يحكى أن رجلا عاقلا و رشيدا جاء إلى اليمن حاكما وأحبه الناس وكرهوا أن يغادرهم، فقال أحدهم: قيِّدوه.. فبادروا و زوَّجوهُ من إحدى بنات صنعاء.. وعلى هذا المنوال، روى لي أحد الأصدقاء قصة حدثت مع أحد المعلمين في قرية نائية من قرانا الريفية لا يأتيها معلم إلا وغادرها بعيدا مسرعا لصعوبة أحوالها. وفي يوم من الأيام، جاءها حاكم المقاطعة ورئيس المركز الإداري التابعة له ومدير التعليم الجهوي ومعهم معلم. اجتمع الوفدُ بأهل القرية، وقال الحاكم: "جئناكم بهذا المعلم.. قَيِّدوه حتى لا يغادركم"!
استبشر المعلم وتفاءل خيرا، وقضى يومه ذاك في حالة عجيبة من الحماسة والزهو بالنفس.. لا يكاد يصدق ما سمعت أذناه. ولا يكاد يخفي فرحته. ظل يفكّر في نِعم الله وكرمه بما وهبه زوجة في هذه البقعة النائية بلا ميعاد ولا كلفة. و بدأ يستعد للحفل. أخذ حماما دافئا وحلق الشارب واللحية.. وتعطّر وحدّق في المرآة يسألها بأي ثوب من الأثواب يلقاها؟ ولكن القرية - خلافًا لصنعاء - فهمت الكلام على ظاهره. فما إن توارت الشمس عند الأصيل حتى انتفض رجالها بحبال "اشماندير" لتنفيذ أوامر الحاكم. ونجا المعلم بأعجوبة. ههه
الأخذ بظاهر الكلام .. مشكلة.
تذكرت هذه القصة البارحة أثناء قراءة منشور لطيف جدا لصديقتنا الرائعة Eddehma Rim صاحبة القلم الذهبي .