التصوف وأهميته فى حياة الفرد والمجتمع عنوان محاضرة بالثقافي المغربي

2018-05-08 16:57:00

ألقى الدكتور محمد الحنفي ولد دهاه  أستاذ الفكر والحضارة الإسلامية بكلية الآداب - جامعة نواكشوط مساء اليوم محاضرة فى قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي المغربي فى نواكشوط  تحدث فيها عن التصوف وأهميته فى حياة الفرد والمجتمع.

. .

المحاضرة جرت تحت إشراف مدير المركز السيد جواد رحموني، وبحضور نخبة من كبار المثقفين ورجال التصوف، إضافة إلى جمهور المركز.

الدكتور حنفي استهل عرضه  بتقديم لمحة تاريخية عن الحقبة التى ظهر فيها التصوف، مضيفا "سيكون كلامنا أولا على حد التصوف بما يحصل به تصوره، ثم على موضوعه، ليتم له الامتياز عن غيره، ثم نتبع ذلك بالكلام على مستمده وحكمه الشرعي، ثم بيان مسائله وفضيلته، ثم فى حقيقته وأركانه القائم عليها، ثم على أهميته فى حياة الفرد والمجتمع وخاصة فى وقتنا الحاضر".

وفى حديثه عن حد التصوف واشتقاقه أكد المحاضر أن هناك اختلافا فى اشتقاق لفظ "التصوف" وأن أهم التفسيرات خمسة هي:

- أنه من الصوفة لأن المتصف بهذا الإسم يكون مع الله كالصوفة المطروحة لا تدبير، وقد آثر التواضع والذلة وسقوط القدر مثلها.

- من صوفة القفا للينها. فالصوفي لين هين كهي.

- أنه من الصفة إذ جملته اتصاف بالمحامد، وترك الأوصاف المذمومة.

- أنه من الصفاء لأنه مقام الصوفية، وصُحح هذا القول وإن كان الاشتقاق لا يساعده.

- أنه من الصُفًة وهي مظلة فى المسجد النبوي، كانت مأوى الفقراء المتجردين لأن الصوفي تابع لهم فيما أثبت الله لهم من الوصف حيث قال جل من قائل: "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه". غير أنه لو كان منه لقيل تصفًف كما يقال تمعدد إذا اعتزى لمعد.

وأضاف "وحقيقة التصوف تظهر مما ذكرنا فى أوصاف أهله، ولكن لاختلاف مشاربهم عبر عنه كل بما يوافق مقامه.

فقيل: "هو أن يميتك الحق عنك ويحييك به" وهو رأي أبي القاسم الجنيد رضي الله عنه. ومعناه استقامة العبودية بأن يفنى مراد العبد فى مراد ربه وعلمه فى علمه حتى لا تبقى إلا عبودية تعلقت بربوبية، وربوبية تولت عبودية، وهذا مقام رفيع وهو الذى طلبه أبو يزيد حين قال: "أريد أن لا أريد".

وقيل الدخول فى كل خلق سني والخروج من كل خلق دني.

وقيل هو أن لا تملك شيئا ولا يملكك شيئ.

وقيل: استرسال النفس مع الله على ما يريد

وقال شيخنا التجاني رضي الله عنه: التصوف هو امثال الأمر واجتناب النهي من يرضى لا من حيث ترضى.

وقيل التصوف مبني على ثلاث: التمسك بالفقر والافتقار، والتحقق بالبذل والإيثار، وترك التدبير والاختيار."

المحاضرة تطرقت لأقسام التصوف وموضوعه واستمداده وحقيقته وأركانه وحكمه الشرعي ومسائله لتصل إلى ثمرته وأهميته فى حياة الفرد والمجتمع.

وسنوافيكم بنصها كاملا بحول الله فى الساعات القادمة

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122