تزامنا مع اليوم العالمي للمراأة، أعلن المركز الثقافي المغربي بنواكشوط مساء اليوم عن إنشاء أول صالون أدبي موريتاني، يضم كوكبة من الكاتبات والشاعرات والإعلاميات والفنانات الموريتانيات من بينهن الدكتورة والشاعرة المعروفة باتً بيت البرا والدكتورة والروائية تربه بنت عمار والفنانة الشهيرة المعلومة بنت الميداح وغيرهن .
.
حفل انطلاقة أنشطة الصالون، الذى حضرته حرم القائم بالأعمال فى السفارة المغربية
السيدة سمية البوغافرية وهي كاتبة وقاصة لها أعمال أدبية متنوعة، تحدثت فى بدايته الإعلامية فاطمة بنت محمد فال حيث أعربت فيها عن تقدير وتثمين المبادرة الكريمة التى قام بها مدير المركز السيد جواد رحموني والمتمثلة فى إنشاء هذا الصالون الأول من نوعه فى موريتانيا، مضيفة أنها وزميلاتها يقدرن عاليا الجهود الجبارة التى ما فتئ المركز الثقافي المغربي يقدمها للثقافة فى موريتانيا بشكل عام وللإنتاج الثقافي النسوي بشكل خاص.
واستعرضت بنت محمد فال برنامج ندوة الانطلاق مبرزة أنه يتضمن كلمة المركز التى سيلقيها مديره السيد جواد رحموني، بعد ذلك تبدأ المحَاضرة الرسيمة تلقيها الدكتورة والشاعرة باتً بنت البرا على أن تختتم الندوة بمداخلات ونقاشات من طرف الحاضرات.
مدير المركز ألقى كلمة قيمة رحب فى مستهلها بالحضور وهنأهن بمناسبة عيدهن معلنا عن إنشاء الصالون . وجاء فى كلمته :
"تزامنا مع العيد الدولي والوطني للمرأة يسهم المركز الثقافي المغربي فى نواكشوط بإنشاء صالون أدبي نسوي لأول مرة فى موريتانيا ستنعشه كوكبة من الأديبات والشاعرات الموريتانيات، وسيطهر هذا الصالون مدى قدرة المرأة الموريتانية على التعبير والإبداع من خلال بوحها شعرا ونثرا حاملا صورة من إثبات الذات وتصميما على مشاركة المرأة الموريتانية فى التنمية التى تشهدها البلاد فى جميع المجالات.
ستقدم هذه الندوة الشاعرة الكبيرة الدكتورة باتً بنت البرا ومن خلال مشاركتها التى ستكون من شقين : شق الشعر الفصيح وشق التبراع ، ويعتبر هذا اللون الأدبي الأخير صنيعة نسوية موريتانية نشأن فى حدود القرن التاسع عشر ميلادي تحت ظل الحريم وكبت المشاعر النسوية حيث أنتجت المرأة الموريتانية خصوصيتها التعبيرية من خلاله، فكان التعبير صدقا ومؤلما ومرهفا استطاعت به المرأة الموريتانية بعزيمتها القوية أن تجد لها مكانا وتلعب دورا فعالا إلى جانب الرجل فى بناء موريتانيا الغد.
هذا ما ستقدمه الرائدة باته بنت البرا من خلال تقديمها ورؤيتها كمنتجة ومستهلكة فى نفس الوقت.
سيفتح المجال لكل الحاضرات للنقاش وإبراز قدرة المرأة على التعبير والبوح...
ستتم مناقشة خطة العمل والمتمثلة فى البرامج والنشاطات التى سيعمل الصالون الأدبي النسوي على تنظيمها مستقبلا بتعاون مع المركز الثقافي المغربي بنواكشوط.
وبهذا تكون المرأة الموريتانية قد أعلنت ميلاد عهد جديد تحولت فيه من مستهلكة إلى مساهمة فى الإنتاج الوطني فى شتى مجالاته ، وهي بهذا تطمح إلى بناء موريتانيا، إلى جانب الرجل الموريتاني، أكثر تقدما ورقيا وازدهارا، حتى تنعم به الأجيال القادمة."
من بين من حضر حفل تأسيس الصالون وجوه نسوية شهيرة نذكر منها : الشاعرة باته بنت البرا، الدكتورة تربه بنت عمار، الأستاذة والكاتبة حواء بنت ميلود، الفنانة الشهيرة المعلومة بنت الميداح، الإعلامية فاطه بنت محمد فال، الإعلامية مريم بنت امود، الإعلامية فاطمه بنت محمد بيدو البرلمانية زينب بنت التقي، البرلمانية السالمه بنت أعمر شين، البرلمانية اللوله بنت زروق ، تغله بنت اعبيد الله الأستاذة الجامعية بنت ابيش، الأستاذة بنت سيدى ألمين... إلخ
أول أماسي الصالون انعشتها الشاعرة الكبيرة والدكتورة باتة بنت البراء من خلال محاضرة قدمتها عن الأدب النسوي بشقيه الفصيح وشعر (التبراع) كلون أدبي خاص بالمرأة الموريتانية استطاعت المرأة الموريتانية أن تنتجه كأسلوب للبوح والتعبير الصادق والمرهف في محيط اجتماعي يحرمُ المرأة من إظهار ميولها تجاه الرجل وانجذابها إليه.
بنت البراء اعتبرت أن لون "التبراع"، ليس مجرد جمل مقتصرة أو مقتضبة بسيطة المبنى، بقدرما هي احاسيس تحمل في طياتها هموم أمرأة ابتليت بوحشة فقدان الحبيب أو صعوبة الوصول إليه، كما انها وفي احايين كثيرة تزاوج بين جمال الطبيعة وأنس الخلاًن، وحب التملك لدى المرأة وخوفها على المحبوب الذي تطلقُ عليه "صفة" ما قصد التمويه ولو أن أغلب "البراعات" يفضلن حجب اسماءهن خوفاً من اغلال المجتمع، غير أن تلك القيود والإكراهات ـ تضيف ـ "لم تمنع المرأة الموريتانية من البوح والتعبير عن ما يخالجها وحتى إيصاله في صورة بديعية ملونة بالعفة والحياء والنقاء كذلك".