من قصص المراثي... / إكس سيدى محمد

2023-01-30 10:11:04

حين توفي العلامة الرباني لمرابط محمد سالم ولد ألما، راح العلامة المؤرخ المختار ولد حامد إلى تندگسمي معزيا، ويبدو أن المختار كتب أبياتا من وحي المصاب جاءته عفو الخاطر فكتبها في ورقة.

وفي سمر مع صديقة العلامة محمذن الشفيع ولد المحبوبي -وكان خليلا له- سلمه الورقة التي بها الأبيات، فأرجع إليه الشفيع الورقة قائلا: لمرابط ما يِرتثَ بابْبَيْتَاتْ من الخفيف !!

وضع المختار الورقة في جيبه، وطوى ذلك الدجى إلى وادي عبقر..

وفي الصباح سلم المختار هذه القصيدة لخليله الشفيع.. 

 يقول العلامة المؤرخ المختار ولد حامدٌ في رثاء العلامة لمرابط محمد سالم ولد ألما:

حنوا علينا فسلّونا وعَزّونا :: إن كان فيكم خَليٌ ليس مَحزونا

ولا أظنُ خليًا منكم أحدًا  :: ولا أراهُ بهذا القُطرِ مظنونا 

ولّى الذي كان مَمنونًا عليه به  :: وكان مِمّنْ لصرح الدين يبنونا 

يا ثلمةَ الدين يا لهفَى ويا أسفَى  :: لكننا لقضاءِ الله لَيْنُونَا 

فصابرونَ و إن جلّت مصيبتُنا :: راجُونَ بالصبر أجرًا ليس ممنونا

في رحمةِ الله في رَوضاتِ جنتِه  :: فلْيَثوِ حيثُ ثوَى قومٌ سعِيدُونا 

ولْتَجْرِ من حَرِّ فقدِ الشيخ أدمعُنا  :: حتى تفيض بها الفيح الأحرّونا 

وَلْيَبكِه مسجدٌ قد كان يعمرُه  :: يَصطفّ من خلفِه فيه المصلّونا 

يَؤمُهم فيقيمونَ الصلاةَ لدَى  :: ذاك المصلى الذى فيه يُقِيمُونا 

وجهَ النهار وفي دجى الظلام فهم  :: إما يصلون فيه أو يقومونا 

يُسبّحونَ بحمدِ الله في مَلأٍ  :: زَيدوهُ يَدعونَ والهِنداتٌ يَدعونا 

ولْتَبكِ مدرسةٌ يُقرَى ويُقرَأ ما  :: يَبغي الغريبونَ فيها والقريبونا 

يَسترشدونَ فيهديهم ويُرشدهم  :: منهم رشيدًا ومَهديًا ومأمونا  

بالقول يوقظهم بالحال يُنهضهم  :: حتى غَدَوْا أمةً بالحق يَهدُونا 

تَضلّعوا من علوم الدين عن ثقةٍ  :: قَلَّ النظيرُ له في هذه الدّونَا 

آلَى على نفسه مذ بَدءِ نشأته  :: أن لا يغادرَ مندوبًا ومسنونا

وأن تكونَ مَقاماتُ اليقين حُلًى :: في صدره جوهرًا في القلب مكنونا 

وأن يكونَ كتابُ الله جَلّ له  :: وردًا وحزبًا ودستورا وقانونا 

كان الجنيدُ وكان الأصبحيُ ومن  :: قد اهتدَى بهُداهُ الأشعريونا 

أكفاءَه وابنُ رشدٍ إن نزلت به  :: وحبرُ طرطوشة وحبرُ مازونا 

إنْ لم يكنْ فوقَهم أو فوقَ ذاكَ فما :: كان الفقيدُ محمدْ سالمٌ دونا 

بَلْهَ ابنَ حمدونَ أو بَلهَ ابنَ عاشرَ أو  :: بَلهَ الرهونيَ بلهَ الشيخَ گنّونا 

لا شك في أنه في العلم بذّهم :: بما يَبُذّ المصلينَ المجلُونا 

وراجحٌ هوَّ إن قٌمنا نعادلُه :: بمثلهم مع أيٍ كان موزونا 

يا قادةً صبرُنا فرعٌ لصبرهم  :: وسادةً بهمُ نحنُ المَسُودُونا 

حاولتُ بِكرًا فما لانَتْ مَقادَتُها :: وذِي بُضيعةٌ مما يزجّونا 

كأنما الشيخُ يَعنِيها بقولتِه :: فإيسِ رازٍ وإيسٍ ليس مرزونا 

زُفت إليكم عَوانًا نَشرُ فضلكمُ  :: مَهرٌ لها فعسى أن تقبلوا العُونا 

لَوْ لُكتُها قبلَ هذا اليوم لانهَضمت :: لكنني رجلٌ تَحدُوهُ سبعونا 

ما كان من عجر فيها ومن بجر ؛؛ فهي الهدايا بقدر اللائي يهدونا 

ها نحن نرثي فما راثٍ يرق لنا  :: وهل يحن علينا من يحنونا 

بالأمس كنا وما تُخشى جهالتنا  :: واليوم نحن على نحو ابنِ زيدونا 

إن لم يَقُدنا اليداليون قادتُنا  :: فطالما للهُدَى بالعلم قادُونا 

لا زال فينا إمامٌ منهمٌ فهُمُ  :: زينُ النوادى وأواهونَ بَرّونا 

ولا عدمنا بنى محبوبنا وبنى  :: حِمّينَّ وافتحْ وشَدِّدْ هذه النّونا 

والتاهُ فيه لنا من شيخنا خلفٌ  ::  فهو المجلي إذا جلّ الأجلونا 

وفي محمذنا فالًا وقومهما  :: فهم ببيت الحماسيِ الأحقونا 

"إن تُبتَدَر غايةٌ يوما لمكرمةٍ  :: تلقى السوابق منهم والمصلونا "

امْنُنْ علينا بمدٍ في حياتِهما  :: يامن مَننتَ على موسى وهارونا 

آمينَ ياربنا وصلينَ على  :: طه المقفى ومن إياهُ يَقفونا

كامل الود

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122