زارنا ذات مرة الفنان الكبير سيد امحمد ولد احمد لوله، ولم يكن معه تيدينته، ذات الإيقاع الشجي، وبينما هو معنا أثناء جلسة الشاي إذ دخل علينا طفل صغير يحمل علبة 2 ليتر من زيت محرك السيارات، وقد أحكم عليها عودا "جلفه" ثم شد على "الجلفه" خيطا من البلاستيك (عصبه) فأخذ سيد امحمد منه العلبة، وقال: "آن نعرف اعييت انروغ أژوان اعل عصبتين".
كان الخيط طويلا، فقد فضل منه كثير بعد الذي تم شده على العلبة، وقد طُوِي ما فضل منه ورُد بعضه على بعض.
أحكم سيد امحمد شد الخيط على "الجلفه"، ثم قام ببسط ما طُوي منه، وأرجعه ــ وقد شده أيضا ــ حتى عمل وترين محكمين بإتقان.
ولكي يكون هناك فراغ بين "الجلفه" وبين الوترين، بأن لا يكونا ملتصقين بها ــ وهو ما يمنع صدور الصوت ــ فقد أدخل سيد امحمد "امحاره" بين "الجلفه" و "العصبه" من جانب، وأدخل بطارية مصباح (اعمارت ظوايه) بينهما من جانب آخر، وطفق يعزف من "كر" حتى وصل "بيكي" بطريقة محمكة، وقد انتشى الحاضرون وبلغ منهم الطرب والإعجاب كل مبلغ، فلما بلغ "بيـﯕـي" وقد أوشك على الانتهاء قلت:
زين اخبيطكْ ماهِ تفْتاتْ
ؤُ كافِ ذَ لخبيط المَتقونْ
في امْحارَ وافْجلفَ وافْباتْ
ريَّ وافْعصْبَ وافْبَيْدُونْ