احتضنت قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي المغربي فى نواكشوط مساء اليوم أمسية ثقافية متميزة، تضمنت - إلى جانب المحاضرة الأسبوعية - الإعلان عن نتائج الدورة الثامنة للقصة القصيرة التى ينظمها سنويا المركز.
.
الندوة تميزت بحضور نوعي كبير حيث حضرها عن الجانب الرسمي القائم بالأعمال فى السفارة المغربية فى نواكشوط سعادة الوزير المفوض السيد حسن بنموساتي وكبار معاونيه بالإضافة - طبعا - لمدير المركز السيد جواد رحموني، فيما حضرها لفيف من كبار المثقفين والشعراء والإعلاميين والكتاب الموريتانيين والمغاربة.
افتتح الندوة السيد جواد رحموني مدير المركز حيث رحب بالحضور وأعلن عن برنامج الندوة وأحال الكلمة لرئيس الجلسة الدكتور الشيخ ولد سيدى عبد الله الذى ثمن فى بداية حديثه الدور الريادي الذى يطلع به المركز الثقافي المغربي فى تنشيط وإثراء الساحة الثقافية الموريتانية..jpg)
ولد سيدى عبد الله مهد لمحاضرة الدكتورة تربه بنت عمار التى هي بعنوان : "منهجية كتابة القصة المغاربية المعاصرة" ،مهد لها بإعطاء لمحة شيقة عن تاريخ القصة فى المغرب العربي وكيف ظهرت فى حقب متفاوتة فى دول المغرب العربي الخمس، حيث ظهرت -على الأرجح - فى المغرب سنة 1942 وفى الجزائر 1849 وفى تونس سنة 1906 بينما تأخر ظهورها فى ليبيا وموريتانيا حيث لم تظهر فى الأخيرة إلا سنة 1981.
وأوضح ولد سيدى عبد الله أن منطقة المغرب العربي عرفت مؤخرا نهضة ثقافية نوعية على حساب المشرق العربي حيث انتقلت من الهامش إلى المركز إذ أصبحت تتربع اليوم هذه المنطقة وخاصة المغرب والجزائر وتونس تتربع على عرش الأدب الغربي المترجم.
أما الدكتورة تربة بنت عمار أستاذة التاريخ بجامعة نواكشوط فقد استهلت حديثها بتوجيه الشكر للمركز الثقافي المغربي على جهوده الجبارة فى الرفع من شأن الثقافة ومد جسور التعاون والتواصل الثقافي بين المغرب وموريتانيا مما كان له كبير الأثر فى إثراء الساحة الثقافية. وفى موضوع المحاضرة أوضحت فى البداية أن عرضها سيتسم بالتركيز على الأدب النسائي وتاريخ القصة فى المغرب العربي، مبرزة أن القصة المغاربية اتسمت بالحس الوطني حيث تناولت الوحدة المغاربية ومختلف اهتمامامات المواطن المغاربي، وأشارت المحاضرة إلى أن المنتوج القصصي امتاز فى المغرب بكثافته وتنوعه بالمقارنة مع باقى بلدان المغرب العربي الأخرى التى عانى بعضها من سيطرة ثقافة المستعمر بعد خروجه، فيما كان لبعضها (بلدان المغرب العربي) خصوصيتها الشعرية كما هو الحال بالنسبة لموريتانيا.
وقسمت المحاضِرة تاريخ القصة المغاربية إلى مراحل ثلاث:
- 1905- 1931 السيرة الذاتية (المرحلة الجينية)
- 1931 - 1955 كتابة الهامش ثم الذات الاجتماعية
- 1955 إلى اليوم: المرحلة الواقعية.
وأشارت بنت عمار فى حدييثها عن الأدب النسائي إلى أن الكاتبات المغاربيات تناولن فى قصصهن هموم الوطن والشأن العام شأنهن فى ذلك شأن زملائهن القصاصين فيما ركز بعضن على الحياة الاجتماعية ومعاناة المرأة فى المجتمعات العربية التى تمتاز بسيطرة الرجال.
المحاضَرة أشفعت بنقاش أكاديمي عميق أثار جملة من الأسئلة والاسستشكالات رد عليها الدكتوران المحاضِرة ترب والشيخ ولد سيدى عبد الله.
أما الشق الثانى من الندوة فقد تميز بقراءة بيان لجنة تصحيح المسابقة من طرف الزميل والكاتب الولي ولد سيدى هيبه،وإعلان الفائزين وتوزيع الجوائز التى جاءت على النحو التالى:
- الجائزة الأولى وقدرها 100 ألف أوقية قديمة : الجمركي عبد الرحمن هاشم عن قصته الضوء الأخضر قدمها له القائم بالأعمال سعادة السيد حسن بنموساتى
- الجائزة الثانية، وقدرها 100 ألف أوقية قديمة، مناصفة بين كل من المفتش والأديب بديه ولد محمد سالم عن قصته "عصير مدريد" قدمها له الوزير والسفير السابق محمد محمود ولد ودادى
والأستاذ والأديب الشيخ محمد ماء العينين ولد انباب عن قصته "يوم السعد" قدمها له مدير المركز: السيد جواد رحموني.
- الجائزة الثالثة، وقدرها 90 ألف أوقية قديمة، كانت أيضا مناصفة بين الطالبة فائزة اعل سالم عن قصتها "مسنجر" قدمتها لها الأستاذة والشاعرة الكبيرة باتً بنت البرا، والطالب بالمدرسة العليا للأساتذة الزميل محمد عبد الله محمدن عن قصته "المجهول" قدمتها البرلمانية زينب بنت التقي .