أولا أود أن أوضح بأني لا أهتم بالسياسة و لا أنتمي الى أي حزب سياسي و كذلك لا أولي أي أهمية للقبيلة بل ضد القبلية و كل مواطن موريتاني أعتبره ابن عمي
.
و لست من الذين ابتلاهم الله بالتعالي و التكبر حتى لا يفهمني البعض خطأ كما هي العادة عند الكثيريين .
قضيتي هي أني لا أقبل الاهانه و الذل و الاحتقار لغيري و خاصة الضعيف المغلوب على أمره حتى أقبلها على نفسي و كل من يعرفني يعي ذلك جيدا، و ما سأذكره هنا عشته مع بعض أفراد أسرتي أربعة أيام و قيل لي الكثير من التجاوزات بكل أنواعها من الواسطة و السمسرة و................ ، ولكن لن أذكر الا ما رأيته و عشته بنفسي .
كنت قد تابعت مقابلة مع أحد نواب المعارضة في احدى القنوات التليفزيونية المستقلة الموريتانية ، و قد أزعجتني عبارته .. حكومة تحتقر شعبها .. ، حتى زرت مكت الآحصاء بالمدينة المنورة الأسبوع الماضي لأستلام جوازات سفري مع بعض أفراد أسرتي ، فعذرت منه كل المعذرة ، و رأيت كل ما ذكره من احتقار لهذا الشعب الضعيف المغلوب على أمره في مكتب الاحصاء بالمدينة المنورة بل حدثلي شخصيا .
لم أرى طوال فترة غربتي عن موريتانيا و التي تزيد عن 35 سنة، حتى استقر بي الحال في السعودية منذ 30 سنة ، قادتني غربتي الى أغلب الدول التي تتواجد فيها جاليات موريتانية ، لم أجد جالية أضعف حالا و أحوج للرحمة و الرفق و التوعية أكثر من الجالية الموريتانية في المدينة المنورة التي تعيش كل أنواع الذل و الأحتقار في مكتب الأحصاء بالمدينة المنورة ، نساء ، أطفال ، شيوخ طاعنيين في السن يفترشون الرصيف على الطريق يستغرب و يشمئز منهم المارة من الساعة الخامسة مساء حتى منصف الليل في منظر غير لائق كالغنم و ربما تكون ألأغنام أفضل منهم حالا لأن راعي الغنم يرعاها و يسقيها و يضعها في الزريبه ليحفظها من الأذى، ألأبواب مسدودة في وجوههم لا لوحة ترشدهم و لا أحد يوضح لهم الطلبات و اذا تجرء أحدهم وقرع الباب الحديدي المسدود في وجهه للأستفسار لن يجد الا الصراخ في وجههي أو حتى الطرد و الدفع غير اللبق الى الخارج بطرق غير لائقة و ربما يرى مالا يسره من مماطله و اهانة و استخفاف كما حدث لي شخصيا ، بعد اربعة ايام من التسكع أمام باب هذا المكتب الذي لا يستحق ان يسمى مكتب بل هو ولا حتى زريبة غنم ، وانا أرى أشخاص لهم معرفة أو وسيط يدخلون و يخرجون كيف يشائون أنه مبدأ( تعرف بفتح التاء أو لا تعرف بضم التاء ) لم استطع استلام جوازاتي الا بعد أن تدخل أشخاص خيرين لديهم علاقات شخصية بمدير المكتب مع العلم أن جوازاتي جاهزة عندهم منذ رمضان الماضي و بما أني أعمل في مدينة الرياض مسافة الف كيلومتر من المدينة المنورة و لدي أطفال في المدارس و عليهم أن يبصموا عند استلام جوازاتهم تأخر استلامي للجوزات و أعتقدت أن استلام الجوازات سيكون اسهل بكثير بما أن الدول تعيد المسافرين من مطار نواكشوط لعدم حملهم الجوازات الجديدة .
قابلت في مكتب الأحصاء المشئوم بالمدينة المنورة أحد رجال العلم الطاعنين في السن معروف بغيرته على وطنه و هو أحد أوائل الموريتانيين الحاصلين على الدكتورا في السعودية ، في حالة من التعب و المشقة و ذكرلي أن هذا هو حاله منذ شهرين حتى أرسل الله له أحد المحسنين ليشفع له عند مدير المكتب الاحصاء مع أن كل ألأوراق المطلوبة مكتملة لديه ، و هنا سأذكر اسم هذا الشيخ الطاعن في السن المعروف في السعودية كأحد أعيان الجالية انه الدكتور محمد عبد الله ولد الكريم ، الذي أستطيع أن أحلف على المصحف الشريف بأنه أحق بالجنسية الموريتانية من رئيسها محمد ولد عبد العزيز أصلا و مولدا و جذورا .
في الوقت الذي تهان و تذل و تحتقر فيه هذه الجالية البائسة كان رئيس الفقراء يستقبل أعضاء من الجالية الموريتانية في أحد أفخم فنادق العالم تطرح عليه أمور الثقافة ، أي ثقافة يريدون لشعب محتقر مذل مهان ،ان أهم شيئ يحتاجه الشعب الموريتاني هو الكرامة و الاحترام من موظفي الدولة المتكبرين و المتعالين عليه من الرئيس الى البواب الذين يستلمون مرتباتهم و غيرها الكثير من ما ينهبونه من خيرات بلده.
أرحموا من في الأرض يحمكم من في السماء .
سيدي محمد ولد يوسف