سعيا إلى طمأنة جميع الموريتانيين على أبنائهم فى الولايات المتحدة، وخاصة فى ولاية نيويورك، التى تعتبر هذه الأيام أكبر معقل لانتشار وفتك وباء كورونا، ولاستجلاء ما يجرى هناك، أجرت وكالة الرائد الإخبارية مقابلة مع الدكتور والسياسي البارز السيد عبد الله العتيق ولد اياهى المتواجد الآن فى نيويورك، والتى يوجد بها منذ نهاية الانتخابات الرئاسية الموريتانية 2019م. وهذا نص المقابلة:
.س: ماذا عن ظروفكم الصحية. وكيف حال الجالية الموريتانية فى نيويورك؟؟
ج: بسم الله الرحمن الرحيم .... أود فى البداية أن أشكر القاائمين على موقع الرائد على اهتمامه الدائم بنا وبحال الجالية. وللاجابة على سؤالكم أقول إنني بخير ولله الحمد أنا والإبن ابراهيم الخليل، وكذا أفراد الجالية هنا "فالكل بخير ولله الحمد".
نحن هنا فى شقة مغلقة منذ شهر، عانينا بعض الظروف الصحية العادية (نوبات برد) وأخذنا بعض الأدوية من الصيدليات، المستشفيات غير متوفرة وموبوءة ولا يمكن الوصول إليها.. الأمور كانت صعبة جدا.
ومنذ أيام ولله الحمد بدأت الظروف تتحسن شيئا ما .. استطعنا أن نصل إلى السوق لشراء حوائجنا. واتصلنا ببعض الإخوة هنا للاطمئنان على صحتهم . وأؤكد لكم أن جميع الموريتانيين فى الولايات المتحدة بخير... لم تكن هناك إصابات خطيرة.. ربما كانت هناك إصابات طفيفة وتماثل أهلها للشفاء وهذه حقيقة لا مجاملة. "الموريتانيون هنا بخير".
س: ما الذى جعلكم تهاجرون إلى أمريكا؟؟؟
ج: أنا كما تعلم تعرضت لمضايقات عنيفة من طرف السلطات الحاكمة، كان من تجلياتها منعي من الترشح للرئاسة 2019 وبعد تلك الانتخابات قررت التقدم بطلب اللجوء السياسي وحصلت عليه وجئت هنا للولايات المتحدة لعدة أغراض منها أخذ قسط من الراحة (استراحة محارب) ولأجراء دورات فى اللغة الإنكليزية، ثم الاتصال بالدوائر الدولية هنا كمجلس الأمن والأمم المتحدة. وقد تقدمت بعريضة إلى الأمين العام تتحدث عن وضع القارة الإفريقية وما تعانيه من بؤس واضطهاد وغبن.
كما تقدمت بطلب عقد دورة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة تناقش وضع الشباب فى موريتانيا والقارة الإفريقية. هذه الشريحة التى يجب أن تكون على رأس أولويات المشاريع التنموية.
أما بخصوص لقاء بعض السياسيين الأمريكيين فلم أسع إليه بعد على الرغم من أن الأبواب هنا مفتوحة أمام كل الآراء.
س: ابتعادكم عن المشهد السياسي الوطني هل يعنى أنكم تخليتم عن طموحاتكم السياسية؟؟
ج: لا أبدا... أنا ما زلت مصرا على قيادة موريتانيا وإقامة دولة العدل والمساواة.. أنا كما قلت آنفا جئت هنا لترتيب الأوراق، ولتوسيع شبكة العلاقات وتوطيدها.. التقيت هنا بمختلف الفاعلين فى الجالية الموريتانية وناقشنا أوضاع البلد وخاصة وضع الفقراء والمهمشين فى مثلث الفقر وغيره ونسعى فى هذا الجانب إلى إنشاء صندوق دعم يكون سندا وعونا لؤلائك الفقراء والمهمشين.
زد على ذلك أنني وصلت إلى قناعة بأن الأحزاب المعارضة التقليدية لا يعول عليها فى التغيير. وبناء على ذلك ربطت صلات بالقوى الحية فى البلد من شباب وأصحاب رأي وفاعلين اجتماعيين تمهيدا لإنشاء حزب سياسي نرشح من خلاله للانتخابات المحلية والتشريعية ويكون رافعة قوية فى خوضنا لمعمعان الانتخابات الرئاسية المقبلة بحول الله.
باختصار أنا لم أغب عن المشهد السياسي الوطنيي وإن كنت ابتعدت قليلا فى الآونة الأخيرة عن الوسائط الإعلامية لانشغالاتي الشخصية.
س: هل ترون أن وباء كورونا سيغير الخريطة السياسية العالمية؟
ج: بالتأكيد هذا الوباء هد عروشا وأسقط امبراطوريات الاستكبار. وكشف أن العالم بأسره لا حول له ولا قوة .. فالعظمة والكبرياء لله.
هذا الوباء ابتلاء من الله لعباده يقول تعالى: "ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون" . ونحن كمسلمين علينا أن نلتقط الإشارة وأن نعود إلى خالقنا ورازقنا وأن تنوب إليه. وأن نتوكل إليه مع الأخذ بالأسباب وخاصة جانب النظافة.
إن على الدولة أن تكثف من حملات التوعية وأن تجند الآلاف من الشباب لنشر ثقافة النظافة فى مختلف أرجاء الوطن وخاصة فى الأحياء الشعبية. فالقضاء على مثل هذا الوباء مرتبط بنظافة البيوت والأسطح والطرقات. "نظفوا أماكنكم يرحمكم الله".
س: ما هي الرسالة التى يود الدكتور عبد الله العتيق إيصالها إلى زملائه وأحبابه فى موريتانيا هذه الأيام؟؟
ج: رسالة مختصرة وهي أن علينا فى هذا الظرف أن نتناسى خلافاتنا وحساسياتنا، وأن نوحد جهودنا ونتكاتف من أجل بقاء كياننا. وأن نضرع إلى الله أن ينجينا وينجى المسلمين من ويلات هذه العاصفة.
وكالة الرائد: نشكركم.
أجرى الحوار أفلواط / الداهى