بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وعلى آل محمد.
هذه دالية الألغاز المستجدة جرَّاء وباء "كورونا" أجارنا الله وإياكم منه:
.
صلاتي على طه سنا العز والمجد == وحمدي لمولانا المهيمن ذي الحمد
وبعدُ فذا "كورون" يبدي عجائبا === من الغاز فقه نظمها ازدان في عقد
ففيه رضاع لا يفيد تصافحا == ولو بشهود في الرضاع على دعد
ودع فرجة في الصف لا تسع نحوها === لسد فالاوْلى تركُها دونما سد
ولا كره في ستر المصلي لأنفه == بثوب ففيه أنفَك الدهرَ لا تبدي
وجوزَ فيه الطهرَ قومٌ لمحدث == على أثؤُب شُدت عليه بلا حد
وجاز به بيع لدى وقت جمعة == فبيع إمام فيه يلفى بلا نقد
وليس لبعل مات غسلُ هديه == فليس لها إلا الترحمُ عن بعد
ولم يستفد فيه المزكِّي بخُلطة == فخلطتُه بين الشريكين لا تجدي
وذا بعلُ خود غيرُ مُولٍ بطهرها == يهاب مسيسَ الكف منها أو الزند
وتعقيمُ راجي النسل قبل بنائه == لدى العقد مما يستجاد لدى العقد
وحجر رشيد بالغ من وليه == ومن أجنبيِّ جاءنا عن أُولي رشد
ولكنه في البيع ما إن لحاجر == عليه سبيلٌ فهو يمضي بلا رد
وللحجَر التقبيلُ في الحج منتف == ولو نلتَه بالقرب من دونما جهد
إلاهي أزله عن بلادك عاجلا == وأبدله بالتوفيق واليمن والرشد.
القائل صاحب الصفحة محمد سالم بن محمد الامين بن النيه الهاشمي اليعقوبي اليدامي
=====
بعدما نشرت هذه الكلمة أرسلتها إلى الإمام العلامة الشيخ محمد الحسن بن الددو، منتظرا منه ملاحظاته عليها، فطالعني بهذه القطعة الرائعة التي تتنازعها العذوبة والجزالة والسلاسة، فتبارك الله أحسن الخالقين. فكانت لهذا المنشور وساما ذهبيا ووشاحا لؤلؤيا، يبأى به ويفخر، والحمد لله رب العالمين.
والقطعة هي:
جزى الله مُهدي الدر و المسكِ و الورد* و من هو في الأهلين واسطةُ العقد*
و جلدةُ بين العين و الأنف سالمٌ == مكينٌ أمينٌ في مكانته عندي*
بدالية الألغاز جلَّى همومَنا* == و أسعدَنا بالوصل في طالع السعد*
بتكميلِ ما أبداهُ في البدءِ ببَّها* == ليبقى على ذكرٍ قريب على البعد*
و يُحيي اجتهادا بالتِّناوةٍ قد غدا* == يباباً كدورٍ بالأبيترِ من دعْدِ
نقلا عن صفحة الشاعر العلامة محمد سالم ولد النيه