بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر القومي – الاسلامي
الرباط في 12-3-2021
أب القومية العربية المعاصرة في ذمة الله
الدكتور خير الدين حسيب، كيف يمكن لي رثاؤك وكيف لي أن أنعيك إلى أمة كنت نجمها الساطع؟ ماذا يمكنني أن أقول لأبناء هذه الأمة المخلصين الصادقين الذين أحببتهم وأحبوك والذين أفنيت عمرك في خدمتهم وفي خدمة قضاياهم العادلة؟ ماذا أقول وقد صدق العزيز أبو ربيع، أطال الله عمره ، عندما قال عنك " أب القومية العربية المعاصرة "، في حين قال العديدون بأنك '' أمة في رجل".
فقيدنا الغالي، تعلمنا منك الكثير، وأنت الذي قدت سفينة تجسيد المفهوم المعاصر للقومية العربية، وجسدت كل معاني الصبر والثبات وأنت تعمل، مع رفاقك المخلصين، على بناء آليات تحقيق الوحدة التي آمنت بها وبضرورتها من أجل نهوض الأمة وقدرتها على مجابهة الصعاب، فكان مركز دراسات الوحدة العربية، وكان المؤتمر القومي العربي، وكان المؤتمر القومي – الإسلامي، والذي جاء تجسيداً لإيمانك العميق بحتمية الحوار بين مكونات الأمة الأساس، وكان المؤتمر العام للأحزاب العربية، وكانت المؤسسات القومية المتخصصة، وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وكان المشروع النهضوي العربي... وكانت الندوات واللقاءات والجلسات التي تهدف إلى دراسة أساليب البناء، وكانت الجرأة والصراحة في طرح القضايا وبحثها، أياً كان المخاطب . وكان الزخم الكبير والمسار الطويل المليء بالمنجزات وبالدروس والعبر.
فقيدنا العزيز الغالي، أعرف أن ملايين محبيك قد كلموا وصدموا وتألموا وحزنوا لغيابك عنا وعنهم. وأعرف مقدار الحزن الذي يعم أقطارنا العربية بسبب فراقك. لكني أعرف أن عزاء أمتنا في فقدانك هو ما ترثه عنك من ثروة لا تضاهى من العطاء والفكر والثقافة والمؤسسات والبوصلة التي لا تتزحزح، ومن الإيمان العميق بالنصر... وختاماً لله ما أعطى ولله ما أخذ.
إنا لله وإنا إليه راجعون
المنسق العام للمؤتمر القومي-الاسلامي
خالد السفياني