المعارضة والموالاة بصدد الاتفاق على ولاية خامسة لبوتفليقه

2018-04-16 04:03:00

«القدس العربي»: عاد موضوع ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ولاية رئاسية خامسة ليحتل صدارة الحدث السياسي بعد انتهاء أيام الحداد الثلاثة على أرواح ضحايا الطائرة العسكرية التي سقطت الأربعاء الماضي بالقرب من القاعدة الجوية ببوفاريك غربي العاصمة، خاصة وأن الجزائريين كانوا على موعد مع مؤتمر صحافي لرئيس الوزراء أحمد أويحيى الذي لم يتكلم منذ فترة طويلة، وكان من الطبيعي أن يكون موضوع ترشح الرئيس بوتفليقة إلى ولاية خامسة من عدمه من ضمن الأسئلة المطروحة على المسؤول الأول عن الحكومة، فضلا عن المحاضرة التي ذهب سعيد سعدي الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ليلقيها في مونتريال بكندا، والتي كانت موضوع «الخامسة» حاضراً فيها بقوة.

.

وكان أحمد أويحيى قد عقد السبت مؤتمراً صحافياً لعرض حصيلة حكومته خلال الستة أشهر الماضية، في سابقة غريبة، على اعتبار أن أويحيى الذي تولى رئاسة وقيادة الحكومة عدة مرات، ومن سبقوه وخلفوه خلال التسع عشرة سنة الماضية لم يعرضوا حصيلتهم على البرلمان، رغم أن الدستور ينص على ذلك، بل إنه لما غضب عليه وأقيل سنة 2006 بطريقة مهينة منع من البرلمان نفسه من تقديم حصيلة عمل حكومته، ويتذكر البعض ربما تصريح رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني آنذاك العياشي دعدوعة الذي هدد بسحب الثقة من الحكومة، إن حاول أويحيى تقديم حصيلة عمل حكومته، وفعلاً غادر «سي أحمد» قصر الدكتور سعدان ( مقر رئاسة الحكومة) من دون أن يتمكن من عرض حصيلة عمل حكومته، وعاد لرئاسة الحكومة سنة 2008 وغادرها في 2012 مرة أخرى من دون أن يقوم بعرض حصيلة حكومته، وكذلك الأمر بالنسبة لعبد المالك سلال وعبد المجيد تبون اللذين جاءا بعده، حتى وإن كان تبون لم يعمر طويلا ولم تكن له أية حصيلة ليعرضها.

ولما طرح عليه السؤال بخصوص ترشح الرئيس بوتفليقة إلى ولاية خامسة، حاول أن يمسك العصا من الوسط، فلا هو استطاع أو أراد الاندفاع مثل غريمه حزب جبهة التحرير الوطني الذي شكّل لجنة لإحصاء «إنجازت الرئيس» قبل أن يدعو صراحة الرئيس بوتفليقة إلى الترشح لولاية خامسة، ولا كان قادراً على أن يقول إنه لا يساند الولاية الخامسة، ولا حتى أن يفعل مثلما فعل سنة 2008، عندما قال إنه لا يمكن أن يساند ترشح الرئيس بوتفليقة إلى ولاية ثالثة، ما لم يعلن هو بنفسه أنه مرشح، ولكنه وجد نفسه مضطراً لمناقضة نفسه والإعلان عن دعمه ودعم حزبه

( التجمع الوطني الديمقراطي) لترشيح بوتفليقة إلى ولاية ثالثة، وحتى قبل أن يعلن بوتفليقة أنه مرشح لتلك الانتخابات التي أُجريت في 2009، في هذه المرة اكتفى أويحيى بالقول إنه سيكون سعيداً إن ترشح الرئيس بوتفليقة مجدداً في 2019، ولكنه عاد ليقول إنه مازالت تفصلنا أيام عن 17 أبريل/ نيسان، وعند بلوغ ذلك اليوم سيشرع الرئيس في سنته الخامسة من ولايته الرابعة، داعيا الجميع إلى ترك الرئيس يؤدي مهامه بشكل عادي، وأن 2019 مازال بعيداً.

على جانب آخر وعلى بعد آلاف الكيلومترات كان موضوع الولاية الخامسة حاضراً في ندوة في مونتريـال الكندية أشرف عليها سعيد سعدي الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بخصوص موضوع الهجرة والجزائريين المقيمين في المهجر وكيفية الاستفادة منهم، ورغم أن سـعدي حاول إعطاء إضـاءات وتصـورات حول الموضوع من منطلق تجربته السياسية الطويلة، واحتكاكه بالسلطة وبرجالاتها خلال عقود من الزمن، إلا أن الوضع السياسي القائم في البلاد سرعان ما تداركه من خلال الأسئلة التي طرحت عليه من الحضور بخصوص ما يتم تداوله عن ترشح بوتفليقة إلى فترة رئاسية خامسة.

واعتبر ما نقله موقع «كل شيء عن الجزائر» أن ترشح الرئيس بوتفليقة إلى «الخامسة» مسألة محسومة إلا إذا وقعت معجزة، وأنه لا يجب أن نكذب على أنفسنا بتوقع سيناريو مختلف، مشيراً إلى أن الذين يعتقدون أن ترشح الرئيس مجدداً مسألة صعبة، بالنظر إلى وضعه الصحي ينسون أو يتناسون أن الرئيس كان في وضع صحي مشابه سنة 2014، ولم يمنعه ذلك من الترشح والحصول على فترة رئاسية رابعة، فما الذي يمنع من تكرار ذلك سنة 2019.

وأوضح سعدي أن البقاء رهن أجندة انتخابية خطأ استراتيجي، لأن الجزائر ليس لديها مشكل في البرامج، أو أن لديها مشكل في الأحزاب السياسية، بل إن البلاد تعاني من أزمة أساسية تتعلق ببناء الدولة، وأنه إذا لم يعاد النظر في كل شيء، فإن خطر انفجار داخلي هو أكثر من قائم، وأن أن الذين يعتقدون أن الخطر آن من منطقة القبائل فقط واهمون، مشدداً على أنه قام بجولة إلى الجنوب من وادي ميزاب إلى تامنراست، فوجد أن هناك حالة من الغليان، وأن الوضع هناك لا يبعث على الارتياح، وأنه من الخطأ الاعتقاد أننا نعيش في بلد عادي مقبل على انتخابات رئاسية.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122