمعي، يحتاج الى متنورين، اكثر التزاما، واستعدادا لتحمل المسؤولية، والتبعات من الذين اكتفوا بالوقوف في "مكانك در" لتجميع : المصطلحات، والتحليلات الغائمة، والمناسباتية في ندوة، او موسم ثقافي ممول من طرف إمارة الشارقة مشكورة،، أو من طرف مؤتمر آثم لتمرير اخطبوط" الإبراهيمية" الوثنية؟
إشيب ولد أباتي