دماجه وما أدريك ما دماجه امرأة ولا ككل النساء إعرابية أخرها الله تركب الراحلة وتنوش الإبل وتحلبها وتتصدق بألبانها على الفقراء والمساكين وتكرم الضيف وابن السبيل
عاشت دماجه مثل الحكيم ديلول تماما منتجعة بقطيعها من الإبل بين وهاد انشيري وكثبان آكنيتير وتلال امكرز وسهل آفطوط لا تكاد تلقي عصى التسيار والعجيب أنها ماتت في نفس المنطقة التي مات فيها ديلول إذ يقال أنه دفن في اطويله اوفي بحجرة ازبد أما دماجه فقد توفيت بمدنة اطاف ودفنت بها سنة ١٩٨٦ رحمهالله.
قبل يوم من وفاتها غادرت"كسبها" حيث كنت أقضي عطلة أنا وصديقي الدبلوماسي عبد الله ول سيد أمين سليل العالم الجليل الشيخ محمد المامي رحمه الله بحثا عن الماء الذي نفد عندنا حتى اضطررنا لإقامة الشاي باللبن وعدنا لنجد أنها قد توفيت رحمها الله بسبب نوبة قلبية.
عاشت دماجة امراة محبة للخير حسنة الاخلاق ودودة ذات خبرة ومهارة بالابل وقد تميزت انها من بين النساء كسرت احتكار الرجال لركوب الرواحل والنوش وحلب النوق وكانت فصيحة اللسان جزلة اللغة تختزن ذاكرتها مفردات لم تعد مستعملة لا في الحسانية ولا حتي في الفصحي .
سمعتها تتحدث مرة قالت ذهبت للبحث عن بعير "" شفت اوراث متعلك اف حكف العلب ادفكت متحاد بال ولين شافن لط "" اي شاهدت البعير متعلقا بحقف الكثيب فتدفقت نحوه فتحادبت له فلط اي لصق بالأرض كما في القاموس.
ومن النكت التي تحكي عنها وتبرز عبقريتها في النوش انها كانت تطارد جملا شرودا فقالت يمرابطي: " أحمد بزيد و رديفو لكويدسي " فلما تمكنت من الإمساك بذنبه قالت : يمرابطي احمد بزيد " زازك عارو" اي دعه لي الان .
وسمعت خالي الفقيه الجليل عبد الرحمن بن عمر بن ميح رحمه الله يقول اجتمع الناس في "حصرة " دعى لها المستعمر فاغتنمت دماجه اجتماع الرعاة وأرادت ان تختبر مهارتهم في الابل فسألتهم ما هو دواء الجمل اذا عض "" كلكوشته "" فأجاب كل واحد بما يعرف فقالت لهم مات الذي كان يعرف الابل دواؤه "" اتولتيم ""
رحم الله سيدة نساء الرعاة المرأة الكريمة دماجه منت ارحيل دفينة مدنة أطاف.